رئيس “مجلس الجوف الوطني” لـ”يمن مونيتور”: الحوثيون حولوا المحافظة إلى “بؤرة مخدرات” والتحرير لا يقبل التأجيل
أهلي
منذ أسبوع
مشاركة

يمن مونيتور/ مأرب/ من عبدالله العطار

كشف الشيخ سنان العراقي، رئيس مجلس الجوف الوطني، عن تحولات خطيرة تشهدها محافظة الجوف (شمالي شرق اليمن)، محذراً من تحويل جماعة الحوثي للمحافظة الاستراتيجية إلى “اقتصاد موازٍ” يعتمد على زراعة وتهريب المخدرات، بالتوازي مع عمليات تجريف للهوية وتغيير ديموغرافي ممنهج.

وفي حوار خاص مع “يمن مونيتور”، أكد العراقي أن المجلس يحمل رؤية شاملة لتوحيد الشتات القبلي والسياسي كخيار حتمي لاستعادة الدولة، مشدداً على أن “معركة التحرير” قادمة ولا بديل عنها لإنقاذ ما تبقى من النسيج الاجتماعي.

في الوقت الذي تحاول فيه الأطراف الدولية الدفع بمسارات السلام، ترسم الشهادات القادمة من محافظة الجوف واقعاً مغايراً وأكثر قتامة. المحافظة الحدودية الغنية بالموارد، باتت ترزح تحت وطأة “قانون الغاب”، حيث تُستبدل مؤسسات الدولة بأجهزة أمنية قمعية، وتُستبدل الزراعة بالمخدرات.

حول هذه الملفات المعقدة، التقى “يمن مونيتور” بالشيخ سنان العراقي، الشخصية القبلية والسياسية البارزة، ليضع النقاط على الحروف بشأن دور “مجلس الجوف الوطني” ومستقبل تحرير المحافظة من الحوثيين.

 

الجوف.. وضع “كارثي استثنائي”

يستهل العراقي حديثه بتوصيف دقيق للمشهد الحالي، واصفاً إياه بـ”الكارثي والاستثنائي”. ويشير إلى أن مليشيا الحوثي عمدت إلى إلغاء مؤسسات الدولة بالكامل، فارضةً سلطة “الأمن الوقائي” والمشرفين الذين يمارسون الملاحقة والترهيب. ويقول العراقي: “القبائل تعيش تحت ضغط شديد، والحقوق منتهكة، والاختطافات لا تتوقف. المجتمع يعيش حالة احتقان صامت ينتظر لحظة الانفراج”.

ويضيف: القبائل تحيا تحت ضغط شديد، والحقوق منتهكة، والاختطافات لا تتوقف، والمجتمع يعيش حالة احتقان صامت ينتظر لحظة الانفراج.

ويوضح أن الحوثيين اعتمدوا سياسة ممنهجة لإعادة تشكيل الحياة العامة عبر ضرب المؤسسات، وتعطيل موارد المحافظة، وفرض ثقافة طائفية دخيلة على مجتمع الجوف.

 

مخدرات وتجريف الهوية.. استراتيجية التفكيك

في واحدة من أخطر الملفات التي طرحها الحوار، حذر العراقي من تحول الجوف إلى مركز لـ”الاقتصاد الحوثي المواز”.

وأكد امتلاك المجلس لأدلة وشهادات تثبت تورط قيادات حوثية عليا في إدارة شبكات لزراعة وتهريب المخدرات، مستغلين الطبيعة الصحراوية والحدودية للمحافظة.

ويؤكد انتشار المخدرات كإحدى أدوات التفكيك والسيطرة، مشيرا الى أن زراعة وتجارة المخدرات… اقتصاد حوثي مواز…. حيث تحولت الجوف إلى واحدة من محطات زراعة وتهريب المخدرات بإشراف مباشر من قيادات حوثية عليا.

ويضيف: “توجد مزارع خاصة تديرها المليشيا في الجوف وصعدة، وتستخدم الصحراء كخطوط تهريب رئيسية. هذه ليست جريمة ضد الجوف فحسب، بل تهديد لليمن والأمن الإقليمي برمته”.

ويقول الشيخ سنان العراقي بلغة صارمة: “هذه ليست جريمة ضد الجوف، بل تهديد لليمن والمنطقة كلها.”

وبالتوازي مع ذلك، يقول رئيس مجلس الجوف تعمل المليشيا على “هندسة المجتمع” من خلال: إحياء الثارات القبلية لتفكيك الروابط التقليدية وإشغال القبائل بنفسها. ومصادرة الأراضي الزراعية لصالح قيادات قادمة من خارج المحافظة. و تحويل المدارس إلى منصات تعبئة، والتركيز على تجنيد الأطفال قسرياً.

 

المجلس الوطني.. مظلة جامعة لا بديلة

وعن هوية ودور “مجلس الجوف الوطني” الذي يرأسه، أوضح العراقي أن المجلس جاء استجابة لضرورة توحيد الصف، مؤكداً أنه يضم مشايخ ووجهاء، أكاديميين، شباباً، ونساءً، وممثلين عن السلطة المحلية.

وشدد على أن المجلس “ليس بديلاً عن أحد، بل هو صوت يمثل الأغلبية الباحثة عن استعادة الدولة”، مشيراً إلى أن المجلس يعمل بالتنسيق مع القيادة السياسية والشرعية، ويسعى لرأب الصدع بين القبائل عبر لجان المصالحة لتفويت الفرصة على الحوثيين.

ويؤكد أن المجلس ليس بديلاً عن أحد، بل صوت يمثل الأغلبية الباحثة عن استعادة الدولة ووحدة الصف.

 

القبيلة والمقاومة.. الجدار الصلب

عسكرياً، يرى العراقي أن “المقاومة الشعبية” لا تزال تشكل العمود الفقري للمواجهة، واصفاً إياها بـ”الشوكة في حلق المليشيا” والنواة الأولى لأي عمل عسكري قادم.

وأكد وجود تنسيق وثيق مع قوات الجيش الوطني.

وأشار الشيخ سنان العراقي إلى أنه رغم محاولات الحوثيين “هيمنتها على قبائل الجوف وإخضاعها لسلطتها القسرية، اصطدمت هذه المساعي برفض قبلي واسع وحاسم، إذ وقفت قبائل الجوف موقفا صلبا ضد كل محاولات التجريف والهيمنة، وقد أدّى هذا الرفض الواضح إلى اندلاع سلسلة من المواجهات المسلحة بين القبائل والمليشيات، حاولت الأخيرة على إثرها الانتقام من القبائل عبر استخدام أساليب مختلفة لإضعافها، من بينها إذكاء وإحياء الثارات القبلية القديمة، وتغذية الخلافات بين المكونات الاجتماعية، ومحاولة زرع الشقاق وإحداث الانقسامات الداخلية، إلى جانب التضييق المعيشي والضغط الأمني على أبناء القبائل”.

وتابع: ومع كل هذه السياسات القمعية التي انتهجتها المليشيا، ظلت قبائل الجوف متماسكة وموحدة، محافظة على حضورها وقيمها ووزنها الاجتماعي، وباتت تشكل شوكة حقيقية غرزت في منحر الحوثيين، أعاقت مشروعهم وتؤكد أن الجوف ليست أرضا قابلة للتركيع أو الخضوع.

وعن التحركات الحوثية الأخيرة شرق مدينة “الحزم” ومنطقة “اليتمة”، قلل العراقي من أهميتها العسكرية، معتبراً إياها محاولة للتغطية على الخوف من انتفاضة داخلية.

وقال: “انتقل الحوثيون بعد خسائرهم البشرية إلى تكتيكات الحرب غير المباشرة: الطيران المسيّر، القناصة، وزراعة الألغام بكثافة لإعاقة أي تقدم”.

وأضاف: “لمقاومة شوكة في حلق المليشيا، ولا تزال فاعلة، وهي طليعة أي معركة تحرير.”

 

الوضع الإنساني.. فاتورة باهظة

رسم العراقي صورة قاتمة للوضع الإنساني، حيث انهار القطاع الصحي والتعليمي، وتوقفت الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، مع ارتفاع جنوني في الأسعار نتيجة الجبايات، “وغياب الرواتب، وهناك القيود والملاحقات الحوثية على العمل الإنساني والتجنيد الإجباري للأطفال.”

وأشاد في هذا السياق بالدور الإغاثي لمركز الملك سلمان للإغاثة في دعم النازحين الذين فروا نحو مأرب وصحراء الريان.

وعن خطط المجلس لتخفيف المعاناة اوضح أنه وبرغم حداثة التأسيس والإمكانات، يعمل المجلس على دعم التعليم عبر مبادرات وورش تدريب وتأهيل للشباب والمرأة، والتنسيق مع المنظمات الإنسانية، والسعي لاستقطاب الدعم للمشاريع الحيوية.

 

رسائل المستقبل

اختتم الشيخ سنان العراقي حواره برؤية واضحة للمستقبل، مؤكداً أن “تحرير الجوف أولوية مركزية لا تقبل التأجيل”.

وحدد ملامح الخطة القادمة في: تعبئة سياسية ومجتمعية، حشد قبلي، وتنسيق عسكري محكم بدعم من التحالف العربي.

ووجه رسالة أخيرة لأبناء المحافظة: “الجوف هي بوابة اليمن وعمقه الاستراتيجي، ولن تُترك لسياسات العبث. مهما طال الليل سيأتي الفجر، ونحن ماضون في مشروعنا حتى عودة الدولة”.

وتكتسب محافظة الجوف أهمية استراتيجية بالغة كونها ترتبط بحدود جغرافية واسعة مع المملكة العربية السعودية، وتجاور محافظتي مأرب وصعدة (معقل الحوثيين). ومنذ سيطرة الحوثيين على مركز المحافظة “الحزم” في 2020، تحولت المناطق الصحراوية المفتوحة إلى مسرح لعمليات كر وفر، وممر حيوي تحاول الجماعة استغلاله لتهريب الأسلحة والممنوعات، مما يجعل استعادتها ركيزة أساسية في أي معادلة عسكرية أو أمنية للشرعية والتحالف.

 

 

The post رئيس “مجلس الجوف الوطني” لـ”يمن مونيتور”: الحوثيون حولوا المحافظة إلى “بؤرة مخدرات” والتحرير لا يقبل التأجيل appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية