افتتاحية 26 سبتمبر
مساران متعاكسان تشهدهما قضية السلام في اليمن التي يعمل عليها المبعوث الأممي والدول الراعية، وهو تعاكس يؤكد أن السلام في اليمن مجرد ملهاة لا طائل منها سوى ضياع وقت وإهدار دم ودمار ما تبقى من إمكانيات وبنى تحتية..
ففي الوقت الذي يواصل فيه المبعوث الأممي رحلاته المكوكية في عدة دول كروتين دائم في مهمته كمبعوث إلى اليمن تعمل مليشيا الحوثي الإرهابية على التحشيد المستمر إلى الجبهات واستقدام السلاح من ايران والذي يصلها عبر الموانئ والمنافذ البحرية التي تقول الأمم المتحدة إنها تخضع لرقابة مانعة محكمة، كما تعمل على استقدام المرتزقة الصوماليين وأفارقة آخرين عبر تعاون فاعل مع تنظيمات إرهابية وفي طليعتها حركة الشباب المؤمن الصومالية التي تستلم مليارات من زكوات الشعب اليمني تنهبها ما تسمى بهيئة الزكاة التابعة لمليشيا الحوثي الارهابية مقابل تهريب السلاح وتصدير المرتزقة الذين اصبحوا يشكلون تهديداً حقيقياً لأمن اليمن والمملكة العربية السعودية والذين يتجمعون على حدودها بالآلاف وبرعاية واشراف من مليشيا الحوثي الإرهابية التي منحتهم أسلحة خفيفة ومتوسطة ومساحات تموضع كبيرة على الحدود بين اليمن والمملكة العربية السعودية..
كل يوم يمر بلا حسم مع هذه المليشيا يخسر فيه اليمن والمملكة الكثير والكثير جدا وتستفيد منه المليشيا الارهابية الكثير والكثير جدا ايضا، إذ انها في هذا الاهدار للوقت تعد نفسها بشريا وتسليحا وتعبئة عقائدية تشكل معضلة مستقبلية كبرى مستقبلا ستفرض على اليمن والمملكة معا تهديدا وجوديا حقيقيا يستدعى العمل على وأده الآن وليس غدا..
ما يقوم به المبعوث الأممي من زيارات دائمة لدول يعتقد انها فاعلة في الشأن اليمني وحتى دول غير فاعلة ومنذ سنين ليست سوى مضيعة للوقت وتعظيم للكلفة التي يدفعها شعبنا ثمنا لهذه التحركات التي لا جدوى منها بالمطلق، إذ إنها لم تحقق منذ تكليفه بالمهمة شيئا في صالح الشعب سوى إتاحة فرص ثمينة للمليشيا لمزيد من القتل والسلب والنهب والاختطافات التي لم يسلم منها أعضاء المنظمات الدولية التابعين للأمم المتحدة التي يمثلها جراند بورغ كمبعوث إلى اليمن..
الوقت يضيق، بل يضيع والمليشيا تعد نفسها لمواجهة حتمية مع الشعب اليمني وقواته المسلحة غير عابئة باتفاقات الهدنة التي اخترقتها منذ اليوم الأول، ولا بدول إقليمية أو راعية، الأمر الذي يستدعي الاستعداد للمواجهة والقيام بالمبادأة في المعركة تحت شعار (الشعب يريد الحسم) وليس غيره؛ لأن الهدن والمبادرات أضاعت على الشرعية وقواتها المسلحة فرصة الحسم منذ عدة سنين. جراندبورج وجهود السلام الفاشلة.