
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن جماعة الحوثي صعّدت، خلال الأسابيع الأخيرة، من حملاتها لمصادرة الأراضي والممتلكات الخاصة في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، في إطار ما وصفته الصحيفة بعمليات “نهب منظم” تنفذها الجماعة بذريعة أن تلك الأراضي مملوكة للدولة أو مخصصة لمشروعات سكنية.
وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادر محلية، بأن العمليات الأخيرة تركزت في ضواحي مدينة عمران وعدد من مديرياتها، حيث استولى قادة حوثيون نافذون على مساحات زراعية شاسعة تعود ملكيتها لمواطنين، وسط استياء واسع بين الأهالي الذين اعتبروا ما يجري “امتداداً لمسلسل النهب الممنهج” الذي يستهدف ممتلكاتهم ومصادر رزقهم.
وأضافت المصادر أن الجماعة نفذت قبل أيام حملة مداهمة في منطقة الملحّة التابعة لمديرية جبل عيال يزيد، اعتقلت خلالها ثمانية من السكان بعد رفضهم توقيع تعهدات تمنعهم من الاعتراض على قرارات المصادرة.
وأوضحت أن الحملة جاءت بأوامر من قيادي حوثي يُدعى أبو ماجد الجيش، ينتحل صفة نائب مدير أمن المديرية، ويُعد من أبرز المنفذين الميدانيين لعمليات المصادرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن متضررين من السكان وجّهوا نداءات استغاثة إلى المنظمات الحقوقية لوقف ما وصفوه بـ«المخطط الحوثي لنهب أراضيهم»، مؤكدين تمسكهم بحقهم في الأراضي التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
ووفق ما نقلته «الشرق الأوسط» عن عدد من الأهالي، فقد نفذت الجماعة نزولاً ميدانياً إلى منطقة الحلة في المديرية نفسها، حيث جرى حصر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وأُجبر بعض المزارعين على توقيع وثائق تخوّل الجماعة مصادرتها، وهو ما قوبل برفض شعبي واسع.
كما أوضحت الصحيفة أن الحملة الأخيرة تزامنت مع عمليات مشابهة في ضواحي مدينة عمران، استولت خلالها الجماعة على أراضٍ ومزارع إضافية، ضمن توجه متزايد للسيطرة على الأراضي في المحافظة التي تُعد أحد أبرز معاقل الحوثيين منذ انقلابهم على الدولة.
ووصفت مصادر محلية – بحسب «الشرق الأوسط» – هذه الحملة بأنها الأوسع منذ مارس (آذار) الماضي، إذ شملت مديريات ريدة، وحوث، وسفيان، وجبل يزيد، وخمر، تحت مبرر «إقامة مدن سكنية».
وكشفت المصادر أن الجماعة استولت منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) على نحو ألف لبنة (ما يعادل أكثر من 44 ألف متر مربع) في محيط مدينة عمران، بإشراف مباشر من قيادات أمنية وعسكرية تابعة لما يُعرف بـ«جهاز الأمن الوقائي».
وأشارت الصحيفة إلى انتشار عربات عسكرية حوثية في عدد من المناطق لتطويق الأراضي الزراعية ومنع ملاكها من الوصول إليها، فيما تبرر الجماعة هذه الإجراءات بأنها “تنظيم عمراني”، بينما يؤكد السكان أن المستفيدين الحقيقيين هم قيادات ومشرفون حوثيون يستحوذون على الأراضي لأغراض شخصية أو لصالح أسرهم.
وفي سياق متصل، نقلت «الشرق الأوسط» عن وجهاء قبليين في عمران تحذيرهم من اندلاع صراع اجتماعي واسع إذا استمرت الجماعة في سياسة المصادرة، مؤكدين أن ما يجري “يفتح باب فتنة طويلة الأمد” ويعمّق الانقسام داخل المجتمع المحلي.
وخلص تقرير الصحيفة إلى أن مراقبين محليين يرون في هذه الحملة الجديدة امتداداً لسياسة الحوثيين الهادفة إلى توسيع نفوذهم الاقتصادي والاجتماعي عبر السيطرة على الأراضي والعقارات، بعد أن أحكموا قبضتهم خلال السنوات الماضية على مؤسسات الدولة وإيراداتها العامة في مناطق سيطرتهم.
ويخشى سكان عمران، بحسب الصحيفة، أن تتحول أراضيهم الخصبة إلى مشاريع خاصة أو مكافآت لقيادات حوثية، ضمن مسعى الجماعة لإعادة تشكيل البنية السكانية والاقتصادية بما يخدم مصالحها.
The post (صحيفة): الحوثيون يوسّعون حملات الاستيلاء على الأراضي في عمران appeared first on يمن مونيتور.