دراسة: عسكرة الجزر والسواحل اليمنية تثير مخاوف إقليمية متصاعدة
أهلي
منذ أسبوع
مشاركة

يمن مونيتور/ خاص

كشفت ورقة بحثية صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية عن أبعاد جديدة وخطيرة لعمليات إنشاء مطارات ومهابط وقواعد عسكرية في الجزر والمدن الساحلية اليمنية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، مؤكدة أن هذه الأنشطة تتجاوز حدود الحرب مع الحوثيين لتلامس ملفات نفوذ جيوسياسي معقد داخل البحر الأحمر وخارجه.

وقالت الدراسة إن منشآت مثل مطار المخا ومهابط ميّون وزقر وعبد الكوري تخدم مصالح مشتركة بين الإمارات وتشكيلات مسلّحة موالية لها، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية.

وأوضحت أن هذه الاستحداثات لا تقتصر على دعم الجبهات العسكرية، بل تمثل ركيزة لتعزيز الحضور الإماراتي في خطوط الملاحة البحرية وخدمة مصالحها الاستراتيجية في النقل البحري والسيطرة على ممرات التجارة الدولية.

وترى الورقة أن تكثيف العسكرة في هذه المواقع الاستراتيجية يأتي في سياق إقليمي مضطرب، يتسم بتصاعد العنف المسلح في البحر الأحمر وخليج عدن، وسط هجمات الحوثيين المدعومين من إيران، إضافة إلى وجود تحالفات عسكرية غربية وإسرائيلية تنشط في المنطقة.

قلق إقليمي متصاعد.. وإريتريا تحذّر

ووفق الدراسة، فقد أثارت هذه العسكرة “استفزازاً” لدى عدد من دول الإقليم، نظراً لخشيتها من أن يؤدي وجود قواعد أجنبية في مناطق شديدة الحساسية إلى اختلال التوازنات الأمنية.

وأشارت الورقة إلى تصريحات لافتة للرئيس الإريتري أسياس أفورقي خلال زيارته القاهرة في نوفمبر 2025، حذّر فيها من أن “العسكرة الأجنبية للبحر الأحمر مدخلٌ للفوضى”، معتبراً أن بناء قواعد عسكرية في جزر يمنية يمثل سعياً لقوى خارجية لفرض “مواقع هيمنة” في المنطقة.

كما ربط أفورقي بين ما يجري في جزر سقطرى وميون وزقر وبين محاولات تقسيم الصومال، مؤكداً أن الأجندات الخارجية التي تستهدف القرن الأفريقي واليمن تحمل أهدافاً واحدة، وهو ما يفسّر حساسية الموقف الإريتري نظراً لقرب هذه الجزر من سواحله.

وبينما لم يصدر موقف مصري معلن، تقول الورقة إن تصريحات أفورقي من القاهرة قد تعكس قلقاً غير معلن لدى مصر، خصوصاً في ظل التأثيرات المباشرة لأي توترات في البحر الأحمر على حركة الملاحة وقناة السويس.

تحذيرات من توظيف المنشآت لأجندات خارجية

وحذّرت الدراسة من احتمالية استخدام المطارات والمهابط الجديدة في اليمن لخدمة صراعات إقليمية، بما في ذلك استمرار الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع في السودان، ما يجعل هذه المنشآت مرشحة للاستخدام كمراكز لوجستية لنقل الأسلحة أو المرتزقة أو إدارة العمليات.

كما أشارت الورقة إلى أن الولايات المتحدة قد تنفذ من خلالها عمليات تستهدف جماعات مسلّحة معادية لها، فيما قد تسعى إسرائيل إلى استغلال هذه المواقع لتعزيز وجودها جنوبي البحر الأحمر واعتراض تهديدات جماعات مرتبطة بإيران.

ويعزز هذا السيناريو – بحسب الدراسة – المواقف المعلنة السابقة لقيادات في المجلس الانتقالي بشأن الاستعداد للتطبيع مع إسرائيل في حال انفصال الجنوب، إضافة إلى السماح في يوليو 2025 لصحفي بريطاني من أصل إسرائيلي بدخول مناطق حساسة في عدن والضالع وشبوة.

خاتمة الدراسة

وخلصت الورقة إلى أن الاستحداثات العسكرية في الجزر والساحل الغربي لليمن تمثل جزءاً من سباق نفوذ إقليمي ودولي، وأن آثارها قد تدفع الحوثيين إلى تنفيذ ضربات محدودة لمواجهة هذا التمدد.

كما أكدت أن المخاوف الإقليمية تتصدرها إريتريا، التي ترى في وجود قواعد أجنبية على مقربة من ساحلها تهديداً مباشراً لاستقرار البحر الأحمر، معتبرة أن الأمن الإقليمي لن يتحقق إلا بتعاون الدول المشاطئة وبدعم دولي يحفظ توازن المنطقة.

 

The post دراسة: عسكرة الجزر والسواحل اليمنية تثير مخاوف إقليمية متصاعدة appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية