يمن مونيتور/ وكالات
وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة، موافقة الاتحاد الأوروبي على زيادة التمويل لبلاده بأنها “نصر عظيم”.
وقال زيلينسكي في وارسو بعد الاجتماع بالرئيس البولندي كارول نافروتسكي إن الموافقة على هذا التمويل نبأ إيجابي للشعب الأوكراني وفي نفس الوقت إشارة لروسيا على أن استمرار الحرب ليس مجديا.
وبعد شهور من النقاش والجدل، توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى حل وسط في الليلة الماضية بشأن تمويل أوكرانيا على مدار العامين المقبلين.
وبموجب الاتفاق، سوف تحصل أوكرانيا على قرض بقيمة 90 مليار يورو (5ر105 مليار دولار).
وإذا لم تدفع موسكو تعويضات بسبب الأضرار الناتجة عن الحرب، سوف يتم استخدام الأصول الروسية المجمدة لسداد القرض.
ويمثل هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه عند منتصف الليل خلال محادثات قمة التكتل في بروكسل، شريان حياة لكييف، في الوقت الذي يضغط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أجل تحقيق اتفاق سريع ينهي الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا الذي ترأس القمة “إن قرار اليوم سيوفر لأوكرانيا الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها ودعم الشعب الأوكراني”.
وبعد محاولات حثيثة لإيجاد حل، استقر قادة الاتحاد الأوروبي على فكرة تقديم قرض مدعوم من ميزانية التكتل المشتركة يوفر التمويل لأوكرانيا على مدى عامين.
وكان الخيار الأول المطروح هو الاستفادة من نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي، لتأمين قرض لكييف.
لكن هذا المخطط تهاوى بعد أن طالبت بلجيكا، حيث توجد الغالبية العظمى من الأصول، بضمانات بشأن تقاسم مسؤولية استخدام الأصول.
وفي مؤتمر صحافي بعد اختتام القمة، أعرب رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر عن اعتقاده بأن “العقلانية انتصرت”.
أضاف “كان هذا الأمر برمته محفوفا بالمخاطر وخطيرا للغاية وأثار الكثير من التساؤلات (…) لقد كان الأمر أشبه بسفينة تغرق، مثل سفينة تايتانيك. الأمر حُسم الآن (…) والجميع يشعر بالارتياح.”
واعتبر المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي ضغط بشدة لاستخدام الاصول الروسية، أن الاتحاد الأوروبي وجه “رسالة واضحة” إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموافقته على تقديم 90 مليار يورو إلى كييف.
وقات رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن أوكرانيا لن تحتاج إلى سداد القرض إلا بعد أن تدفع موسكو تعويضات عن الأضرار التي تسببت بها.
ويتطلب استخدام الدين المشترك قرارا بالإجماع من قبل الدول ال27 الأعضاء في التكتل، لكن تم منح الدول المتشككة، وهي المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، إعفاء من الالتزام لتجنب حدوث عرقلة.
“إنه أخلاقي”
ويقدر الاتحاد الأوروبي أن أوكرانيا تحتاج إلى 135 مليار يورو إضافية خلال العامين المقبلين، مع توقع أن تبدأ أزمة السيولة في نيسان/أبريل.
وفي موسكو اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتحاد الأوروبي بمحاولة “سرقة” احتياطيات الدولة الروسية، والتي زعم أنها فشلت حتى الآن.
وأضاف أن روسيا ستواصل الدفاع عن مصالحها وستسعى إلى إنشاء محاكم مستقلة سياسيا، تستجيب لطلب عودة مليارات الدولة المجمدة في الاتحاد الأوروبي. وتابع بوتين اليوم الجمعة “مهما سرقوا، يجب إعادة(المسروقات) في وقت ما”.
وفي الوقت نفسه، أكد بوتين مجددا أن سعي الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأموال الحكومية الروسية يمكن أن يقوض الثقة في الأسواق المالية الدولية.
وأكد بوتين أن الكرة في ملعب أوكرانيا والغرب في المفاوضات الرامية إلى إنهاء الحرب، مع الإشادة بالتقدّم الذي حققته قواته على الجبهة، خلال مؤتمره الصحافي السنوي.
ومع حلول شتاء جديد، أكد بوتين للروس على مدى أيام أن موسكو ستنتزع باقي مناطق شرق أوكرانيا بالقوّة في حال فشل الجهود الدبلوماسية.
وصرّح بوتين البالغ من العمر 73 عاما بمناسبة خطابه التقليدي في نهاية العام والذي يُنقل مباشرة أن “الكرة هي بالكامل في ملعب خصومنا الغربيين، قادة النظام في كييف والجهات الأوروبية الراعية لهم في المقام الأول”، مؤكدا أن موسكو مستعدة “للتفاوض وإنهاء النزاع بسبل سلمية”.
لكنه اتهم الغرب “بالخداع” من خلال الاستمرار في توسيع صفوف حلف شمال الأطلسي (الناتو)، متعهدا بأن بلاده لن تهاجم بلدانا أخرى “إذا عاملتمونا باحترام وراعيتم مصالحنا”.
محادثات أوكرانية أمريكية
وإلى جانب مناقشات الاتحاد الأوروبي، تتصدر المشهد الجهود الأمريكية الرامية إلى إبرام اتفاق لإنهاء الحرب.
وحنى الآن همشت واشنطن أوروبا إلى حد كبير في هذه المفاوضات، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر أن الوقت قد حان للقارة للانخراط في حوار مع موسكو نفسها.
وقال ماكرون بعد الإعلان عن القرض الأوربي لأوكرانيا بأنه “سيصبح مجددا من المفيد” له وللأوروبيين الانخراط في حوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أضاف “في الاسابيع المقبلة، علينا ايجاد السبل والوسائل للأوروبيين، ضمن الإطار المناسب، للانخراط مجددا في حوار كامل وشفاف مع روسيا”.
وأعلن زيلينسكي أن الوفدين الأوكراني والأمريكي سيجريان محادثات جديدة يومي الجمعة والسبت في الولايات المتحدة.
ودعا زيلنسكي الولايات المتحدة إلى تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
وقال “هناك سؤال لم أحصل بعد على جواب عليه… وهو سؤال حول مجمل الضمانات الأمنية”، مشيرا إلى أنه يرغب في معرفة “ما ستقوم به الولايات المتحدة إن ارتكبت روسيا اعتداء جديدا”.
ومع ذلك، واصل ترامب الضغط على كييف، قائلا مرة أخرى إنه يأمل أن “تتحرك أوكرانيا بسرعة” للتوصل إلى اتفاق.
The post الاتحاد الأوروبي يوافق على تقديم قرض بـ90 مليار يورو لأوكرانيا appeared first on يمن مونيتور.