جرحى الجيش يطالبون بحلول جذرية لمعاناتهم
رسمي
منذ ساعتين
مشاركة

 

سبتمبر نت:

تضحيات تجسد معنى حب الوطن والانتماء له، ومشهد يختصر حجم الألم والإهمال الذي يعانيه جرحى الجيش الوطني، هذا ما رآه اليمنيون ويراه العالم من خلال خروج العشرات من الجرحى في محافظتي مأرب وتعز إلى ساحات الاعتصام، رافعين أصواتهم، ومطالبين بإنهاء ما وصفوه بالخذلان الكبير الذي يواجهونه منذ أعوام، رغم التضحيات الجسيمة التي قدّموها دفاعاً عن الوطن.

مطالب مستحقة

فقد نظم الجرحى اعتصاماً مفتوحاً أمام مقري دائرة الرعاية الاجتماعية في محافظتي مأرب وتعز، احتجاجاً على ما اعتبروه تهميشاً متعمداً وتجاهلاً لحقوقهم المشروعة، بعد انقطاع مستحقاتهم المالية والعلاجية لأشهر طويلة، ورفع المحتجون لافتاتٍ كتب عليها: «أنصفوا من ضحوا من أجلكم»، و«حقوقنا ليست مِنّة بل استحقاق»، مؤكدين أن صبرهم نفد أمام واقعٍ معيشي يزداد قسوة يوماً بعد آخر.

وقال عدد من الجرحى في تصريحاتهم لوسائل الإعلام: إنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية على المستويين الصحي والمعيشي، وأن أسرهم تعاني الفقر والعوز، بينما يتزايد ألم الجراح يوماً بعد آخر.

وأوضحوا أن توجيهات رئيس مجلس القيادة الرئاسي السابقة بصرف مستحقاتهم وإنشاء هيئة خاصة برعاية الجرحى وأسر الشهداء لم تُنفذ حتى اليوم، في ظل بطء إداري وتجاهل غير مبرر.

وأكد الجرحى في بيانات لهم أن مستحقاتهم المالية متأخرة منذ أكثر من أربعة أشهر، مطالبين بسرعة صرف الرواتب والإكراميات، وتسفير الحالات الحرجة للعلاج في الخارج، واستكمال علاج الجرحى الذين يعانون في الداخل.

كما طالبوا بسرعة إشهار الهيئة الوطنية لرعاية أسر الشهداء والجرحى التي كان مجلس القيادة الرئاسي قد وجّه بتأسيسها، معتبرين أن تنفيذ هذا القرار يمثل الخطوة الأولى نحو حل منصف ومستدام لقضيتهم.

وشدّد المحتجون على أن قضية الجرحى قضية كرامة ووفاء لتضحيات من قدّموا أجزاءً من أجسادهم ليبقى الوطن حراً.

تفاعل واسع

وتفاعل الشارع المحلي مع اعتصامات الجرحى بحالة من التعاطف والغضب، حيث وصف ناشطون حقوقيون ما يتعرض له الجرحى بأنه “خذلان”، وبأن الإهمال الذي يواجهه الجرحى اليوم هو طعنة في صميم القيم التي ضحى هؤلاء من أجلها، ويجب أن يكون ملفهم في صدارة أولويات الحكومة، لا في ذيلها.

وقد زارت قيادات حزبية واجتماعية الاعتصامات، مؤكدة أن الجرحى يمثلون شريحة يجب أن تُعامل بمسؤولية وطنية وإنسانية، وتجاهل حقوق الجرحى يُعد إخلالاً واضحاً بالتزامات الدولة تجاه من دافعوا عنها، داعياً الحكومة إلى اعتماد موازنات خاصة تعالج أوضاعهم بشكل دائم لا مؤقت.

وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر عسكرية بأن لجنة من رئاسة هيئة الأركان العامة زارت مواقع الاعتصام والتقت بعدد من الجرحى، حيث استمعت إلى مطالبهم، ووعدت بنقلها إلى الجهات المختصة، مؤكدة أن مطالب الجرحى عادلة ومشروعة، وأن القيادة العسكرية تتابع مع الحكومة تنفيذ التوجيهات الصادرة بشأنهم.

سرعة تنفيذ

ويرى مراقبون أن توجيهات مجلس القيادة الرئاسي الأخيرة بتشكيل هيئة وطنية لرعاية الجرحى وأسر الشهداء تمثل خطوة مهمة تحتاج إلى سرعة في التنفيذ وتفعيل الجوانب المالية والإدارية، لتتحول إلى واقع ملموس يخفف من معاناة هذه الفئة التي تمثل ضمير الوطن الحي، ويؤكد هؤلاء أن أي تأخير في تنفيذ هذه القرارات سيضاعف من حالة الإحباط لدى الجرحى، ويزيد من اتساع فجوة الثقة بينهم وبين مؤسسات الدولة.

في حين دعا الناشطون والحقوقيون الحكومة والمجلس الرئاسي إلى سرعة التحرك الجاد لإنهاء معاناة الجرحى التي طال أمدها، محذرين من الخطوات التصعيدية في حال استمرار تجاهل مطالبهم.

الوطن مدين لهم

إن مشاهد الجرحى المعتصمين، وهم يرفعون لافتاتهم بأجساد أنهكتها الحرب والإهمال، تختصر حكاية وطن مدين لمن ضحوا لأجله، لكنها أيضاً تفتح باب السؤال الكبير: متى تتحول الوعود إلى أفعال؟ ومتى يجد هؤلاء من يسمع صرختهم قبل أن يخفت الصوت تماماً؟

إن رعاية الجرحى واجب وطني وإنساني، والتأخير في إنصافهم لا يجرحهم وحدهم، بل يجرح ضمير الوطن بأسره.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية