المعلمون في صدارة الضحايا.. تقرير حقوقي يوثق قيام الحوثيين بالإخفاء القسري لـ99 مدني خلال 9 أشهر في إب
أهلي
منذ 4 أيام
مشاركة

يمن مونيتور / مأرب/ خاص

وثقت مؤسسة النبلاء للحقوق والتنمية 99 حالة إخفاء قسري ارتكبتها جماعة الحوثي في محافظة إب، خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر 2025م.
وأوضحت المؤسسة في فعالية اشهار تقريرها الذي حمل عنوان غياب بلا أثر، اليوم بمحافظة مارب، أن الكوادر التعليمية كانت الأكثر استهدافًا، إذ سجلت المؤسسة 67 حالة إخفاء قسري في صفوف المعلمين والتربويين والموجهين.
وذكر التقرير أن حالات الإخفاء طالت مدنيين من 18 مديرية في محافظة إب، مشيرًا إلى أن الانتهاكات اتخذت طابعًا ممنهجًا، يهدف إلى ترهيب المجتمع وإخضاعه للسيطرة.. مشيراً إلى أن الانتهاكات الحوثية شملت مداهمات واقتحامات لمنازل الضحايا ومقار عملهم، واستدراجهم عبر مديري مدارس أو بذرائع رسمية وهمية.

وفي كلمته أكد مدير مؤسسة النبلاء للحقوق والتنمية محمد شهبين أن التقرير اعتمد على منهجية التحقق الثلاثي (المصدر، الزمان، المكان) في جمع المعلومات، والتي شملت هذه المقابلات.
وأشار إلى أن التقرير واجه تحديات اثناء الرصد منها الخوف المجتمعي والقيود على الإدلاء بالشهادات نتيجع القمع الحوثي.

استدراج للمعلمين

أظهرت قصص المعتقلين الترويع الممنهج الذي مارسه الحوثيون تجاه الضحايا في محافظة إب، حيث جرى اختطاف التربوي الإدريسي من قاعة اجتماع رسمي أمام زملائه، بينما تم استدراج المدرس الجبلي عبر مدير مدرسته وتحت حجة وظيفية. هذا الاستغلال للمنظومة التعليمية لإخضاع الكوادر التربوية يُعد مؤشرًا على أن هذه الانتهاكات “ليست سلوكًا فرديًا بل سياسة منظمة ممنهجة”.

معاناة أسر المعتقلين ..البحث بلا أثر

معاناة أسر المعتقلين بدأت في حملات المداهمة والتفتيش، بالاضافة للترهيب والترويع الذي تعرضت له أسر المعتقلين من نساء وأطفال، ليأتي بعد ذلك فصل جديد من المعاناة في البحث عن ذويهم لدى الحوثيين، وهي  قصة تتكرر كل يوم، ومحاولاتهم اليومية التي تصطدم برفض أو صمت من قبل الجهات الأمنية الخاضعة لجماعة الحوثي.
وأكدت صباح حاتم في كلمة لها باسم أسر المعتقلين، أن مئات الأسر تعيش مأساة حقيقية نتيجة استمرار سياسة القمع والإخفاء القسري التي تنتهجها مليشيا الحوثي خلّف معاناة إنسانية ونفسية عميقة لدى أسر الضحايا.
وأورد التقرير عدد من حالات الإخفاء القسري منها التربوي مختار الشغدري، الذي انقطعت أخباره منذ 19 مايو 2025 ولم تفلح أسرته في معرفة أي معلومة عن مكان احتجازه أو حالته الصحية، رغم مناشداتها المتكررة للجهات الأمنية، والتي التزمت صمتاً مطبقاً، والحال نفسه تعيشه أسرة المعتقل عبدالعليم الفقيه الذي يعاني من وضع صحي متدهور، لم تتلقَّ أسرته أي معلومات حول مكان احتجازه أو وضعه الصحي، وقوبلت مناشداتها بالصمت والتجاهل الحوثي.

استهداف ممنهج للكوادر التعليمية

يُشير الاستهداف الممنهج للكوادر التعليمية إلى أن هذه الانتهاكات تُشكل اعتداءً على حرية التعليم والفكر. تُعد الفئة التربوية (المعلمون، التربويون، الموجهون) هي الأكثر استهدافًا، حيث بلغ عدد حالات الإخفاء القسري في صفوفهم ٦٧ حالة. يمثل هذا العدد تقريبًا ثلثي إجمالي الحالات.
وقال التربوي أمين الشفق في تصريح خاص لـ”يمن مونيتور” أن الحوثيين استهدفوا الكوادر التعليمية كونهم طليعة التغيير في المجتمع ويعتبرهم عدو لأنه يريد مجتمع جاهل لينشر أفكاره الغبية ويثبتها في عقول الناس دون أن يجد من يقف أمامه ويفند اكاذيبه، ولا يمكن أن تمر علي مثقف وفاهم بسهولة.
وأكد “الشفق” أن الحوثيين استهدفوا الكوادر التعلمية لأن التربويين في إب لم يقتصر دورهم على التعليم علي المدارس فقط بل اختلطوا بالمجتمع وتحسسوا احتياجاته وكانوا في طليعة تلك الاحتياجات المجتمعية كالطرقات والمشاريع المتعلقة بالحياة اليومية لمجتمعهم.
وكشف عن تلقيه رسائل وجهها الطلاب من عزلة “ثوب” في مديرية ريف إب يتساءلون متى يعود المعلم سلطان الزبيدي الذي اختطفه الحوثيون في يونيو الماضي، فقد كان من أشد المدرسين التزاما في الحضور والتحضير ولم يتغيب يوما عن الدوام الرسمي برغم انقطاع راتبه منذ عشر سنوات، وكل يوم دراسي جديد يسأل عنه طلابه وتلاميذه هل سيأتي الأستاذ سلطان لتدريسنا من جديد.

The post المعلمون في صدارة الضحايا.. تقرير حقوقي يوثق قيام الحوثيين بالإخفاء القسري لـ99 مدني خلال 9 أشهر في إب appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية