قراءات جار الله عمر في سجنه
أهلي
منذ 3 أيام
مشاركة

 

دخل السياسي اليمني الراحل جار الله عمر، السجن في سن الخامسة والعشرين، عقب أحداث أغسطس 1968 التي نشبت داخل المعسكر الجمهوري آنذاك، كان ضابطًا في الشرطة العسكرية، ومن بين ممن استبسلوا في معركة الدفاع عن الثورة والجمهورية بروح وطنية إبان حصار السبعين على العاصمة صنعاء.

فرضت بنيته الجسدية النحيفة عليه تجنب الخصومات والمشاجرة، والقيام بالصلح والتوفيق، أمكنه ورفاقه، وقد انفكَّوا عن حركة القوميين العرب، بشكل تنظيمي استقلالي باسم “الحزب الديمقراطي الثوري” في المعتقل أن يصَيَّروا الزنزانة إلى نادي ثقافي، وستعجب بهذه التجربة التي يحكيها في مذكراته بل ربما تتمناها.

ملَلَ السجناء من بعضهم وجهًا لوجه، في مكان يقيمون فيه 24 ساعة، ظواهر بسيطة ستختلق مشكلة وخصومة ولا جديد يؤتى على ذكره.

شيَّد، جار الله عمر، إلى علوم الفقه والدين التي تلقاها في العهد الإمامي، معارف الفكر والسياسة والأدب وإحاط بألوان من العلوم، سيتطلبها العمل السياسي والعسكري العريض في الساحة اليمنية بعد خروجه من المعتقل 1971، ليعَدَلَ بعد مضي سنوات عن الشق العسكري على ضوء مراجعة نقدية لليسار اليمني من سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.

وبتسلم اللواء السبتمبري أحمد الرحومي، وزارة الداخلية تحسنت ظروفهم وأحوالهم في السجن، كون الرجل بعثيًا ويشترك في أطروحاتهم اليسارية.

استعرض جار الله عالم القراءة في المعتقل في النسخة من مذكراته “الصراع على السلطة والثروة في اليمن” وهي مقابلات أجرتها الأكاديمية الامريكية ليزا ودين، الفترة 1999-2002، على حين لم يستعيد شيءٌ من هذا في حلقات حوارية “جار الله يتكلم”. مع صادق ناشر، مراسل صحيفة الخليج، ضمن مشروع ممتد زمنيًا أنجزه مع سياسيين يمنيين رووا ذكرياتهم من محطات التاريخ اليمني الحديث.

تزامنت فترة السجن مع وجود الأديب والقاص اليمني محمد عبد الولي «حببوا إلينا قراءة الأدب والغزل والشعر العلاقات التي نشأت بيننا في السجن أنسنتنا، جعلتنا أكثر إنسانية بحيث بتنا نعترف بطبائعنا البشرية ونتخلى عن تلك المكابرة. وبدأت أقرأ في القصة واكتشفت أني قارئ نهم وعندي رغبة شديدة في القراءة».

يتذكر جار الله أولى قراءاته في المعتقل: «المرايا» «بين القصرين» لنجيب محفوظ، ورواية لدانتي الذي عرفه في السجن، وترجمات روسية إلى العربية، «الجريمة والعقاب» «ابنة الأمير» «ذهب مع الريح» «العقب الحديدية» وجملة من الفكر الماركسي.

ومن المؤلفات العربية الشهيرة في الأدب والتاريخ «الأيام» لطه حسين، ومجلة الطليعة المصرية اليسارية، وفلسفية ليساريين عرب أمثال غالي شكري وإلياس مرقص وأخرى أجنبية.

ماذا عن الشعر، الغزلي منه خصوصًا؟ الطابع الفكري والتنظيمي لحركة القوميين العرب، قريب من صفات النازية والفاشية، وبالتالي «يقتضي على المنتسبين، إلا يقرأوا الرواية والغزل لأنه يضعف الناس». فيما سائر قراءات السياسة والتاريخ والجغرافيا والشعر الحماسي تجعل منهم مناضلين ومقاتلين.

The post قراءات جار الله عمر في سجنه appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية