يمن مونيتور/ الرياض/ خاص:
اعتبر نائب وزير الخارجية اليمني، مصطفى أحمد نعمان، أن التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في شرق البلاد تمثل “خفة سياسية” و”تمرد مكتمل الأركان” تضرب شرعية الدولة في مقتل، مؤكداً أن تجاوز مؤسسات وزارة الدفاع يفتح الباب أمام حرب أهلية شاملة لن يخرج منها أحد منتصراً سوى جماعة الحوثي.
أوضح نعمان في مقابلة مع تلفزيون العربية مساء يوم الاثنين، تابعها يمن مونيتور، أن ما يقوم به المجلس الانتقالي ليس مجرد إجراءات أحادية، بل هو تمرد صريح على الشرعية التي يعد المجلس جزءاً أصيلاً منها، مشيراً إلى أن أعضاء الانتقالي يشكلون الكتلة الأكبر في مجلس الوزراء، ولهم ثلاثة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي، مما يجعل تحركهم ضد الدولة تناقضاً غير مفهوم.
وانتقد نائب وزير الخارجية ما وصفه بـ “السلوك الصبياني” لبعض الوزراء والمسؤولين المحسوبين على الانتقالي، الذين يستخدمون ترويسة ومذكرات الجمهورية اليمنية وجوازاتها الرسمية للمطالبة بالانفصال، معتبراً أن هذا النوع من التعامل مع القضايا الوطنية الكبرى يفتقر للروية والإدراك العميق للمخاطر المحدقة باليمن والمنطقة.
شكك نعمان في الدوافع التي ساقها الانتقالي للتحرك نحو حضرموت، مؤكداً أن المحافظة هادئة ومستقرة، والادعاء بأنها قاعدة للإرهاب أو “الإخوان” هو مبرر غير كافٍ للقفز على صلاحيات المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية التابعتين لوزارة الدفاع، واللتين تضمان قيادات من أبناء حضرموت والجنوب.
المجلس الانتقالي لا ينظر إلى المدى البعيد، هو يبسط سيطرته على مؤسسات يسيطر عليها أصلاً، ويمارس ‘خفة سياسية’ تجعله يتحول من شريك في الشرعية إلى خصم لها، وهو ما يهدد بضياع أي فرص للاعتراف الدولي بمطالب الجنوب
مصطفى نعمان, نائب وزير الخارجية اليمني
كما فند ذريعة “مكافحة التهريب” كغطاء للتحرك العسكري، موضحاً أن عمليات التهريب تم رصدها في مناطق مختلفة مثل ميناء عدن والمخا وشواطئ شبوة، وليس فقط في حضرموت والمهرة. وتساءل: “لماذا لم ينسق الانتقالي مع القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزارة الدفاع لوضع خطة موحدة، بدلاً من إعطاء نفسه الحق المنفرد في التحرك وتهميش أجهزة الدولة؟”.
ويرى نعمان أن جماعة الحوثي في صنعاء هي “المستفيد الوحيد” مما يدور، فهي تراقب مشهد التصدع في معسكر الشرعية بعين الرضا، حيث يؤدي هذا التفتت إلى إضعاف الجهود الموجهة نحو الخصم الحقيقي وتأخير أي فرص للوصول إلى مفاوضات سلام عادلة.
وحذر من أن استمرار التصعيد قد يدفع القوى الوحدوية داخل معسكر الشرعية للبحث عن تحالفات جديدة لحماية وحدة البلاد، مشيراً إلى أن “المطالبين بالانفصال سيجدون أنفسهم في مواجهة مع كافة الأطراف الأخرى”، وهو ما يعزز من قوة الحوثي الذي يدعي بدوره الحفاظ على الوحدة من منظور خاص به.
وأعرب نعمان عن مخاوفه من جر الجنوب نحو نموذج “أرض الصومال” أو “بنتلاند”، وهي كيانات تفتقر للاعتراف الدولي، مؤكداً أنه لا توجد دولة واحدة ستمتلك الجرأة للاعتراف بأي كيان ينشأ عبر فرض واقع عسكري بعيداً عن التوافقات السياسية والمواثيق الدولية.
وعلى الصعيد الإنساني، حذر من أن هذه الفوضى ستؤدي إلى تجميد مشاريع المنظمات الدولية، حيث تساءل: “من هي السلطة التي ستتعامل معها هذه المنظمات؟”.
وأضاف: “لو كنت من المانحين الدوليين لن أرسل قرشاً واحداً لليمن في ظل هذا الوضع الضبابي الذي يعطل المؤسسات ويزيد من معاناة المواطنين الذين يتضورون جوعاً”.
وحدد نائب وزير الخارجية نقطة البداية لأي حل حقيقي في “خروج كافة القوات التي لا تعمل تحت سقف وزارة الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة”، معتبراً أن هذه الخطوة هي وحدها الكفيلة بإنقاذ البلد وإنقاذ مشروع المجلس الانتقالي نفسه من التآكل الداخلي.
ودعا نعمان قيادة الانتقالي إلى العودة لغة العقل وطاولة الحوار، مؤكداً أن القضية الجنوبية قضية عادلة ومعترف بها من الجميع، ولكن لا يمكن حلها عبر فرض واقع السلاح أو استغلال الساحات الممولة، بل عبر رؤية وطنية شاملة تضع مصلحة اليمني البسيط فوق كل اعتبار.
- انقلاب الأختام.. كيف حوّل المجلس الانتقالي وزارات عدن إلى “إقطاعيات سياسية” للانفصال؟!
- أشباح “النجمة الحمراء” فوق بحر العرب: كيف يستنسخ المجلس الانتقالي “مركزية الرفاق” لتفكيك الشرق اليمني؟
The post نائب وزير الخارجية اليمني: تحركات “الانتقالي” تمرد صريح و “خفة سياسية” تضع الجنوب أمام مجهول التقسيم appeared first on يمن مونيتور.
أخبار ذات صلة.