يمن مونيتور/ تعز/ من محمد عبدالقادر اليوسفي
كشف قائد المنفذ الشرقي لمدينة تعز، الرائد عمار مهيوب، عن تصاعد ممنهج للانتهاكات الحوثية بمحيط منافذ المدينة، مؤكداً أن المليشيا تمارس عمليات ابتزاز مالي واسعة ضد المسافرين وسائقي الشاحنات.
وأوضح مهيوب في حوار خاص مع “يمن مونيتور” أن هذه التحركات تهدف إلى دفع الجيش للرد العسكري لاتخاذه ذريعة لإغلاق الطريق وإعادة إطباق الحصار الكامل على المدينة كما كان عليه الوضع طيلة تسع سنوات.
استراتيجية الابتزاز وجبايات “اللوحات والمنشأ”
أوضح الرائد عمار مهيوب أن جماعة الحوثي المسلحة استحدثت أساليب معقدة لنهب المسافرين وتجار السلع؛ حيث تمنع شاحنات النقل (الدينات) القادمة من مناطق سيطرتها من العودة بعد تفريغ حمولتها في المدينة، إلا بعد دفع إتاوات مالية كبيرة.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي تبرر هذا المنع بحجج واهية تتعلق بحجم الشاحنات، بينما الهدف الحقيقي هو إجبار السائقين على دفع مبالغ غير قانونية مقابل السماح لهم بالمرور فارغين.
وفي سياق متصل، أكد مهيوب أن الحركة تمارس تمييزاً واضحاً ضد المركبات التي تحمل لوحات صادرة من المحافظات التابعة للحكومة الشرعية؛ إذ يتم إيقافها وإجبار أصحابها على دفع “جمارك مضاعفة” أو ما يسمونه بـ”توفية الجمارك”.
كما أشار إلى حظر دخول المركبات ذات المنشأ الأمريكي تحت مزاعم “مواجهة العدوان”، وهي شماعة تُستخدم حصراً لابتزاز المواطنين القادمين من تعز أو المسافرين المتوجهين إلى صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
نضبط أنفسنا تجاه القذائف والأعيرة النارية الحوثية في المنفذ الشرقي حرصاً على استمرار تنقل 4000 مركبة يومياً. معركتنا هي بقاء الشريان نابضاً، وجاهزيتنا القتالية في أعلى مستوياتها للرد إذا لزم الأمر.
الرائد عمار مهيوب، قائد المنفذ الشرقي لتعز
تعطيل الحركة لخدمة “مربع الحصار” الأول
وحول الأثر الميداني لهذه الممارسات، لفت قائد المنفذ الشرقي إلى أن الاستفزازات الحوثية تؤدي إلى شلل متكرر في حركة السير؛ حيث يتم إغلاق الطريق لساعات، مما يسبب تكدساً هائلاً للمركبات التي يتراوح عددها ما بين 3 آلاف إلى 4 آلاف سيارة يومياً. هذا التعطيل المتعمد لا يقتصر على الجانب المالي، بل يهدف إلى إرهاق المواطنين نفسياً وتصوير المنفذ كمنطقة غير مستقرة أمنياً.
ويرى الرائد مهيوب أن هذه التصرفات تعكس رغبة حوثية دفينة في العودة بتعز إلى مربع الحصار الأول، مؤكداً أن المليشيا تشعر بأن فتح المنفذ كان “خطأً استراتيجياً” تحاول الآن التكفير عنه عبر افتعال الأزمات.
وأضاف: يسعى الحوثيون من خلال هذه الضغوط إلى خلق بيئة طاردة وتأليب الحاضنة الشعبية ضد الجيش والمقاومة، عبر إيهام الناس بأن موقفهم المساند للشرعية هو السبب في استمرار معاناتهم وعرقلة تنقلهم.
جاهزية الجيش وسياسة “ضبط النفس”
أكد الرائد مهيوب أن قوات الجيش الوطني في تعز تعي جيداً أبعاد المخطط الحوثي، لذا تتبنى سياسة “ضبط النفس” الشديدة تجاه الاستهدافات المباشرة بالأعيرة النارية والقذائف التي تشنها المليشيا بين الحين والآخر. وأوضح أن الجيش يمتلك القدرة الكاملة على الرد العسكري الرادع، لكنه يفضل الحفاظ على انسيابية المنفذ لخدمة ملايين المواطنين، باعتبار أن حرية التنقل حق مكفول دستورياً وإنسانياً لا يجب المساس به.
وأضاف أن هناك إجراءات أمنية دقيقة تُنفذ لتأمين المسافرين وحماية المدينة من أي اختراقات قد تستغلها المليشيا تحت غطاء الحركة التجارية. كما يتم توثيق كافة الانتهاكات والتعسفات الحوثية ورفعها عبر تقارير رسمية إلى الجهات المختصة، لإظهار زيف الادعاءات الحوثية التي تحاول عبر وسائل إعلامها اتهام الجيش بعرقلة المنفذ، بينما الوقائع الميدانية تثبت أن المليشيا هي الطرف الوحيد الذي يضع العراقيل.
وحدة الصف هي الضمانة
وفي ختام حديثه، وجه مهيوب رسالة طمأنة لسكان تعز، مؤكداً أن الجيش سيظل الحارس الأمين لحقهم في التنقل والعيش بكرامة، ولن يسمح للمليشيا بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. ودعا المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات الحوثية التي تستهدف النيل من الروح المعنوية، مشدداً على أن وعي المجتمع بخطر “المشروع الإمامي” هو الضمانة الحقيقية لإفشال مخططات الحصار الجديد.
كما حث كافة المكونات في تعز على التوحد خلف المؤسسة العسكرية والأمنية، معتبراً أن استهداف المليشيا للمنافذ هو استهداف لكل أبناء تعز بمختلف توجهاتهم. وأكد أن الجيش الوطني مستمر في أداء مهامه القتالية والأمنية في جميع الجبهات، وهو في أعلى درجات الجاهزية للتعامل مع أي تصعيد عسكري قد تفكر المليشيا في القيام به لفرض واقع جديد على المدينة.
يعتبر منفذ “جولة القصر – الحوبان” أهم شريان إنساني لمدينة تعز، وقد فُتح في يونيو 2024 بعد حصار خانق فرضه الحوثيون منذ 2015. ومنذ فتحه، تحاول جماعة الحوثي حويله من ممر إنساني إلى نقطة جباية اقتصادية وسلاح للضغط السياسي، مستغلة الكثافة السكانية الهائلة في المدينة (أكثر من 4 ملايين نسمة) لتحقيق مكاسب مالية لتمويل عملياتها العسكرية، وسط مخاوف دولية من عودة إغلاق الطرق الرئيسية في ظل تعثر المسار السياسي.
The post قائد المنفذ الشرقي لتعز لـ”يمن مونيتور”: الحوثيون يبتزون المسافرين ماليًا ويسعون لإعادة المدينة إلى “مربع الحصار” appeared first on يمن مونيتور.
أخبار ذات صلة.