
عربي
تجنّبت الخارجية الجزائرية الردّ على تصريحات مثيرة للجدل، كان أدلى بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول سلوك قوات الفيلق الأفريقي (فاغنر سابقاً) في شمال مالي، والتوترات بين باماكو والجزائر، لكن المسألة قد تُطرح للمعالجة خلال اجتماع لجنة التشاور والتنسيق السياسي بين البلدين التي ستُعقد قريباً.
وقال رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الروسية عبد السلام باشاغا إنه ليس هناك ما يدعو إلى استصدار ردّ رسمي ومعلن من الحكومة الجزائرية إزاء تصريحات لافروف، مؤكداً أن الجزائر "تتجنب في الغالب الخوض في جدل المواقف والتصريحات، وتفضل في المقابل معالجة الخلافات السياسية في الأطر المنتظمة". وقال باشاغا لـ"العربي الجديد": "أعتقد انه يجب وضع تصريحات وزير الخارجية الروسي في سياقها الذي جاءت فيه. لافروف استفزّه سؤال حمل من وجهة نظره اتهاماً مباشراً بارتكاب قوات فاغنر جرائم ضد المدنيين في شمال مالي. صحيح أن الحديث عن الحدود والمشكلات ذات الصلة بالتنوع الإثني لم يكون موفقاً، لأن هذا التنوع ليس هو ما يثير التوترات، وليس هو أصل المشكلات القائمة، وإنما تأخر التنمية والهشاشة الاقتصادية هو الذي يخلق ذلك".
وكان باشاغا يعلّق على تصريحات مثيرة للافروف، الثلاثاء الماضي، رداً على سؤال لصحافية جزائرية تعمل في قناة حكومية في الجزائر حول مجازر يرتكبها "الفيلق الأفريقي" في شمال مالي ضد الأزواد، ولحساب قوات السلطات الانتقالية العسكرية، قال فيها: "نحن على علم بالاحتكاكات القائمة بين أصدقائنا في الجزائر ومالي، وما يجري من توتر واحتكاكات مرتبط بالماضي الاستعماري عندما كان المستعمرون يقسمون أفريقيا باستخدام المسطرة، وجرى تقسيم المناطق التي كانت تعيش فيها مجموعات إثنية معينة"، مضيفاً: "نحن على اتصال بأصدقائنا الجزائريين بشأن قضية العلاقات مع مالي، وعلى اتصال مع أصدقائنا في مالي، والطرفان مهتمان بأن نساعد على تخفيف حدة الخلافات، ونحن مستعدون لذلك".
وقلّل عبد السلام باشاغا، وهو عضو أيضاً في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، من أي تأثير محتمل لتصريحات لافروف على العلاقات مع الجزائر. وقال: "لا أظن ذلك، لقد كان لنا لقاء قبل أيام مع السفير الروسي الذي زار البرلمان، وكان هناك انطباع إيجابي عن التعاون القائم، وهناك تحضير لعقد لقاء آلية التشاور والتنسيق بين البلدين التي استُحدثت في وزارتي خارجية البلدين، ويترأسها الأمين العام للخارجية الجزائرية ومدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية، وهذه الآلية وُضعت أساساً لأجل دراسة الملفات للحديث على ملف الساحل بالدرجة الأولى في علاقة بملف المالي والنيجر وليبيا".
وكان باشاغا يشير إلى آلية كان أعلن عنها، في يناير/ كانون الثاني الماضي، وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بشأن التوصل إلى توافق بين الجزائر وموسكو، لإنشاء آلية للتنسيق والتشاور بين الجانبين، لها طابع مؤسساتي تضم المسؤولين من البلدين من قطاعات الخارجية والأمن والدفاع، وتعقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر لتقييم الأوضاع، وللتعبير عن انشغالات كل طرف، ومعالجة المشكلات المستجدة. ومنذ إبريل/ نيسان 2024، عبّرت الجزائر عن استياء سياسي معلن بشأن مشاركة قوات الفيلق الأفريقي الروسي القوات المالية في شنّ غارات وهجمات على منطقة تين زواتين شمالي مالي، على مقربة من الحدود الجزائرية، ونقلت هذا الموقف إلى مجلس الأمن، حيث كان مندوب الجزائر في المجلس عمار بن جامع قد أدان قيام من وصفهم بـ"المرتزقة الأجانب" بقصف المدنيين في شمال مالي.
