تذبذب الأسواق عالمياً.. والبيت الأبيض يؤكد جدارة البنوك الأميركية
عربي
منذ 23 ساعة
مشاركة
استعادت سوق الأسهم الأميركية بعض خسائرها الحادة مع استمرار تعاملات اليوم الجمعة، خاصة أسهم البنوك على وقع المخاوف التي انتابت الأسواق عالمياً بشأن جدارة الائتمان للبنوك الأميركية الصغيرة.  وبعد خسائر الأمس وتراجع عند الفتح في نيويورك، قلص مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسائره متراجعاً بنسبة 0.1% في التعاملات المبكرة. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 91 نقطة، أو بنسبة 0.2% بحلول الساعة 9:35 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وانخفض مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 0.3%. أثرت خسائر أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى على السوق، بما في ذلك انخفاض سهم شركة إنفيديا للرقائق الإلكترونية بنسبة 0.6%. وتواجه هذه الشركات انتقادات بأن أسعار أسهمها قد ارتفعت بشكل مبالغ فيه بسبب الهوس بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن أرباحها كانت تنمو بسرعة أيضاً. في المقابل، استقرت أسهم البنوك بعد أن أعلنت عدة شركات عن أرباح ربع سنوية أفضل مما توقعه المحللون، بما في ذلك بنك فيفث ثيرد بانكورب، وهنتنغجتون بانكشيرز، وترويست فاينانشال. وساعد ذلك في استقرار أسهم قطاع البنوك بعد يوم من هبوط الأسهم في جميع أنحاء القطاع بسبب المخاوف بشأن القروض المعدومة المحتملة التي تؤثر على البنوك صغيرة ومتوسطة الحجم. وارتفع صباح اليوم سهما البنكين اللذين كانا محور مخاوف المتعاملين أمس ليقلصا خسائرهما الكبيرة. فارتفع سهم بنك "زيونز بانكورب"، الذي تكبد خسائر قروض بقيمة 50 مليون دولار بعد اكتشاف "مخالفات واضحة" من جانب المقترضين، بنسبة 3.4% بعد خسارته 13.1% من قيمته. كما ارتفع سهم بنك ويسترن ألاينس بانكورب الذي يقاضي أحد المقترضين بسبب مزاعم احتيال بنسبة 2.9% بعد انخفاضه بنسبة 10.8% يوم الخميس. يتزايد التدقيق في جودة القروض التي قدمتها البنوك وغيرها من الجهات المقرضة على نطاق واسع في أعقاب تقديم شركة فيرست براندز غروب، وهي مورد لقطع غيار السيارات، طلباً للحماية من الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأميركي في الشهر الماضي. وتشهد مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية والعالمية، اليوم الجمعة، حالة من التذبذب مع تصاعد المخاوف بشأن جودة الائتمان في البنوك الأميركية الإقليمية والصغيرة، الأمر الذي زاد من ضعف ثقة المستثمرين، وتزايد الاتجاه نحو ملاذات آمنة مثل الذهب، فيما سعى البيت الأبيض مبكراً لتهدئة مخاوف الأسواق بشأن حالة الائتمان في البنوك. وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال، في تغطيتها فتحَ الأسواق في نيويورك، بانخفاض العقود المرتبطة بالمؤشرات الأميركية الكبرى، مع تصدر مؤشر ناسداك 100 مسار الانخفاض، قبل أن تعكس مسارها جزئياً لتقلص الخسائر. وعادت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات للارتفاع نحو 4%، بينما تراجعت أسهم بعض البنوك الدولية، مثل دويتشه بنك وباركليز. ونقلت الصحيفة عن فلوريان إيلبو، رئيس قسم الاقتصاد الكلي في مجموعة لومبارد أودير لإدارة الأصول في سويسرا، قوله "تعكس تحركات السوق الشكوك حول القطاع المصرفي والتآكل التدريجي لثقة المستثمرين"، مشيراً إلى أنها بدأت مع تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي، مضيفاً: "عندما تكون التقييمات مرتفعة عبر جميع الأسواق، فإن الحساسية تجاه الأخبار السلبية تبلغ ذروتها عادة". جودة الائتمان في البنوك الأميركية وتتنامى المخاوف بشأن جودة الائتمان في البنوك الأميركية الصغيرة، رغم تأكيد كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، لمحطة فوكس نيوز، صباح الجمعة بتوقيت الساحل الشرقي الأميركي، أنّ البنوك تمتلك احتياطيات كافية، معرباً عن تفاؤله بإمكانية بقاء أسواق الائتمان متقدمة على المنحنى، وقال: "على الأسواق أن تدرك أن هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة". وقد جددت عمليات البيع المخاوف بشأن معايير الإقراض المتساهلة في قطاع يعاني بالفعل إفلاس شركتي قطع غيار سيارات مؤخراً، وبعد مرور عامين على انهيار مصرف "سيليكون فالي بنك". ونقلت وكالة رويترز عن فيونا سينكوتا، كبيرة المحللين في "سيتي إنديكس"، القول إن "هذه ببساطة أحدث مشكلة يلاقيها المستثمرون ضمن قائمة المخاوف المتزايدة". وأضافت أنّ هذه المخاوف تشمل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وإغلاق الحكومة الأميركية، وارتفاع تقييمات الأسهم. وقالت سينكوتا: "يبدو أن هذه المخاطر ظهرت في وقت كانت فيه الارتفاعات الأخيرة للأسواق عند مستويات قياسية هشة بالفعل. لذلك، يبدو أن قائمة المخاطر تتسع، ما يجعل المستثمرين يعودون إلى الواقع قليلاً". وقد دفعت توقعات بشأن أسهم الشركات المرتبطة بقطاع الذكاء الاصطناعي وخفض أسعار الفائدة الأميركية وول ستريت إلى مستويات قياسية هذا العام. ومع ذلك، تراجعت أسهم التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتي كانت من أبرز المحركات للرالي، اليوم الجمعة. وارتفع مؤشر الخوف في وول ستريت إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من خمسة أشهر عند 26.31 نقطة. كما يترقب المستثمرون تطورات العلاقات بين واشنطن وبكين بعد تصاعد حربهما التجارية الأسبوع الماضي. تفاعلات عالمية وفي بداية التعاملات الأوروبية، تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة تقارب 2%. وتراجع مؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 1.5% تقريباً. في حين تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.8%. وفي الأسواق الآسيوية، تراجع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 1.4% بعد خسائر الأسهم الأميركية. وفي الصين، تراجع مؤشر هانغ سانغ في هونغ كونغ بنسبة 2.5%، فيما تراجع مؤشر شنغهاي المجمع بنسبة 2% تقريباً. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي بنسبة 0.8% منخفضاً عن مستواه القياسي الذي سجله أمس. تراجع الدولار  في غضون ذلك، يتجه الدولار الأميركي نحو تسجيل خسارة أسبوعية أمام العملات الرئيسية اليوم الجمعة. إذ دفعت المخاوف بشأن التوترات التجارية ومؤشرات تنامي المخاطر في البنوك الإقليمية الأميركية المستثمرين إلى اللجوء لعملات الملاذ الآمن مثل الفرنك السويسري والين الياباني. كما أدى الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية الأميركية إلى وقف نشر بيانات اقتصادية رئيسية، ما ترك المستثمرين أمام قدر أقل من الوضوح بشأن الوضع الفعلي للاقتصاد. ونقلت رويترز عن ستيف إنغلندر، رئيس أبحاث العملات في مجموعة العشر لدى بنك ستاندرد تشارترد: "هناك بعض عمليات البيع للدولار بحثاً عن الملاذات الآمنة". وأضاف: "أعتقد أن الأخبار المتعلقة بالصين، والتي جرى التراجع عنها جزئياً، إلى جانب الأنباء بشأن البنوك الإقليمية والائتمان بشكل عام، كلها تؤثر سلباً على الدولار".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية