فلسطين تنهض من الركام.. الرياضيون يكتبون فجر الحياة في غزة
عربي
منذ ساعتين
مشاركة
عقدت الأسرة الرياضية في قطاع غزة بشكل غير متوقّع لقاءً موسّعاً لمناقشة آثار حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في مقرّ نادي دير البلح الذي لم يطاوله الدمّار، وبتمثيل مهمّ من اللجنة الأولمبية الفلسطينية، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وأكد نائب أمين عام اللجنة الأولمبية الفلسطينية أسعد مجدلاوي، في حديث خصّ به "العربي الجديد"، أن المؤسسات الثلاث عبّرت عن رغبة الرياضيين في غزة من خلال سرعة عودتها لميدان العمل من جديد، مضيفاً: "لن نرفع الراية البيضاء رغم الدمّار الذي طاول 95% من المنشآت الرياضية الفلسطينية، ورغم استشهاد أكثر من 950 رياضياً فلسطينياً في غضون عامين، وقد ضرب الفلسطيني عموماً مثالاً في كيفية النهوض من تحت الركام، وبعث الأمل من جديد، ولأجل ذلك اجتمعنا، والتقينا كأسرة رياضية فلسطينية، مؤكدين أنه لا يوجد لنا خيار سوى النهوض، والعودة، وأننا سنكون معول بناء لمستقبل أفضل يخصّ الشباب في فلسطين". وشدد مجدلاوي على أن اللقاء الذي ضمّ كوادر بارزة في الرياضة الفلسطينية ناقش محاور مهمّة عدّة، أبرزها "إحصاء الخسائر البشرية، والمادية، وتشكيل رؤية جامعة للتغلّب على التحديات الموجودة على أرض الواقع، والبدء بأنشطة رياضية بشكل تدريجي، لا تحمل الطابع الرسمي التام، وتؤسس لمرحلة العودة الحقيقية لمختلف الرياضات الجماعية والفردية في قطاع غزّة". وعبّر مجدلاوي، في حديثه مع "العربي الجديد"، عن استحالة الوصول إلى أرقام دقيقة تخصّ الخسائر المالية التي أنتجتها الحرب على قطاع غزّة، مشدّداً على أن "مصاب الفلسطينيين جلل، والواقع الذي يعيشه الأهل في قطاع غزة قاسٍ جداً"، لكنه دعا أيضاً إلى تبنّي كافة المبادرات الداعمة لإعادة إعمار المنشآت الرياضية في قطاع غزة، كالمبادرة التي قادها قائد منتخب قطر حسن الهيدوس، وحارس مرمى منتخب قطر محمود أبو ندى، تزامناً مع ضمان وصول منتخب قطر إلى بطولة كأس العالم 2026، حيث تبرّعاً بالمساهمة في بناء ملعب، ومدرسة، ومستشفى في قطاع غزّة. وأضاف مجدلاوي: "لا يمكننا الإشارة اليوم إلى كافة الاحتياجات الحالية بصورة دقيقة، ولكننا نرّحب بكافة المبادرات الصادقة التي تمدّ يدها من أجل معاونتنا على النهوض من جديد. وفي ما يخصّ المؤسسات الرياضية الدوليّة، فإننا نشدّد على واجبها في دعمنا، ومساعدتنا على إعادة إعمار منشآتنا الرياضية، لأن هذا الشأن يتعلّق بمسؤوليات يجب أن تقوم بها". وأشاد مجدلاوي بالدور الذي قدّمه عدد من الأندية الفلسطينية خلال حرب الإبادة، حيث استمرّت بتقديم خدماتها وأدوارها رياضياً ومجتمعياً، وأضاف: "مقارّ أو منشآت عدد محدود من الأندية في غزّة بقيت على قيد الحياة خلال الحرب، ونحاول أن نجعل منها منارة للانطلاق مُجدداً، كما فعلنا خلال لقائنا في مقرّ نادي دير البلح. وهؤلاء نرفع لهم القبعة بسبب دورهم المميز أثناء الحرب، إذ احتضنوا الأسرة الرياضية النازحة، وقاموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني، في ما يتعلّق بتعزيز الأمل في نفوس أبنائنا للتمسك بالحياة والحق في الرياضة، والحفاظ على المواهب الفلسطينية من الدمار". وفقدت الرياضة الفلسطينية الكثير من أبنائها شهداء خلال حرب الإبادة التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكنها حققت عدداً من النجاحات رغم ذلك. وجاء أبرز الإنجازات وصول منتخب فلسطين إلى المرحلة الحاسمة من تصفيات بطولة كأس العالم، وتتويج عددٍ من الرياضيين الفلسطينيين بميداليات أو بطولات مهمة، مثل النجاح الكبير الذي حققته بطلة الكاراتيه الفلسطينية مريم بشارات، التي اعتلت المركز الأول في التصنيف الدولي نهاية إبريل/ نيسان الماضي، فيما أظهر عدد من الاتحادات الرياضية الفلسطينية بوادر انطلاق جديدة بعد عامين من التوقّف، أبرزها اختتام الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة بطولة تنشيطية على مستوى المحافظات في الضفة الغربية، وعقد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أول دورة تدريبية رسمية لمدربي المستوى الثالث منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية