يمن مونيتور/ إسطنبول/ خاص:
أكد الشيخ حميد الأحمر، رئيس رابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين والقيادي البرلماني اليمني، أن تداعيات عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي، ليس على المستوى العربي والإسلامي فحسب، بل على مستوى “ضمير البشرية” الذي قال إنه بدأ يفيق من السرديات الصهيونية الزائفة.
وكشف الأحمر في مقابلة موسعة على بودكاست “عربي بوست” تابعه “يمن مونيتور” عن تفاصيل وخلفيات العقوبات التي فرضتها عليه وزارة الخزانة الأمريكية، واصفاً إياها بأنها “ثمن” لدوره في نصرة فلسطين عبر مؤسسة القدس الدولية ورابطة برلمانيون لأجل القدس وفلسطين، مؤكداً أن هذه الإجراءات “الإدارية والسياسية” تهدف إلى تقييد نشاطه السياسي والمالي، وتُعد دليلاً على تأثير العمل المنظم في فضح المشروع الصهيوني.
أشار الأحمر إلى أن حدث 7 أكتوبر كان نتاجاً لسنوات من الاحتلال والقمع، مؤكداً أنه أحدث “تغييراً منهجياً عميقاً” في الفكر الغربي، حيث بدأ الغربيون والمسيحيون وحتى اليهود “المتنورون” يكتشفون زيف سرديات الحركة الصهيونية.
وانتقد الشيخ الأحمر الضعف والقصور في موقف الزعماء العرب والمسلمين، داعياً إياهم إلى “تقوية أنفسهم بوحدة الصف” ومنح شعوبهم مساحة للحراك الجماهيري الذي يوازن هذا الضعف، كما أكد على أن الشعب اليمني، رغم الظروف الصعبة، يظل من أكثر الشعوب استعداداً للتضحية لأجل القضية الفلسطينية.
العقوبات الأمريكية.. ثمن دعم فلسطين
تحدث الأحمر عن تلقيه اتصالات سابقة تطالبه بتخفيف نشاطه الداعم لفلسطين لكونه رجل أعمال، قبل أن يصدر قرار وزارة الخزانة الأمريكية بإدراجه في قوائم العقوبات في الذكرى الأولى لـ “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، معتبراً هذا التوقيت “مقصوداً” و”شرفاً”.
أفرد الشيخ حميد الأحمر حيزاً هاماً في حديثه للكشف عن كواليس وخلفيات العقوبات التي فُرضت عليه من قبل وزارة الخزانة الأمريكية. ووصف الأحمر هذه الإجراءات بأنها تمثل “ثمناً” باهظاً لدوره الطويل والمستمر في مناصرة القضية الفلسطينية، مؤكداً أنها لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج لضغوط وتهديدات سابقة.
أشار الأحمر إلى أن مساعي تقييد نشاطه بدأت باتصالات غير رسمية قبل صدور القرار، حيث قال:
وقال الشيخ القبلي اليمني “كان تاتيني اتصالات من بعض الأصدقاء يمنيين… يقول يا أخ حميد أنت رجل أعمال، أعمالك موجودة في أماكن كثيرة، وأنت متحمل موضوع العمل لفلسطين أكثر من اللازم، خفف عن نفسك يا أخي لست بحاجة…”
وأوضح أن هذه الاتصالات كانت تحذره من أن عمله المتواصل في دعم فلسطين قد يؤثر على مصالحه التجارية، لكنه رفض التخلي عن هذا الواجب الذي اعتبره “منهجية بدأها الشيخ عبد الله رحمه الله عليه”.
قرار العقوبات: التوقيت والدوافع السياسية
وأكد الأحمر أن قرار إدراجه في قوائم العقوبات، الذي صدر في 7 أكتوبر 2024 (الذكرى السنوية الأولى لـ “طوفان الأقصى”)، لم يكن مصادفة، بل كان توقيتاً مقصوداً يحمل دلالة واضحة على أن الكيان الصهيوني وشركاءه لن يتهاونوا مع أي شخص يساند الحق الفلسطيني:
وقال البرلماني اليمني والعربي البارز: “اتوقع ان الأمر كان مقصوداً ليس بالمصادفة ان يأتي في ذكرى الأولى طوفان الأقصى… وهي أيضاً دلالة أخرى اننا نحن لن نتهاون مع اي شخص يساند الحق الفلسطيني” –
وشدد على أن العقوبات لا تستند إلى تحقيق عادل أو أدلة حقيقية، مشيراً إلى أن دوافعها سياسية بامتياز. كما رجّح أن يكون للبعد السياسي المرتبط بملف اليمن دور في استهدافه، قائلاً:
وقال الأحمر “الخزانة الأمريكية… في كثير من الأحيان هي لتقييد نشاط الناس وقد لا تكون التهم الموجهة تهم حقيقية… ويعاقبه [القرار]… وأنا أعرف أنه مثلا هنا في اليمن هناك بعض الأخوة الذي تم إدراجهم في قوائم أمريكا بعضهم لأغراض سياسية”.
الطبيعة المدمرة للعقوبات
كما وصف الأحمر طبيعة العقوبات بأنها “إجراءات إدارية احترازية” تهدف إلى تجميد نشاط الشخص وتقييد حركته المالية والمهنية. وأوضح الآثار المدمرة للقرار على أعماله: حيث أن القرار أدى إلى إيقاف تعامله مع البنوك وإغلاق حسابات شركاته، لكون البنوك لا تستطيع تجاهل القرار الأمريكي خوفاً من قطع خدمة “سويفت” (SWIFT) عنها.
أكد أن شركات يملكها في القطاع المالي، كانت تُقدر قيمتها بملايين الدولارات قبل القرار، “انتهت قيمتها، قيمة رخصتها، لأن لن يشتري أحد هذه الرخصة بعد”.
وأكد الشيخ حميد الأحمر أن هذه العقوبات لن تثنيه عن مواصلة العمل لأجل فلسطين، معرباً عن اعتزازه بهذا “الشرف” ومؤكداً التزامه بالعمل وفق القوانين الدولية.

علاقة الشعب اليمني ومؤسساته مع فلسطين
شدد الشيخ حميد الأحمر على أن ارتباط اليمن بالقضية الفلسطينية ليس طارئاً، بل هو جزء أصيل من تاريخ ووجدان اليمنيين، مستشهداً بالحديث النبوي الشريف: “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
أكد الأحمر أن الشعب اليمني يُعد من أكثر الشعوب استعداداً للتضحية لأجل القضية الفلسطينية، على الرغم من الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد. وأشار إلى الدوامة المستمرة للتظاهرات الشعبية التي خرجت مؤيدة لغزة:
وقال “أنا أستطيع أن أجزم لك أن الشعب اليمني من أكثر الشعوب التي يمكن أن يكون لديه استعداد للتضحية من أجل القضية الفلسطينية بشكل عام”.
كما أشار الشيخ حميد الأحمر إلى الحراك الجماهيري المستمر، لافتاً إلى ما لمسه العالم في مظاهرات اليمن: “كان واضح في الملايين اللي كانوا يخرجوا في الشوارع بلا شك أسبوعياً على مدار الطوفان، وهذا تعبير عن أنه فعلاً [تأييد للقضية]”.
الدعم المؤسسي والقانوني (السلطات)
وقدم الأحمر دليلاً ملموساً على ترسيخ دعم فلسطين في المؤسسات اليمنية والقوانين الرسمية، يعكس إجماعاً وطنياً غير قابل للمساومة بالقول: “أضرب لك مثل: القانون اليمني نص على أن هناك استقطاع شهري من مرتبات موظفي الدولة لصالح فلسطين 1%…”.
وأكد أن هذا الاستقطاع الشعبي المؤسسي كان يتم بانتظام، وأن اليمنيين لم يشكوا منه أبداً: “ولم يشتكِ يمني أنه يُستقطع عليه من مرتب لنصرة فلسطين”.
وأشار إلى أن دعم القضية الفلسطينية يجمع كافة الأطياف السياسية في اليمن، حتى في أوقات الخلاف الداخلي: “ونحن في اليمن نكون مختلفين سياسياً في مواسم انتخابات، في مواسم اختلاف سياسي، لكننا نلتقي في ساحة واحدة وفي قاعة واحدة من أجل القضية الفلسطينية”.
الدور الريادي في مؤسسة القدس الدولية
أوضح الشيخ حميد الأحمر الدور المحوري لليمن في تأسيس ورعاية مؤسسة القدس الدولية، حيث كان والده، الشيخ عبد الله الأحمر، نائباً لرئيس مجلس الأمناء (الشيخ يوسف القرضاوي) وكان رئيسًا للمؤسسة في اليمن.
وتحدث عن دور كبير للدولة في رعاية فعاليات المؤسسة (قبل سيطرة الحوثيين عام 2014): “[مؤسسة القدس الدولية] قامت بأدوار كبيرة جداً وقامت بعدد من المؤتمرات المحترمة وكل مؤتمر كانت تقيمه المؤسسة كان يحظى برعاية مباشرة من رؤساء وأمراء وملوك الدول الذي عملنا… عملنا في صنعاء أكثر من مرة”.
وذكر مبادرة يمنية نوعية أطلقتها المؤسسة في صنعاء لنشر الوعي بالقضية: “رعت إنشاء ما يسمى بالمعاهد المعارف المقدسية وكان أول معهد للمعارف المقدسية تم إنشاؤه في صنعاء… نأتي بالطلاب وبالدعاة بأئمة المساجد من مختلف الدول العربية والإسلامية، دورات مركزة… يحصل على جرعة كافية من التثقيف حول تاريخ القدس”.
- “البرلمان اليمني” يطالب الخزانة الأمريكية بالتراجع فوراً عن قرارها ضد البرلماني “حميد الأحمر”
-
رجل الأعمال اليمني “حميد الأحمر” يعلق على فرض الخزانة الأمريكية عقوبات عليه
مستقبل القضية وخارطة طريق مقترحة
في رؤيته للمستقبل، دعا الأحمر إلى مسارين رئيسيين: المسار الفلسطيني الداخلي: ضرورة توحيد الصف الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الداخلي وإحياء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم كافة الأطياف، ووقف التشرذم الذي يستغله العدو. المسار الدولي الموحد: يجب على الدول العربية والإسلامية تشكيل شراكة قوية ومنظمة مع الدول الداعمة للحق الفلسطيني عالمياً، مثل جنوب أفريقيا وكولومبيا وإسبانيا وتركيا، في “جبهة واحدة” تتحرك ببيانات موحدة وقوة إعلامية وسياسية.
كما اقترح الشيخ الأحمر مبادرة لإدارة الأزمة الإنسانية في غزة تتضمن توزيع محافظات القطاع الخمس على خمس جهات عربية وإسلامية رئيسية (مثل السعودية، قطر، تركيا، مصر بمشاركة الجزائر والكويت، وإندونيسيا بمشاركة ماليزيا والباكستان) لتتولى كل جهة مسؤولية تهيئة محافظة لعملية الإغاثة والإعمار الأساسية، لضمان وجود دولي يثبت وقف الحرب ويمنع استمرار “بلطجة الكيان الغاصب”.
The post “غزة تحررنا”.. الشيخ حميد الأحمر يكشف كواليس العقوبات الأمريكية.. ويؤكد: اليمنيون الأكثر تضحية لأجل فلسطين appeared first on يمن مونيتور.