
عربي
قدّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعوى تشهير معدّلة من 40 صفحة ضد صحيفة نيويورك تايمز ودار نشر بنغوين راندوم هاوس، الخميس، وذلك بعد أن رفضها قاضٍ فيدرالي، الشهر الماضي. وكان القاضي الفيدرالي ستيفن ميريداي في ولاية فلوريدا، قد رفض دعوى ترامب الأولى في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، ومنحه 28 يوماً لتعديلها وإعادة تقديمها، بسبب عدم مطابقتها للقواعد الفيدرالية، والتي تشترط أن تتضمن الشكوى "بياناً موجزاً وواضحاً للادعاء، يُظهر أحقية المدعي في الحصول على تعويض".
وكتب ميريداي آنذاك: "رغم أن الشكوى تتضمن تهمتين بسيطتين فقط بالتشهير، فإنها تمتد على 85 صفحة. التهمة الأولى تظهر في الصفحة 80، والثانية في الصفحة 83"، مضيفاً: "حتى في أكثر التطبيقات تساهلاً للقاعدة الثامنة، تظل الشكوى غير مناسبة وغير مقبولة".
وطالب ترامب في الدعوى بتعويض قدره 15 مليار دولار، إضافة إلى "تعويضات عقابية بمبلغ يُحدّد خلال المحاكمة"، وشملت قائمة المتهمين من "نيويورك تايمز"، كلاً من الصحافيين الاستقصائيين سوزان كريغ وروس بويتنر ومايكل شميدت، بالإضافة إلى كبير مراسلي الصحيفة في البيت الأبيض، بيتر بيكر.
وتتعلق الدعوى التي رفعها ترامب أمام المحكمة الفيدرالية في فلوريدا بمجموعة من المقالات التي نشرت في "نيويورك تايمز"، والتي تتطرق إلى عمل الرئيس الحالي سابقاً في برنامج تلفزيون الواقع "ذا أبرنتيس"، ومقتطفات من كتاب "الخاسر المحظوظ: كيف بدّد دونالد ترامب ثروة والده وخلق وهم النجاح"، الذي ألّفه كريغ وبويتنر.
وجادلت الدعوى بأن وصف ترامب بأنه "اكتُشف" كمقدّم محتمل للبرنامج "غير دقيق"، لأنه كان مشهوراً منذ فترة طويلة قبل انطلاق البرنامج. كما رفضت ما ورد في الكتاب حول الميراث الذي حصل عليه الرئيس الأميركي من والده فريد سي ترامب، والادعاء بأنّ الأخير تلاعب بقوانين البرامج الفيدرالية المخصصة لدعم قدامى المحاربين بعد الحرب العالمية الثانية لبناء ثروته.
وبعد تقديمه الشكوى لأول مرة في 15 سبتمبر الماضي، كتب ترامب على منصته تروث سوشال: "سمح لصحيفة نيويورك تايمز بالكذب بحرية، وتشويه سمعتي والافتراء عليّ لفترة طويلة، وهذا سيتوقف الآن"، واصفاً الصحيفة بأنها "واحدة من أسوأ الصحف وأكثرها انحطاطا في تاريخ بلادنا"، كما اتهمها بأنها الناطق الفعلي باسم "الحزب الديمقراطي اليساري المتطرف".
ومنذ عودته إلى سدّة الرئاسة في يناير/ كانون الثاني الماضي، اصطدم ترامب أكثر من مرّة مع الصحافة، وهاجم مؤسسات إعلامية وصحافيين وحتى مقدمي برامج كوميدية بشكل مباشر. كما فرضت إدارته قيوداً على عمل الصحافيين في البيت الأبيض والبنتاغون.
