الانفصال الوهم والكهنوت الخرافة
رسمي
منذ يومين
مشاركة

 

 

افتتاحية 26 سبتمبر

 

تعد المرحلة الراهنة التي يمر بها الوطن من أخطر المراحل التاريخية، حيث تتلاطم أمواج الأزمات وتتكالب المليشيات بمشاريعها التفتيتية لتمزيق النسيج الاجتماعي وتقويض مؤسسات الدولة. وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبرز عودة الشرفاء الجمهوريين الوحدويين إلى أرض الوطن ليس كخيار سياسي فحسب، بل كضرورة وطنية ملحة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والمشاركة في قيادة سفينة البلاد نحو بر الأمان مع كل شرفاء ومناضلي الداخل الصامدين في وجه كل اعاصير المشاريع الخارجية التي تعمل على تنفيذها أدوات رهنت نفسها والوطن مقابل مصالح شخصية.

إن وجود القيادات الجمهورية والشخصيات الوطنية المؤثرة على التراب الوطني يمنح العمل السياسي والميداني مشروعية لا يمكن تحقيقها من الخارج، فالالتحام بالجماهير يعني مشاركة الشعب همومه وآلامه، ورفع الروح المعنوية وإعادة الثقة في المشروع الجمهوري وإسهاما في ترميم الهياكل الإدارية والعسكرية التي أنهكتها الصراعات.

ما هو مسلم به كقاعدة ثابتة أنه لا يمكن مواجهة المشاريع المليشاوية “السلالية أو المناطقية” إلا بمشروع وطني جامع يقوده رجال خبروا الدولة وأدركوا قيمة الوحدة وشاركوا بفاعلية في انجازها وفي الدفاع عنها حين تعرضت لهزات حاولت بلوغ حالة التشرذم والضياع التي ظن محدثوها انها حالة تقدم ورخاء واستقرار.

الوحدويون في جنوب الوطن وشماله وشرقه وغربه والذين فقدناهم كأقمار في ليل الحاضر الحالك هم في الآن الصخرة التي تتحطم عليها أوهام الانفصال والارتهان للخارج وخرافات مشروع إيران الكهنوتي المتخلف المهدد الوجودي لليمن والمنطقة، فالعودة ضرورة يجب تحقيقها مهما كانت الكلفة وذلك لتجريد المليشيات من ذريعة “الفراغ القيادي” ووضع حد للتفرد بالسلطة بقوة السلاح.

إن عودة الجمهوريين الوحدويين للاصطفاف مع جمهوريي ووحدويي الداخل تعني إحياء لقيم ثورتي سبتمبر وأكتوبر في وجدان الأجيال الجديدة وتأكيدا على أن الوحدة الوطنية هي المظلة الوحيدة التي تضمن الاستقرار والتنمية بعيداً عن  صراعات الكانتونات الصغيرة، فالوطن اليوم لا يحتاج إلى شعارات ترفع عن بعد بل إلى سواعد تبني وتواجه من الميادين، لتفكيك الانقلابات، واستعادة هيبة الدولة، وبناء سلام عادل وشامل يرتكز على المواطنة المتساوية وسيادة القانون، وإن الروح الوطنية هي الوقود الحقيقي لأي تغيير ملموس على أرض الواقع والعودة للقيادة الى الميدان هي أولى خطوات استعادة الدولة وكرامة المواطن.

فالوطن لا يُستعاد بالمراسلات، والسيادة لا تُحرس من وراء جدر والوحدة لن تصان بالبيانات الرنانة.

لقد حان الوقت لتلتحم قيادتا الخارج والداخل بالقاعدة الشعبية ولتتحول دماء الشهداء إلى مشروع بناء ومؤسسات دولة مهابة.

إن الشعب الذي صمد لسنوات ينتظر التحام طليعته لتقود معركة الخلاص النهائي، فإما وطن نعيش فيه بجمهوريتنا ووحدتنا أو تاريخ يلعن كل من تخاذل وترك الوطن تتقاذفه أعاصير المشاريع الخيانية التي تولت تنفيذها أدوات محلية خيانية أبت إلا ان تستميت في خيانتها وأن تفارق قيم الانتماء والرجولة والكرامة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية