يمن مونيتور/ مأرب / من عبدالله العطار
تشهد محافظة مأرب توسعًا عمرانيًا متسارعًا وكثافة سكانية متزايدة، ما أدى إلى ضغط مروري غير مسبوق نتيجة النزوح والحركة التجارية، ليصبح ملف الحوادث المرورية أحد أخطر التحديات اليومية التي تهدد الأرواح والممتلكات.
في هذا السياق، يفتح مدير شرطة السير بالمحافظة، العقيد غانم مرح، ملف الحوادث المرورية بشفافية، موضحًا الأسباب والإحصائيات والتحديات وخطط التوعية، وموجهاً رسائل مباشرة للسائقين خلال الفترة من ديسمبر 2024م حتى نهاية نوفمبر 2025م.
أسباب الحوادث المرورية
يؤكد العقيد مرح في حديث لـ”يمن مونيتور”، أن الحوادث تعود إلى ثلاثة أسباب رئيسية: أسباب فنية تتعلق بالمركبات، وأسباب بشرية ناجمة عن عدم التزام السائقين بأنظمة وقواعد المرور، وأسباب تتعلق بالطريق.
وأشار إلى أن عدم الفحص الدوري الآلي للمركبات، إلى جانب الاستهتار المروري وقطع الإشارات وعكس الخط، تمثل أبرز مسببات الحوادث.
كما أشار إلى أن بعض الحوادث تعود إلى تهالك أجزاء من الطرق، خاصة الخط الدولي الرابط بين مأرب ومنفذ الوديعة ومحافظة حضرموت، مبينًا أن الطريق أصبح معبّدًا ومزودًا بوسائل السلامة المرورية، ولم يتبق منه سوى نحو 40 كيلومترًا تشهد حوادث متكررة، والعمل جارٍ لاستكماله.
الحوادث بالأرقام
وكشف العقيد مرح أن عدد الحوادث المرورية المسجلة خلال الفترة المذكورة بلغ 1518 حادثًا، بانخفاض ملحوظ مقارنة بعام 2024م الذي سجل 1704 حوادث.
أسفرت هذه الحوادث عن 694 حالة إصابة و114 حالة وفاة، غالبيتها نتيجة السرعة الزائدة وعدم الالتزام بقواعد المرور. واحتل صدام الآليات المرتبة الأولى بعدد 1010 حوادث، يليه دهس المشاة بعدد 295 حادثًا، معظمها نتيجة الإهمال وعدم التقيد بقواعد العبور الآمن.
وأشار أيضًا إلى أن الخسائر المادية الناجمة عن الحوادث بلغت نحو 189 مليونًا و200 ألف ريال، إلى جانب الخسائر البشرية، مؤكداً أن التحركات الميدانية لضبط المخالفات وتنظيم الحركة بلغت 9430 عملية خلال الفترة نفسها.
الإشارات المرورية… حماية الأرواح
حول الإشارات الضوئية، أكد مرح أنها مصممة هندسيًا لحماية الأرواح، وأن غالبية الحوادث عند التقاطعات تعود لعدم التزام السائقين بالإشارات أو توجيهات رجال المرور.
وأوضح أن تسع إشارات ضوئية جديدة ستُدشَّن قريبًا، داعيًا السائقين إلى التحلي بالصبر والالتزام لحفظ السلامة وترسيخ ثقافة النظام.
السائقون غير المؤهلين وصغار السن
وتطرق العقيد مرح إلى قيادة المركبات دون رخصة، خاصة من قبل صغار السن، مؤكدًا أن الحملات الميدانية كشفت عن أعداد كبيرة منهم، إلا أن الجانب الإنساني يفرض تحديات خاصة، حيث يتبين في كثير من الحالات أنهم أبناء شهداء أو جرحى، أو العائلون الوحيدون لأسرهم.
وأوضح أن الشرطة تتعامل مع هذه الحالات بالتوعية والنصح أولًا، مع اتخاذ الإجراءات القانونية عند وجود ولي الأمر، بما في ذلك الغرامات وحجز المركبات.
التوعية المرورية… من المدارس إلى الجامعة
وأكد مدير شرطة السير أن التوعية تمثل ركيزة أساسية للحد من الحوادث، مشيرًا إلى التنسيق مع نائب وزير التربية والتعليم ومكتب التربية بالمحافظة لتنفيذ محاضرات توعوية في المدارس الحكومية والأهلية، إضافة إلى برنامج توعوي متكامل سيبدأ مع الفصل الدراسي الثاني من عام 2026، يشمل المدارس الإعدادية والثانوية، والتنسيق مع جامعة إقليم سبأ لدور الطلاب المؤثر في المجتمع.
مواقع الحوادث المتكررة والحلول
وحول مواقع الحوادث المتكررة، أشار مرح إلى تلقي شكاوى متكررة عن حوادث الطلاب في مواقع معينة، أبرزها الدائري الجنوبي للمدينة، حيث تم رفع مذكرة لإنشاء جسر، خاصة أن الطريق يمثل المدخل الوحيد إلى مخيم الجفينة للنازحين.
تحديات وضغوط متزايدة
وأوضح مرح أن نقص الكادر البشري يعد التحدي الأكبر، في ظل أعداد هائلة من المركبات والسكان، إضافة إلى ضغط النزوح المتزايد من المحافظات الجنوبية، ما يستدعي تعزيز القوة البشرية والإمكانات، مؤكداً رفع خطة متكاملة لتزويد إدارة الشرطة بكوادر إضافية ومعدات، بما في ذلك الدوريات والونشات.
وفيما يخص الدعم التقني واللوجستي، قال العقيد غانم مرح: “نحتاج إلى تحسين وتطوير نظام الإدارة الإلكتروني، وعدد من الونشات والدوريات، وهذه الاحتياجات ستساعد على توسيع العمل المروري.”
وشدد مرح على أن المواطن يمثل الشريك الأساسي في الحد من الحوادث، بالالتزام بالأنظمة المرورية والإبلاغ عن الحوادث والمخالفات، بما يسهم في حماية الأرواح والممتلكات.
الدراجات النارية ورسالة أخيرة
أكد العقيد مرح أن قرار اللجنة الأمنية بمنع الدراجات النارية ما يزال سارياً، داعيًا مالكيها للالتزام وعدم تعريض أنفسهم أو الآخرين للخطر.
وأضاف: “نأمل أن يكون الالتزام ذاتيًا بعدم قطع الإشارات أو عكس الخط، وأن يكون المواطن عونًا لرجال المرور، فسلامته وسلامة غيره تبدأ من احترام النظام.”
وأشار أيضًا إلى التنسيق مع شركات النفط بخصوص ربط تزويد المركبات بالمشتقات النفطية بتسجيل المركبات وفحصها من قِبل إدارة شرطة السير، بما يعزز الالتزام بالقوانين المرورية.
The post خطر داهم على الطرقات.. كيف تواجه مأرب أزمة حوادث السير المتصاعدة؟ appeared first on يمن مونيتور.
أخبار ذات صلة.