يمن مونيتور/ سقطرى/ ترجمة خاصة:
تُعد جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي واحدة من أكثر الأماكن تنوعاً بيولوجياً على وجه الأرض. إذ لا يوجد أكثر من ثلث أنواع النباتات في الجزيرة في أي مكان آخر على هذا الكوكب.
ويشمل ذلك نوعاً من أشجار دم الأخوين (Dragon’s Blood Tree) التي تُصارع الآن من أجل البقاء في مواجهة التغير المناخي. يتحدث جون يانغ من شبكة PBSالأمريكية مع مراسلة وكالة أسوشيتد برس لشؤون المحيطات والمناخ، أنيكا هاميرشلاغ، للحصول على مزيد من التفاصيل.
جون يانغ:
تقع جزيرة سقطرى اليمنية في المحيط الهندي بين شبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي. إنها واحدة من أكثر الأماكن تنوعاً بيولوجياً على وجه الأرض، وتُسمى أحياناً “غالاباغوس المحيط الهندي”.
أكثر من ثلث أنواع النباتات في الجزيرة لا يوجد في أي مكان آخر على وجه المعمورة. ويشمل ذلك نوعاً من أشجار دم الأخوين. بعض هذه الأشجار يعود عمره إلى قرون، لكنها تُصارع الآن للبقاء على قيد الحياة في مواجهة التهديدات المتزايدة من التغير المناخي.
ذهبت مراسلة وكالة أسوشيتد برس لشؤون المحيطات والمناخ، أنيكا هاميرشلاغ، إلى سقطرى للاطلاع عن كثب. أنيكا، أولاً وقبل كل شيء، هذه الجزيرة منعزلة ولا يذهب إليها الكثير من الناس. لذا أخبرينا كيف تبدو هذه الجزيرة؟
أنيكا هاميرشلاغ، وكالة أسوشيتد برس:
إنها تبدو وكأنها لا تشبه أي مكان زرته على الإطلاق. البنية التحتية قليلة جداً في الجزيرة، ويقوم الزوار بالتخييم في طريقهم عبرها، وهو ما أحببته حقاً. ويبدو العديد من النباتات سريالياً تماماً، مثل أشجار الزجاجة التي تبرز من جوانب المنحدرات وأشجار اللبان (المرّ) ذات الأطراف المتشابكة والملتوية، وبالطبع هناك أشجار دم الأخوين.
بالإضافة إلى كل ذلك، تجد هذه المناظر الطبيعية المتنوعة بشكل لا يصدق. هناك شبكة من الكهوف تمتد عبر الجزيرة لعدة أميال، وهناك كثبان رملية ضخمة تنحدر مباشرة إلى المحيط. ومكاني المفضل كان الوديان، التي تحتوي على برك مياه عذبة طبيعية. لقد سبحت في إحداها وكانت أطول من مسبح أولمبي، وتحتها كان يمتد وادٍ سحيق، كان ذلك بمثابة أبرز ما في الرحلة.
جون يانغ: وتقولين إن لهذه النباتات مظهراً مميزاً. شجرة دم الأخوين لها مظهر مميز للغاية.
أنيكا هاميرشلاغ: نعم، وهي حقاً شعار سقطرى. إنها موجودة على العملة المحلية، وهي ما يجذب السياح إلى الجزيرة. إنها تبدو كشيء خارج من كتاب الدكتور سوس. لديها مظلة على شكل قبة، وعندما تقطع اللحاء، تنزف عصيراً أحمر، ومن هنا جاء اسمها. وقد استخدم هذا الراتنج لقرون لأغراض مثل مستحضرات التجميل والأدوية والأصباغ. تلعب هذه الأشجار أيضاً دوراً حاسماً في النظام البيئي، حيث تلتقط المظلة الرطوبة من الضباب وتوجهها إلى التربة، مما يساعد النباتات الأخرى على البقاء. وهذا يصبح ذا أهمية متزايدة مع تزايد عدم قابلية التنبؤ بالأمطار هناك بسبب التغير المناخي.
جون يانغ: وما مدى تهديدها، ومن أين تأتي هذه التهديدات؟
أنيكا هاميرشلاغ: أصبحت الأعاصير في بحر العرب أكثر حدة وتكراراً، وقد تعرضت سقطرى لضربات متكررة على مدى العقد الماضي بأكثر الأعاصير المسجلة شدة. وقد أدت تلك الأعاصير إلى اقتلاع آلاف من أشجار دم الأخوين هذه، وبعضها كان عمره يتجاوز 500 عام. وتتوقع نماذج المناخ في جميع أنحاء العالم أن يستمر هذا الاتجاه، خاصة مع ارتفاع انبعاثات الغازات الدفيئة. ومما يزيد الأمر سوءاً، أن الأشجار تنمو ببطء شديد، بمعدل بوصة واحدة فقط في السنة. كما تنتشر الماعز الغازية في جميع أنحاء الجزيرة وتتغذى على شتلات دم الأخوين قبل أن تتاح لها فرصة النمو مرة أخرى.
علاوة على ذلك، هناك الاضطرابات السياسية. اليمن هو أحد أفقر البلدان في العالم. وقد غرق في الصراع لسنوات، سواء الحرب الأهلية أو التوترات الإقليمية الحالية. ولذلك، فإن القدرة على دعم جهود الحفظ ضعيفة جداً. لخص لي محلل أمني تحدثت معه الأمر بشكل جيد حقاً، حيث قال: “اليمن لديه 99 مشكلة الآن. معالجة قضايا المناخ ستكون ترفاً”.
جون يانغ: وماذا يُفعل، أو ماذا يمكن أن يُفعل لمحاولة إنقاذ هذه الشجرة؟
أنيكا هاميرشلاغ: كان من المؤثر جداً أن أرى كيف أن السكان المحليين مصممون جداً على حماية ما لديهم، حتى مع قلة الموارد. قضيت بعض الوقت مع عائلة، هي عائلة الكاباني، التي تدير مشتلها الخاص لأشجار دم الأخوين. لقد قاموا ببناء حظائر بسيطة من الخشب والأسلاك لإبعاد الماعز، لكن الرياح والأمطار غالباً ما تحطمها، لذلك يضطرون باستمرار إلى إعادة البناء.
بالنسبة لهم، هذا العمل شخصي للغاية. فهم يرون الأشجار كجزء من عائلتهم. إحدى أفراد عائلة الكاباني التي قضيت معها بعض الوقت، واسمها سينا، أخبرتني أن مشاهدة موت هذه الأشجار كفقدان أحد أطفالك.
جون يانغ: إذا انقرضت هذه الشجرة، فما الذي سنفقده؟ ما الذي يزول معها؟
أنيكا هاميرشلاغ: تساعد شجرة دم الأخوين في الحفاظ على حياة الكثير من الأنواع الأخرى. لذا، فبدونها، ستصبح الجزيرة أكثر قحالة وقد تفقد الكثير من تنوعها البيولوجي الفريد. أبعد من ذلك، تعتبر الأشجار محورية في هوية الجزيرة واقتصادها. فإذا اختفت الأشجار، يمكن أن تزول معها السياحة التي يعتمد عليها الكثير من السكان المحليين. سيكون الأمر مدمراً، ليس رمزياً فقط، بل للنظام البيئي بأكمله.
جون يانغ: أنيكا هاميرشلاغ من وكالة أسوشيتد برس، شكراً جزيلاً لك.
أنيكا هاميرشلاغ: شكراً لاستضافتي.
The post (مقابلة مترجمة).. شجرة دم الأخوين اليمنية تواجه خطر الانقراض appeared first on يمن مونيتور.