يمن مونيتور/ عدن/ خاص:
وصف مستشار وزير الداخلية اليمني، سالم بن جذنان النهدي، التحركات العسكرية والأمنية الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة بأنها “مشهد ميليشاوي وانقلابي” مكتمل الأركان.
وأكد في مقابلة مع تلفزيون الحدث السعودي، وتابعها يمن مونيتور”، أن ما تشهده المنطقة الشرقية هو تمرد علني على الدولة والشرعية المعترف بها دولياً، يحاكي بدقة سيناريو سقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة الحوثي في سبتمبر 2014، عبر استخدام “قوة السلاح” لفرض واقع سياسي جديد.
وكشف بن جذنان النهدي عن وصول تقارير ميدانية مفصلة توثق سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها عناصر تابعة للمجلس الانتقالي في مدينة سيئون بوادي حضرموت.
وأوضح أن هذه الانتهاكات لم تقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل شملت اعتداءات مباشرة وممنهجة على مؤسسات الدولة السيادية، ومن ضمنها اقتحام منزل وزير الداخلية ومبنى الوزارة، بالإضافة إلى السيطرة على مخازن الأسلحة والذخيرة وتركها للعناصر الفوضوية والمتورطين في قضايا جنائية ومخدرات.
وأشار المستشار إلى أن هذه الممارسات أدت إلى تدهور خطير في السلم الاجتماعي، مما تسبب في موجة “نزوح عكسي” مفاجئة. فبعد أن كانت حضرموت الملاذ الآمن لآلاف اليمنيين الهاربين من بطش الحوثيين في صنعاء وضواحيها، تحولت بفعل التصعيد الأخير إلى منطقة طاردة، حيث بدأ السكان والنازحون بمغادرة المدينة نتيجة السطوة العسكرية والاعتداءات التي طالت الممتلكات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني، ما ينذر بكارثة إنسانية واجتماعية جديدة.
التخادم مع الحوثي و”الهروب إلى الأمام“
وفي قراءته للموقف السياسي، اعتبر النهدي أن المجلس الانتقالي يمارس عملية “هروب إلى الأمام” عبر تعمد إفشال كافة جهود التهدئة التي تقودها المملكة العربية السعودية بصفتها قائدة التحالف العربي.
وأوضح أن الانتقالي استنفد كل الفرص السياسية المتاحة، وانتقل الآن إلى مرحلة المواجهة المفتوحة مع الدولة، مستغلاً الأدوات الإعلامية والعسكرية لفرض أجندة التقسيم في وقت حساس تمر به البلاد.
واتهم المستشار المجلس الانتقالي بالتخادم الضمني مع جماعة الحوثي، مؤكداً أن بقاء الانتقالي قوياً في عدن يعد “طوق نجاة” للحوثيين في صنعاء. فكلما اقتربت نهاية الحوثي عسكرياً، تحرك الانتقالي لضرب الشرعية من الداخل.
واستطرد قائلاً إن التاريخ القريب يثبت أنه كلما اقتربت الشرعية من تحقيق حسم عسكري أو سياسي ضد المشروع الحوثي، يبادر الانتقالي بفتح جبهات صراع داخلية في المناطق المحررة لضرب استقرار الشرعية وتشتيت جهودها، مما يجعل أدوار الطرفين متكاملة في إضعاف الدولة اليمنية.
تفكك مجلس القيادة وتآكل الشرعية
وعلى صعيد هيكلية السلطة، وجه بن جذنان انتقادات لاذعة للوضع الراهن داخل مجلس القيادة الرئاسي، واصفاً ما يحدث بـ”الانقلاب الدستوري”.
وأوضح أن انضواء أعضاء في المجلس الرئاسي (مثل فرج البحسني وأبو زرعة المحرمي) تحت مظلة المجلس الانتقالي بصفتهم “نواباً” لعيدروس الزبيدي، يمثل خرقاً صريحاً لمخرجات مشاورات الرياض واتفاق نقل السلطة، ويفرغ مجلس القيادة من جوهره التوافقي.
وحذر مستشار وزير الداخلية من أن استمرار هذا الوضع يجعل الحكومة الشرعية محاصرة بين “انقلابين”؛ أحدهما في الشمال والآخر في الجنوب، مؤكداً أن التمرد طال أيضاً مؤسسات الدولة الإعلامية في عدن التي باتت تنطق بلسان الانقلاب. وشدد على ضرورة تحرك المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي لتقديم تقارير موثقة لمجلس الأمن حول هذه التجاوزات التي تهدد المرجعيات الثلاث والقرار الأممي 2216.
The post مستشار وزير الداخلية اليمنية: سلوك الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد ميليشاوي يستنسخ “النموذج الحوثي” appeared first on يمن مونيتور.