“القبيسي” عضو الفريق الحكومي يكشف لـ”يمن مونيتور” كواليس التفاوض على “قحطان”: أُخذ حياً وسيعود حياً
أهلي
منذ يومين
مشاركة

يمن مونيتور/ مأرب/ من عبدالله العطار

أكد عضو الفريق الحكومي المفاوض، حسن القبيسي، أن السياسي اليمني البارز محمد قحطان يمثل حجر الزاوية في اتفاق تبادل الأسرى الأخير، موضحاً أنه الاسم الوحيد الذي أُدرج صراحةً في صلب الاتفاق الرئيسي، مع تحديد رقم (50) من أسرى الحوثيين كمقابل للإفراج عنه، ضمن مرحلة أولى تشمل آلاف المعتقلين.

وقال القبيسي في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور” إن الاتفاق الذي تم يوم الثلاثاء الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين يمثل انتصارًا إنسانيًا كبيرًا، “تحقق بتوفيق من الله ثم بجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، ومتابعتهم الحثيثة التي أسهمت في تجاوز كثير من التحديات والعقبات المعقدة”.

 

قحطان.. الاسم الاستثنائي في “اتفاق مسقط

وأوضح حسن القبيسي أن المفاوضات التي استمرت 13 يوماً في سلطنة عُمان “أفضت إلى وضع صيغة محددة وحاسمة بشأن الأستاذ محمد قحطان”.

وأكد أن قحطان هو الاسم الوحيد الذي تم النص عليه بالاسم في الوثيقة الرئيسية للاتفاق، ما يعكس الأهمية الرمزية والسياسية الكبيرة التي أولاها الفريق الحكومي لهذه القضية لإنهاء سنوات من الإخفاء القسري.

وبيّن القبيسي أن الاتفاق حدد “حصة” تبادلية واضحة، حيث جرى التوافق على أن يقابل الإفراج عن محمد قحطان إطلاق سراح 50 أسيراً من الطرف الآخر (الحوثيون).

وأشار إلى أن هذا التحديد الرقمي جاء لضمان جدية التنفيذ وقطع الطريق أمام أي محاولات للتسويف، خاصة وأن الاتفاق في مرحلته الأولى يهدف لإطلاق سراح نحو 2900 أسير ومعتقل من كافة الأطراف.

وشدد القبيسي على أن الفريق الحكومي يتعامل مع هذه القضية على أساس “الأصل”، قائلاً: “الأصل أن الأستاذ محمد قحطان أُخذ من بيته حيا يرزق، ولم يكن مشاركا في أي معركة، وبالتالي تم إدراج اسمه والرقم الذي يقابله بناء على كونه حيا، ولم يقدم الطرف الآخر خلال مجريات التفاوض أي شيء يناقض هذا الأصل”.

ويعد محمد قحطان، عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، أبرز المعتقلين السياسيين في اليمن، حيث اختطفه الحوثيون من منزله في أبريل/نيسان 2015. ومنذ ذلك الحين، مُنعت عنه الزيارات والاتصالات تماماً، وسط غموض لف مصيره لسنوات، مما جعل قضيته تتحول إلى “أيقونة” للمطالب الحقوقية والسياسية، ومحكاً رئيسياً لمدى جدية أي تفاهمات ترعاها الأمم المتحدة في الملف اليمني.

مراحل التبادل

وقال عضو الفريق الحكومي إن هذا الاتفاق “قائم من حيث المبدأ على قاعدة (الكل مقابل الكل)، إلا أنه جرى تقسيمه إلى مراحل لاعتبارات وحيثيات فنية وإنسانية فرضت ذلك”، …موضحًا أن المرحلة الأولى تم تحديدها بأرقام تقارب 3000 أسير ومعتقل من جميع الأطراف.

وأضاف أن المرحلة الثانية من الاتفاق تتضمن تنفيذ زيارات ميدانية شاملة لجميع أماكن الاحتجاز، وعلى ضوء هذه الزيارات سيتم حصر ورفع كافة الأسرى والمعتقلين على ذمة الأحداث في مختلف السجون وأماكن الاحتجاز، لافتًا إلى أن هذه الأسماء سترفع إلى مكتب المبعوث الأممي، ليتم الترتيب لصفقة تبادل تلي هذه الصفقة مباشرة.

وأشار القبيسي في تصريح خاص لـ “يمن مونيتور” إلى أن المرحلة الثالثة من الاتفاق تتعلق بـ ملف الجثامين، باعتباره ملفا إنسانيا لا يقل أهمية وحساسية، ويحتاج إلى ترتيبات خاصة.

وتطرق عضو الفريق الحكومي المفاوض إلى الصعوبات التي رافقت مسار التفاوض، قائلا: “خلال فترة المفاوضات التي استمرت قرابة 13 يوما، واجهنا تحديات كبيرة وصعوبات متعددة، إلا أن صبر وحكمة الفريق المفاوض، وبفضل الله تعالى، تمكن الفريق من تجاوز تلك التحديات والخروج بهذا الاتفاق”.

أشار القبيسي إلى أن الرعاية المباشرة من الأشقاء في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وإشراف مكتب المبعوث الأممي، تمثل ضمانات سياسية وإقليمية وازنة. كما لفت إلى أن “الضغط الشعبي” المتزايد، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يشكل قوة دفع إضافية لإجبار كافة الأطراف على الالتزام بتعهداتها.

 

الضمانات

وأضاف أن المرحلة التالية ستشهد تبادل القوائم والأسماء، وهي إجراءات تستغرق قرابة شهر كامل حتى يتم إقرارها من جميع الأطراف، يعقبها التنفيذ بإذن الله…مؤكدا أن هذه هي المرحلة الأولى، بينما تتطلب المرحلة الثانية تشكيل لجان خاصة تقوم بزيارة السجون ورفع الأسماء، وعلى ضوء ذلك يتم تحديد الصفقة الثانية.

وحول التساؤلات المتكررة بشأن الضمانات، قال القبيسي لـ”يمن مونيتور”: “كنا دائمًا واضحين بأن لا توجد ضمانات مكتوبة، لكن هناك جملة من العوامل الضامنة، في مقدمتها رعاية الأشقاء في سلطنة عُمان، ومشاركة المملكة العربية السعودية واطلاعها الكامل على مجريات التفاوض، إلى جانب إشراف الأمم المتحدة ممثلة بمكتب المبعوث الأممي ومشاركته الفاعلة في هذا المسار”.

وأشار إلى أن الضغط الشعبي داخل مناطق سيطرة مليشيات الحوثي يشكل هو الآخر عاملًا مساعدًا لتنفيذ الاتفاق، مضيفًا: “نعتقد أن هذه الضغوط مجتمعة ستسهم بإذن الله في ترجمة هذا الاتفاق إلى واقع عملي”.

واختتم القبيسي تصريحه بالتأكيد على إدراك الفريق الحكومي لحجم التحديات المتعلقة بالأسماء، والمخفيين قسرا، والأعداد، إلا أنه عبّر عن ثقته بأن “توفيق الله أولاً، ثم تصميم الفريق التفاوضي، وجهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية، ودور مكتب المبعوث الأممي، ستقود إلى نتائج ملموسة وقريبة تعيد الأمل لآلاف الأسر اليمنية المنتظرة للحرية ولمّ الشمل.

 

The post “القبيسي” عضو الفريق الحكومي يكشف لـ”يمن مونيتور” كواليس التفاوض على “قحطان”: أُخذ حياً وسيعود حياً appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية