
عربي
أعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، أمس الجمعة، أنها سمحت لشركة بوينغ بزيادة إنتاج طرازها الرائد "737 ماكس"، في مؤشر إيجابي جديد للشركة المصنعة للطائرات. وستتمكّن الشركة من إنتاج هذه الطائرة ذات الممرّ الواحد بمعدل 42 وحدة شهرياً، بزيادة عن 38 وحدة سابقاً، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس عن مصدر وصفته بالمطلع، اليوم السبت.
كما أفاد مصدران آخران لوكالة رويترز وصفتهما بالمطلعين بأنّ عمال مصانع الشركة في منطقة سياتل يستعدون لزيادة معدل إنتاج طائرات 737 بإضافة معدات لزيادة الطاقة الإنتاجية. وسمحت إدارة الطيران الفيدرالية للشركة المصنعة بإصدار شهادات اعتماد ذاتية لبعض طائرات 737 ماكس، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2019.
"بوينغ" تضبط الإنتاج
في هذا السياق، قال المتحدث باسم "بوينغ" إنّ الشركة ستعمل مع مورديها "لزيادة الإنتاج على نحوٍ منضبط"، مع ضمان إعطاء الأولوية "للسلامة والجودة"، وأعربت عن تقديرها "للجهود التي بذلها فريقها وموردوها وإدارة الطيران الفيدرالية لضمان استعدادها لزيادة الإنتاج مع وضع السلامة والجودة في المقام الأول"، كما شهدت أسهم الشركة ارتفاعاً بنسبة 1.2% في تداولات ما بعد ساعات العمل.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية أنّ مفتشي السلامة لديها "أجروا مراجعات مكثفة لخطوط إنتاج بوينغ لضمان تنفيذ هذه الزيادة الطفيفة في معدل الإنتاج بأمان"، وأضافت: "لم يتغيّر إشرافنا المباشر على عمليات إنتاج بوينغ"، وأكدت أنّ "موظفي السلامة المتفانين، بمن فيهم مفتشو بوينغ، يواصلون عملهم" على الرغم من الشلل المالي الذي أصاب الولايات المتحدة منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول، نتيجة الإغلاق الحكومي.
أسباب الخفض
وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية قد حدّدت الحد الأقصى عند 38 طائرة في يناير/ كانون الثاني 2024، عقب حادثة على متن طائرة تابعة لشركة طيران ألاسكا، التي كانت تفتقر إلى أربعة مسامير رئيسية في سدادة باب، ما تسبب في ثقب كبير في هيكل الطائرة على ارتفاع 16 ألف قدم قدم (4900 متر)، ما أدى إلى انفصال الباب عن جسم طائرة 737 ماكس 9، وتسبب في إصابات طفيفة فقط. وكشف الحادث أنذاك عن ثغرات واسعة النطاق في سلامة وجودة الإنتاج في شركة بوينغ.
ويمثل رفع هذه الحصة دفعة قوية لـ"بوينغ"، وأمراً بالغ الأهمية، لاستعادة الاستقرار المالي للشركة، بعدما أعلنت عن خسائر سنوية خلال السنوات الستّ الماضية بسبب انقطاع الإنتاج والأزمات التي أثقلت كاهلها بالديون وخسائرها المالية، ولدى "بوينغ" ديون بقيمة 53 مليار دولار، مُقارنة بحوالى 12 مليار دولار في عام 2018. ويتوقع محلّلو وول ستريت أن تسجل "بوينغ" خسائر مالية مجدداً هذا العام، لكنهم يتوقعون تحقيق أرباح في عام 2026، وهو ما سيمثل أول عام مربح للشركة منذ عام 2018.
وبعد حادثتي تحطم طائرتين من طراز 737 ماكس 8 المميتَين في عامي 2018 و2019، واللتين تسببتا في وفاة 346 شخصاً، أوقفت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية تشغيل طرازات هذه العائلة ذات الممر الواحد لفترة طويلة، وعلقت عمليات التسليم. وبدأ الكونغرس تحقيقات، إذ تعرضت الإدارة لانتقادات بسبب علاقتها الوثيقة للغاية بالشركة. وكانت شركة إيرباص الأوروبية قد كسرت حاجزاً تجارياً كبيراً يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول عندما تفوقت طائراتها إيه 320 (A320) على بوينغ 737 لتحل مكانها على عرش الطائرات الأكثر تسليماً على الإطلاق. وهو الرقم الذي كانت تحمله "بوينغ" منذ عقود.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

حرية الصحافة في أميركا
العربي الجديد
منذ 9 دقائق