سبتمبر نت:
جدد تقرير خبراء مجلس الأمن بشأن اليمن، التأكيد أن مليشيا الحوثي الإرهابية، تواصل تعاونها بالتنظيمات الإرهابية الأخرى، الأمر الذي يشكل تهديدا متزايدا للسلام والأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب، بل أيضا في المنطقة بأسرها.
وأفاد تقرير فريق الخبراء الصادر مؤخراً بأن مليشيا الحوثي تواصل تعاونها مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة الشباب الصومالية في مختلف المجالات، وتشمل تهريب الأسلحة والتدريب التقني بما في ذلك على التكتيكات العملياتية، وتبادل الدعم اللوجستي.
ولفت التقرير إلى وجود اتصالات موثقة بين قيادتي مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، لتنسيق أنشطة الجماعتين الإرهابيتين، مشيرا إلى أن قيام اثنين من الأفراد التابعين لتنظيم القاعدة بتنسيق أنشطة مع ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي، بما يعود بالنفع على الطرفين.
كما أكد التقرير أن عدة مصادر أكدت أن التعاون بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، شهد تزايدا، ليشمل تدريب عناصر التنظيم وتقديم العلاج الطبي لأعضائه في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي.
وذكر التقرير أن الاتفاق بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة، على وقف الأعمال العدائية وخوض حرب استنزاف ضد القوات الحكومية ساري المفعول، لافتا إلى أن صفقة تبادل للأسرى جرت بين الطرفين في 31 من شهر مارس من العام الجاري.
في السياق أكد تقرير الخبراء أن مليشيا الحوثي أصبحت المورد الرئيسي والمتحكم في أنشطة التهريب مع حركة الشباب الصومالي وتنظم القاعدة وشبكات التهريب.
ولفت التقرير إلى أن العلاقة بين مليشيا الحوثي وحركة الشباب الصومالي قد تعززت، بما يمكن أن يشكل تهديدا متزايدا للسلام والأمن والاستقرار، ليس في اليمن فحسب، بل أيضا في المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن تعاون مليشيا الحوثي مع الحركة ليس مجرد سعي إلى تحقيق مكاسب تعاملية بل هو أيضا جزء من استراتيجية حوثية تهدف إلى ممارسة نفوذ متزايد داخل المنطقة.
وقد أعرب مسؤولون صوماليون عن قلق متزايد من التعاون المتنامي بين الحوثيين وحركة الشباب لا سيما فيما يتعلق بالاتجار بالأسلحة وتبادل الخبرات العسكرية.
وذكرت مصادر على أعلى مستوى في الصومال أن أجهزة الاستخبارات في البلد رصدت مؤخراً اتصالات جرت بين مليشيا الحوثي في اليمن وداعش وحركة الشباب في الصومال، كما نجح جهاز الأمن الصومالي في اعتراض ومصادرة شحنات من المتفجرات والمسيرات كانت في طريقها من اليمن إلى الصومال، واعتقل أفراداً متورطين في شبكة لتهريب الأسلحة، وفقا لتقرير الخبراء.
وذكر تقرير فريق الخبراء أن قوات الأمن الصومالية نفذت عدة عمليات أسفرت عن ضبط أسلحة ومتفجرات، مؤكداً أن مليشيا الحوثي تقوم بنقل الأسلحة إلى حركة الشباب، فيما أفادت مصادر رسمية بوجود تحقيقات واسعة تشمل نحو 70 مواطناً صومالياً ينتمون إلى الحركة، يزعم تورطهم في تهريب أسلحة من الحوثيين في اليمن إلى الصومال.
وأشار التقرير إلى أن مليشيا الحوثي يقدمون تدريبات لأعضاء حركة الشباب على تصنيع العبوات الناسفة المتطورة واستخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة، لافتا إلى أن الحركة أصبحت تمتلك حالياً معرفة بكيفية توظيف هذه الطائرات في أغراض المراقبة، وتسعى بالتعاون مع مليشيا الحوثي إلى تطوير قدراتها على شن الهجمات بهذا النوع من الطائرات.
واستعرض فريق الخبراء حالة مواطن صومالي من المنتمين إلى حركة الشباب، اعترف بأنه كان يعمل كوسيط بين الطرفين، إلى جانب العثور أدلة دامغة بحوزته تؤيد أقواله.
وبحسب التقرير فقد تعرف هذا الشخص على اسمي اثنين من مهندسي مليشيا الحوثي العسكريين تردد اسمهما إنهما قد سافرا إلى مدينة جلب في الصومال من أجل تدريب عناصر من حركة الشباب على تصنيع العبوات الناسفة وتكييف الطائرات المسيرة وصيانة الأسلحة.
كما قدم المواطن الصومالي تفاصيل عن كيفية تيسيره السفر نحو 400 صومالي من أجل تلقى تدريب عسكري وأيديولوجي داخل مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
ونوّه التقرير إلى أن أنشطة التهريب لا تقتصر على نقل الأسلحة من مليشيا الحوثي إلى حركة الشباب، بل يجري استغلال الصومال بشكل متزايد كمركز عبور للأسلحة المتجهة إلى الحوثيين، مؤكدا أن فريق الخبراء حقق في عدة طرق تهريب تمر عبر الصومال إلى الموانئ اليمنية وتبين أن الأسلحة يتم تهريبها بواسطة قوارب صغيرة مراكب شراعية انطلاقا من مواقع ساحلية مختلفة في الصومال.