يمن مونيتور/ سيئون/ خاص:
في خطوة تعزز المخاوف من انزلاق محافظة حضرموت نحو الفوضى وتكريس الانفصال، دشنت القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات مرحلة جديدة من “فرض السيطرة” على وادي وصحراء حضرموت، متجاوزة السلطات المحلية والحكومية.
وأعلنت قيادات هذه القوات عن حزمة إجراءات “أحادية” تتضمن إنشاء تشكيلات أمنية موازية للأجهزة الرسمية، وفرض قيود مشددة على السكان والقبائل تحت ذريعة “حفظ الأمن”، بالتزامن مع خطاب تحريضي استهدف القوات الحكومية السابقة ووصفها بـ”الاحتلال”.
تشكيلات “مليشاوية” بديلة للدولة
وكشف العميد صالح بن الشيخ أبوبكر، قائد ما يسمى بـ”قوات الدعم الأمني” (المكنى بأبوعلي الحضرمي)، عن توجه لاستحداث كيانات أمنية غير نظامية تحت مسمى “الشرطة المجتمعية”.
في خطوة تهدف إلى تأسيس جهاز أمني ميليشياوي “عقائدي” يدين بالولاء للمجلس الانتقالي بدلاً من أجهزة وزارة الداخلية، ليقوم بمهام الرقابة والتفتيش داخل الأحياء السكنية، مما يهدد النسيج الاجتماعي ويحول المدن إلى ثكنات تحت رقابة “لجان شعبية”.
جاء ذلك في كلمة مطولة لأبوعلي الحضرمي خلال لقاء مع مشايخ وأعيان في وادي حضرموت-حسبما ذكرت وسائل إعلام المجلس الانتقالي الجنوبي؛ دون ذكر من المشايخ حضر الاجتماع الذي تحدثت عنه، وسط رفض واسع من مشايخ حضرموت وسلطته المحلية لسيطرة المجلس.
وزعم القيادي في الانتقالي أن تأسيس اللجان الشعبية و”الشرطة المجتمعية” لتقوية ما وصفها “بالجبهة الداخلية” للمجلس “ليكون للحضارم الريادة في كل شيء”!
وأصدر “أبو علي” الأوامر بأن يقوم المواطنين بتسجيل أسلحتهم الشخصية لدى “الشرطة المجتمعية”، محذراً من أي التجول بالأسلحة في الشوارع والأسواق. وقال: الشرطة المجتمعية (..) ستقوم بتسجيل سلاح كل واحد ويقعد سلاحه ببيته”.
وأضاف: أن الأسلحة دخيلة على المجتمع الحضرمي لم تكن موجودة قبل 1990، ولا كانت موجوده مع ابائنا ولا كانت موجوده مع اجدادنا هذا شيء دخيل علينا كمجتمع.
وتعليقاً على ذلك أبدى شيخ قبلي لـ”يمن مونيتور” خشيته أن تتحول لافتة “منع المظاهر المسلحة” كغطاء لشن حملات تفتيش ومداهمات تستهدف تجريد الخصوم السياسيين والقبائل الرافضة لمشروع الانتقالي من أسلحتها الشخصية. مشيراً إلى أن ذلك يعيد التذكير بالحقبة المظلمة لنظام الحكم السابق للجنوب وتحويل حضرموت إلى مجرد رقم وقمر اصطناعي يدور في فلك الضالع ويافع.
وأضاف أن “ذلك يخلّ بالتوازنات الاجتماعية ويجعل المجتمع أعزلاً أمام سطوة القوات الجديدة”.
وتحدث الشيخ القبلي شريطة عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام.
خطاب مناطقي وإقصائي
تضمن خطاب القيادي في الانتقالي لغة “مناطقية الفجة”، حيث شدد على منع تواجد أي مسؤولين أو موظفين من خارج المحافظة يعملون في سيئون. وأعاد التذكير بأن وجودهم في حضرموت هو حق للدولة الجنوبية الموعودة.
وشدد “أبو علي الحضرمي” على أن المجتمع المحلي سيكون له الشرطة المجتمعية بأسلحة شخصية، فيما الجيش (لقوات الجنوبية) -التي تملك جميع أنواع الأسلحة- ستكون من جميع المحافظات الجنوبية.
ومعظم قوات الانتقالي التي اجتاحت محافظتي حضرموت والمهرة مطلع الشهر الجاري من المثلث (يافع/لحج/ الضالع) وترتبط اللجان الشعبية وجيش الحزب بتاريخ سيء خلال حكم الحزب الاشتراكي لجمهورية اليمن الديمقراطية قبل 1990م.
يأتي ذلك على الرغم من تبنيه شعار “حضرموت للحضارم” في سياق سياسي يهدف لعزل المحافظة عن عمقها اليمني.
- تحقيق حصري- أخوة المعابر: كيف حوّل “الانتقالي” جنوب اليمن إلى رئة يتنفس منها الحوثيون عسكرياً ويختبئ خلف “شماعة” حضرموت؟
-
“اللعب بالنار”.. كيف تهز المغامرة الإماراتية شرق اليمن وحدة البيت الخليجي؟.. خبراء يجيبون
“عدنا إلى معسكراتنا”
وقال “أبو علي” في خطابه، الذي تابعه يمن مونيتور”، إن الجيش الجنوبي عاد إلى معسكراته في حضرموت التي كانت ملكه قبل 1990، ” الأمكنة التي اخذتها القوات المسلحة الجنوبية في فجر 3 ديسمبر من هالعام هي امكنه اصليه للجيش الجنوبي قبل سنه 90 وقبل سنه 94 نحن ما اخترعناها”.
وندد القيادي في المجلس الانتقالي بالاتهامات الحضرمية التي تكرر أن القوات الموجودة قوات دخيلة على حضرموت، مشدداً إن القوة هم مقاتلين خرجوا بعد حرب 1994، وبعضهم هم أحفادهم وأبنائهم عادوا إلى أماكنهم. وقال “أنتم كلكم تدركون هذه القوة اساسا كانت موجودة بعض الشباب بعض الرجال بعض المقاتلين الذي دخلوا مع العملية أساسا خدموا وكانوا هم في هذه المعسكرات قبل ان يتم دحرهم من قبل وخسارتنا لحرب 94 والبعض الاخر أبائهم واجدادهم كانوا في هذه الأمكنة في هذه الثكنات العسكرية ما هم غرباء أبداً”.
واجتاح المجلس الانتقالي الجنوبي وادي حضرموت مطلع الشهر الجاري (ديسمبر/كانون الأول) بعد أن حشد مقاتليه من منطقة المثلث، وهو ما اعتبرته القبائل في حضرموت غزو قبلي من الضالع ويافع، ورفض وساطة سعودية لانسحاب قواته من حضرموت والمهرة وتسليم مواقعه لقوات “درع الوطن”.
- مآلات “كسر العظم” في حضرموت.. هل يفرض “الفيتو” السعودي انكماشاً قسرياً لطموحات “الانفصاليين”؟
-
الرئاسي اليمني يواجه خطر التفكك.. شراكة “الأضداد” هل وصلت خط النهاية؟
The post الانتقالي يدشن حكم “الأمر الواقع” في وادي حضرموت: وعيد بمصادرة السلاح وإنشاء “أجهزة موازية” للدولة appeared first on يمن مونيتور.
أخبار ذات صلة.