
عربي
أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن المتخذة عاصمة مؤقتة من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، اليوم الجمعة، عن قرب توقف منظومة توليد الكهرباء بشكل كامل خلال الساعات القادمة، نتيجة استمرار احتجاز ناقلات النفط الخام القادمة من الضبة في منطقة أحور بمحافظة أبين ومنعها من الوصول إلى محطة الرئيس.
وأوضحت مؤسسة الكهرباء أن إدارة محطة بترومسيلة أبلغت مركز التحكم بكهرباء عدن عن توقف وشيك للمحطة خلال الساعات القليلة القادمة من جراء نفاد الوقود، وهو ما ينذر بانطفاء كلي ودخول عدن في ظلام دامس. يأتي ذلك مع تدهور كبير متسارع للكهرباء في عدن ومناطق ومحافظات أخرى واقعة في نطاق إدارة الحكومة المعترف بها دولياً، بالتزامن عودة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن بعد خلافات كادت تعصف بالمجلس بسبب قرارات التعيينات الصادرة عن عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي واسع النفوذ في عدن.
إذ يرصد "العربي الجديد" قيام المؤسسة العامة للكهرباء بإعادة برمجة الانقطاعات أكثر من أربع مرات منذ مطلع الأسبوع، مع تسجيل ساعات انقطاع الكهرباء رقماً قياسياً في آخر برمجة وصل إلى 18 ساعة مقابل ساعتين إضاءة. الصحافي والمحلل الاقتصادي المتابع لملف الكهرباء بعدن عبد الرحمن أنيس أكد في هذا الخصوص لـ"العربي الجديد": أزمة الكهرباء حقيقية وكبيرة وليست أزمة سياسية، هناك عجز في الوقود، وعجز في التوليد، حيث إن محطات الوقود منذ ثلاثة أيام متوقفة عن العمل نهائياً بسبب نفاد الوقود.
وإزاء هذا الوضع الذي وصفته مؤسسة الكهرباء بالخطير، جددت المؤسسة مناشدتها العاجلة لمجلس القيادة الرئاسي ودولة رئيس مجلس الوزراء للتدخل الفوري والعاجل لإطلاق ناقلات النفط الخام وتأمين وصولها إلى المحطة، لتفادي الانهيار الكامل للمنظومة الكهربائية وتجنب الكارثة الإنسانية والخدمية التي ستترتب عن ذلك، داعية الجهات الأمنية والعسكرية المختصة إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية في حماية المصلحة العامة وضمان وصول الوقود لاستمرارية الخدمة بحدها الأدنى للمواطنين.
وأشار أنيس إلى أن كل ما يُشغَّل في عدن هو فقط محطة الرئيس، ويُشغَّل مولد واحد بقدرة تشغيل بقدرة 65 ميغا، وذلك اعتماداً على النفط الخام القادم من ميناء الضبة في حضرموت وميناء النشيمة من شبوة ومأرب، مضيفاً أن هذه القدرة التي تصل إلى نحو 65 ميغا لا تناسب ولا تكفي محافظة تبلغ أحمالها حوالي 700 ميغا، لذا فإنه من الطبيعي يكون العجز كبير جداً، حيث وصلت الانقطاعات إلى 18 ساعة مقابل ساعتين تشغيل.
وأوضح أن القطاع القبلي في أحور كانت له مطالب معينة وتم رفعه اليوم الجمعة، وحتى إذا لم يتم رفعه فهو ليس مؤثر بشكل كبير، بينما لا حل لهذه الأزمة سوى بتوفير مازوت وديزل بشكل إسعافي، ومن ثم في خطوة استراتيجية، ينبغي على الحكومة العمل على إنشاء محطة توليد للكهرباء بالوقود الرخيص مثل الغاز ومحطات الطاقة الشمسية.
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن قد ناشدت مطلع الأسبوع مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة التدخلَ العاجلَ لتوفير وقود محطات الكهرباء، وذلك لتفادي التوقف الكلي لمحطات التوليد ودخول العاصمة عدن في ظلام دامس. وأوضحت المؤسسة أن كافة محطات التوليد العاملة بوقود الديزل قد توقفت عن الخدمة كلياً، ولم يتبقَّ سوى محطة الرئيس بتوليدها الجزئي ومحطة المنصورة بثلاثة مولدات فقط، والمتوقع توقفها غداً في حال عدم تزويدها بالوقود، فيما تعمل المحطة الشمسية خلال ساعات النهار فقط.
وتعتمد عدن ومختلف مناطق ومحافظات إدارة الحكومة المعترف بها دولياً على محطات الكهرباء العامة، إذ تشير تقديرات البنك الدولي، في تقرير صادر في إبريل/ نيسان الماضي، إلى أن 12% من السكان في اليمن يعتمدون على الكهرباء العامة، في حين أن 76% لديهم إمكانية الحصول عليها (لكن ذلك قد يعني الحصول على الكهرباء لمدة ساعة أو ساعتين فقط في اليوم). وقد يعني ذلك أيضاً أن هؤلاء السكان لديهم هامش صغير يوفر ما يكفي للإنارة وتشغيل المراوح وشحن الهواتف.
وبالرغم من أن 90% من المواطنين في مناطق الحكومة المعترف بها دولياً يحصلون على الكهرباء من الشبكة العمومية، إلا أنهم يعانون انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.

أخبار ذات صلة.

"حلم ليلة سفر"... السيطرة على الجسد المهاجر
العربي الجديد
منذ 38 دقيقة