الشيخ باتيس يهاجم المجلس الانتقالي: وعدوهم بالقتال فكافأوهم بنهب مخازن الجيش وأطقم الداخلية ومجوهرات النازحين في سيئون
أهلي
منذ 5 أيام
مشاركة

يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:

وصف عضو مجلس الشورى اليمني وأحد وجهات حضرموت، الشيخ صلاح باتيس، التحركات الأخيرة للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت بأنها “انتهاك حقيقي للشرعية وتماسك مجلس القيادة الرئاسي”، محذراً من أن استخدام القوة والاجتياح العسكري يهدد النسيج الاجتماعي في المحافظات الشرقية ويقوض معركة استعادة الدولة.

وفي مقابلة مع تلفزيون العربية، تابعتها “يمن مونيتور”، انتقد باتيس بشدة لجوء المجلس الانتقالي إلى “الخطوات الأحادية” في حضرموت، مؤكداً أن معالجة الإشكالات القائمة كان يجب أن تتم عبر الحوار والحلول السياسية بعيداً عن استخدام القوة العسكرية التي تخالف القوانين والنظم المعمول بها.

وأشار إلى أن “حضرموت والمحافظات الشرقية لا تحتمل هذا العبث الأمني” الذي سيؤدي بالضرورة إلى تفاقم الأوضاع وتهديد السلم المجتمعي.

وكشف عضو مجلس الشورى عن عمليات نهب واسعة طالت المعسكرات والمستودعات التابعة للمنطقة العسكرية، مؤكداً فتح مخازن السلاح والذخيرة وتوزيعها على مجموعات مسلحة ومجهولين رافقوا قوات الانتقالي.

وأوضح باتيس أن النهب لم يقتصر على العتاد العسكري، بل امتد ليشمل: كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والسيارات التابعة لوزارة الداخلية في مدينة سيئون. ممتلكات خاصة لمواطنين ونازحين ومسؤولين، شملت ذهباً ومجوهرات وأثاثاً منزلياً. ونهب معدات وسيارات تابعة لإدارة المرور وديوان وزارة الداخلية.

وفي كشف لافت، أكد باتيس أن هناك تواصلات مع قيادات في المجلس الانتقالي من أبناء حضرموت والمحافظات الشرقية، والذين أعربوا عن استيائهم من هذه “الطريقة الوحشية” في التعامل.

وأشار إلى أن هذه التجاوزات ستنعكس سلباً على سمعة هذه القيادات أمام مجتمعاتهم المحلية، مؤكداً أن القوات التي قدمت من خارج المحافظة لا يمكن ضبطها، وهي تسيء للمكون الذي تنتمي إليه.

واختتم باتيس حديثه بالإشارة إلى سقوط قتلى وجرحى ومخفيين قسرياً على يد قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مؤكداً أن العمل جارٍ على حصر هذه الحالات وتوثيقها. وشدد على أن “عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي” جعل من السهل توثيق كل الانتهاكات عبر الكاميرات المنتشرة، مما يضع المتورطين أمام مسؤولية قانونية وحقوقية لا تسقط بالتقادم.

 

 

نص المقابلة

المذيعة: نتساءل عن طبيعة الخطوة التي اتخذها المجلس الانتقالي في حضرموت

صلاح باتيس: “أولاً، المجلس الانتقالي باتخاذه هذه الخطوة الأحادية، في حد ذاتها انتهاك حقيقي للشرعية ولتماسك مجلس القيادة الرئاسي ومعركة استعادة الدولة. لأنه كان بالإمكان حل هذه الإشكالية والعمل على إيجاد حلول بعيداً عن استخدام القوة أو الاجتياح العسكري الذي يخالف كل الأعراف والقوانين والنظم المعمول بها.”

“الأمر الآخر، محافظة حضرموت والمحافظات الشرقية لا تحتمل هذا العبث الأمني والعسكري، الذي سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع وتهديد النسيج الاجتماعي والأمن المجتمعي، وضياع الممتلكات العامة والخاصة أيضاً.”

“الأمر الثالث، ومن أبرز وأهم المخاطر والانتهاكات التي تمت، هو فتح المعسكرات والمستودعات التي كانت تتبع المنطقة العسكرية، وكانت مغلقة كثيراً منها، بغض النظر عن خلافنا مع إدارة المرحلة السابقة وقيادة المنطقة، لكن ما كان ينبغي أن يُعبث بها بهذا الشكل.”

 

المذيعة: (مقاطعة) “سيد صلاح، دعنا نفهم هذا المشهد أكثر.. فتح المعسكرات، ما الذي جرى بالضبط؟”

صلاح باتيس:

“نحن نعتقد أنهم أحضروا معهم بعض المجموعات التي تساندهم فيما لو كان هناك قتال أو حرب، ووعدوهم بـ ‘الغنيمة’. فعندما تفاجأوا بأن المنطقة تسلم (دون قتال حقيقي)، لم تجد هذه المجاميع المسلحة قتالاً، ولا يمكن أن تعود خالية الوفاض؛ ولهذا فُتحت المعسكرات ليأخذوا ما شاؤوا.”

“تم أخذ كميات كبيرة من الأسلحة، كميات كبيرة من الذخيرة، وكميات كبيرة من السيارات والعربات. بل تعدى ذلك إلى الوصول إلى بيوت بعض النازحين والمواطنين الموجودين، وبعض المسؤولين من محافظات أخرى الذين لا يستطيعون العودة لمحافظاتهم تحت سلطة الحوثي، وكانوا يسكنون في بعض أحياء مدينة سيئون تحديداً.”

“دخلوا هذه البيوت وأخذوا حتى الممتلكات الشخصية من ذهب ومجوهرات، وأفرشة، وسيارات (تكتك)، وأشياء بسيطة جداً للأسف الشديد لا يرقى الأمر إلى أن يصل إلى نهبها.”

“وبالنسبة لسيارات وممتلكات المؤسسات العسكرية والأمنية، مثل إدارة المرور، وديوان وزارة الداخلية المتواجد في مدينة سيئون؛ فقد تم أخذ كل السيارات والأطقم التابعة لوزارة الداخلية. كذلك سقط في هذه العملية العسكرية قتلى وجرحى ومخفيون، والآن هناك عملية حصر جارية لهذه الانتهاكات.”

 

المذيعة: “باعتبارك عضو مجلس شورى، هل هناك جهات توثقون معها هذه العمليات؟ وكيف تقرؤون مبررات هذه الاعتقالات؟”

صلاح باتيس:

“نحن نتواصل حتى مع بعض قيادات الانتقالي من أبناء حضرموت والمحافظات الشرقية، وهم لم يعجبهم هذا الحال، ولم يتوقعوا أن يحدث الأمر بهذه الطريقة الوحشية. هذه المخالفات ستنعكس عليهم وعلى سمعتهم كأبناء لهذه المحافظات.”

“نحن دائماً نقول إننا كحضارم، سواء كنا في الانتقالي أو الأحزاب السياسية أو حلف قبائل حضرموت أو مؤتمر حضرموت الجامع، نستطيع أن نتفاهم فيما بيننا. لكن عندما يأتي ‘الغريب’ والقوات من الخارج، لا تستطيع أن تضبطها، وتُحسب أخطاؤها على هذا المكون وقياداته، فنراهم في حرج شديد وبعضهم يحاول نفي صلته بهذه الأحداث.”

“الأمر الأخير، نحن اليوم في عالم التكنولوجيا والتوثيق الإلكتروني والكاميرات المنتشرة في كل مكان، والكل يوثق ويصوّر ويرسل لنا وللمنظمات الحقوقية.”

 

 

المذيعة: ولكن حضرتك سيد صلاح قلت إنكم على تواصل حتى مع بعض الشخصيات في الانتقالي وتتحدثون عن ملف الاعتقالات، قبل أن نتحدث عن الشق السياسي والحلول، في شق الاعتقالات هل وصلتم من خلال هذا التواصل إلى حل ما؟ تسوية؟ أو وساطة؟

صلاح باتيس:

“نحن نحاول التعامل مع هذا الملف، نحاول أولاً أن لا يستحدثوا معتقلات سرية لأن هناك معلومات تقول إن هناك محاولات لاستحداث سجون سرية. الأمر الآخر، بعض الأسرى الذين وقعوا من أبناء القوات المسلحة التابعين لوزارة الدفاع، الأصل أن هذه العملية تحل داخل مجلس القيادة الرئاسي وداخل وزارة الدفاع وهيئة الأركان واللجنة العسكرية التي مقرها عدن، فهؤلاء في النهاية جنود وضباط من أبناء اليمن ومؤيدين للشرعية، وبغض النظر إن كان لديهم مخالفات، لا ينبغي أن يعتدي عليهم مكون ينتمي للشرعية، هذه قضية خطيرة جداً. ”

“وكانت من بعض نتائج الوساطة، وأنا أتقدم بالشكر لبعض الشخصيات التي ساهمت في هذا، إطلاق سراح بعضهم وغادروا، لكن البعض لا يزال إلى الآن معتقلاً والبعض مخفياً لا ندري أين هو.”

“ومن أبناء المنطقة من يتوجس ويخشى أن هؤلاء إذا تمكنوا الآن يتعاملون بلطف وتودد، لكن إذا تمكنوا ربما يكررون سيناريو عدن أو سيناريو السبعينات في حضرموت خاصة لمن يخالفهم. وهناك محاولة أيضاً لإكراه بعض الشخصيات أن تعلن الولاء أو التأييد، وإكراه بعض المؤسسات والمنظمات حتى تنجو من أي استهداف، والناس في النهاية يتعاملون مع سلطة الأمر الواقع. لكن أنا أعتقد أن عملية الانتقالي في حضرموت والمحافظات الشرقية ترقى إلى جريمة مكتملة الأركان مخالفة لما تم الاتفاق عليه في مشاورات الرياض وللتوافق الوطني في مجلس القيادة الرئاسي، وينبغي أن يتراجعوا عنها سريعاً.”

 

المذيعة: هي مخالفة ولكن باتت أمراً واقعاً، كيف يتراجعون عنها؟ بأي طريقة وما هي الضغوط؟

صلاح باتيس:

“أنا أعتقد اليوم المشهد الذي جسده حلف قبائل حضرموت في ذكرى الهبة، وأنا هنا أبارك لأبناء حضرموت هذه الذكرى وهذا الاجتماع الذي ترأسه الشيخ عمرو بن حبريش، هذه الرسالة كانت واضحة من الحضارم ومن القبائل أننا نرفض ما حدث”.

“ولم يكن الأمر مقتصر فقط على أبناء المنطقة العسكرية الأولى، بل كان هناك قتلى من أبناء حضرموت من القوات التابعة لحلف قبائل حضرموت، وكان هناك غدر بالميثاق والاتفاق الذي وقع بين الحلف والسلطة المحلية. الأمر الآخر، ماذا سيقولون لمحافظ المحافظة الذي اليوم لا يستطيع أن يعود ليمارس عمله في المكلا عاصمة حضرموت؟”

“محافظو المحافظات الأخرى حاولوا أن يتجاوبوا مع الأمور لتجنيب محافظاتهم الفوضى خاصة أبناء المهرة، وأنا أحييهم على التفافهم حول السلطة المحلية ورفضهم لأي تدخل من خارج المحافظة. وستعود شبوة وسقطرى وحتى عدن، هذا الفعل سيجعل الجميع يلتفت نحو عدن لأن المشكلة بدأت من هناك.”

 

المذيعة: ضغط شعبي سيد صلاح؟ يعني ضغط مجتمعي قبلي؟

صلاح باتيس:

“ضغط مجتمعي وقبلي وسياسي وحقوقي وإقليمي ودولي. اليوم الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي والأشقاء في المملكة العربية السعودية خطابهم واضح، ورئاسة مجلس القيادة الرئاسي والبرلمان الذي أدى هؤلاء اليمين الدستورية أمامه يقولون لهم تراجعوا عن هذه الخطوة الأحادية، فماذا سيقولون لكل هذه المؤسسات؟ ليس من المعقول أن تفرض أمراً واقعاً وحيداً ومنفرداً. ”

“لا يزال أمامهم فرصة للعودة وتجنيب هذه المنطقة الفتنة، وهناك سيناريوهات كثيرة، الناس ينظرون أنه لا بد أن تكون حضرموت لأبنائها والمحافظات الشرقية بعيدة عن كل صراع، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل هذا الاجتياح.”

المذيعة: شكراً جزيلاً، كنت معنا هنا في الاستديو صلاح باتيس، عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر المحافظات الشرقية وعضو مجلس الشورى اليمني. شكراً لك.

 

 

The post الشيخ باتيس يهاجم المجلس الانتقالي: وعدوهم بالقتال فكافأوهم بنهب مخازن الجيش وأطقم الداخلية ومجوهرات النازحين في سيئون appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية