تصفيات أفريقيا المونديالية.. المدرب المحلي يخطف الأنظار
عربي
منذ يوم
مشاركة
سمح النظام الجديد الخاص في تصفيات كأس العالم 2026، المقررة في كل من الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بتأهل تسعة منتخبات أفريقية مباشرة إلى النهائيات، بعد أن رفع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" حصة القارة السمراء من خمسة إلى تسعة مقاعد، إثر توسيع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 48 منتخباً. وسيحظى منتخبٌ أفريقي عاشر بفرصة التأهل عبر الملحق الأفريقي أولاً، الذي سيضمّ أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني في مجموعاتها، ثم لعب الملحق العالمي. وضمنت منتخبات تونس والمغرب والجزائر ومصر مشاركتها الرسمية في المونديال الأميركي بعد نهاية تصفيات أفريقيا، إلى جانب غانا والسنغال وجنوب أفريقيا وساحل العاج والرأس الأخضر، الذي يسجّل أول ظهورٍ له في تاريخه بالبطولة العالمية، في إنجازٍ غير مسبوق. أما منتخبات نيجيريا والكاميرون والغابون والكونغو الديمقراطية، فستدخل غمار الملحق الأفريقي المقرّر إقامته في المغرب شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. واتجهت العديد من المنتخبات الأفريقية في السنوات الأخيرة إلى منح الثقة لمدربيها المحليين، في خطوة أثبتت نجاعتها من خلال النجاحات المتتالية التي حققتها، إذ توج المنتخب الجزائري بكأس أفريقيا 2019 تحت قيادة جمال بلماضي، قبل أن يسير على خطاه السنغالي أليو سيسيه الذي قاد "أسود التيرانغا" إلى اللقب في النسخة التالية، ليواصل العهد الذهبي للمدربين المحليين مع العاجي إيميرس فاي، الذي كتب اسمه في التاريخ بعد أن قاد "الأفيال" للتتويج بكأس الأمم الأفريقية 2023 رغم توليه المهمة في ظروفٍ صعبة عقب إقالة الفرنسي جان لوي جاسيه إثر الهزيمة الثقيلة أمام غينيا الاستوائية برباعية نظيفة في دور المجموعات. وعرفت السنوات الأخيرة تراجعا واضحا للمدربين الأوروبيين في المنتخبات الأفريقية، بعد عقود من الهيمنة التي عُرفت بمرحلة "الساحر الأبيض"، وهو اللقب الذي أُطلق على أغلب المدربين الأجانب الذين صنعوا أمجاد الكرة في القارة السمراء. ويُعدّ الفرنسي كلود لوروا من أبرز هؤلاء الروّاد، بعدما خاض تجارب متعددة مع عددٍ كبير من المنتخبات الأفريقية، إلى جانب مواطنه الراحل برونو ميتسو، الذي رسّخ اسمه في الذاكرة بعد المشوار التاريخي الذي قاد فيه منتخب السنغال إلى ربع نهائي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. كما لمع اسم الفرنسي هيرفي رونار، أحد أبرز رموز "الساحر الأبيض" في العصر الحديث، بفضل نجاحاته مع زامبيا وساحل العاج، اللتين توّجه معهما بكأس الأمم الأفريقية بعد سنوات طويلة من المحاولات غير الموفقة. وخلال تصفيات كأس العالم 2026، نجح سبعة مدربين أفارقة في قيادة منتخبات بلدانهم إلى التأهل المباشر للمونديال، في تأكيد جديد على نضج الكفاءات التدريبية المحلية في القارة السمراء وقدرتها على بلوغ أعلى المستويات بأدواتها الذاتية. وفي المقابل، اعتمد منتخبا الجزائر وجنوب أفريقيا على الخبرة الأوروبية لقيادة فرقهما الوطنية، إذ قاد البوسني فلاديمير بيتكوفيتش “الخضر” إلى العودة إلى المحفل العالمي بعد غيابٍ عن آخر نسختين، مستعيداً بريق المنتخب الجزائري في مشوارٍ مثالي. أما البلجيكي هوغو بروس، فنجح في قيادة منتخب “بافانا بافانا” نحو خطف بطاقة التأهل بعد صراعٍ مثير مع كلٍّ من بنين ونيجيريا، ضمن واحدةٍ من أصعب مجموعات التصفيات الأفريقية. وواصل المنتخب المغربي مسيرة نجاحه تحت قيادة مدربه المحلي وليد الركراكي، الذي سبق أن دوّن اسمه في التاريخ بعدما قاد “أسود الأطلس” إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، ليجدد العهد مع التألق ويقود المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2026 بثباتٍ واستمراريةٍ في الأداء. وفي الجهة المقابلة، نجح التونسي سامي الطرابلسي في إعادة الحيوية إلى صفوف “نسور قرطاج” بعد أن ضخّ دماءً جديدة في الفريق، مانحاً إياه تنظيما تكتيكيا متماسكاً وصلابة دفاعية جعلت منه أحد أكثر المنتخبات توازنا في القارة. أما المصري حسام حسن، فقد تمكن من قيادة “الفراعنة” إلى العودة إلى المونديال، معوّضاً خيبة الغياب عن نسخة قطر 2022، ومُعيداً الهيبة إلى الكرة المصرية التي كانت آخر مشاركاتها في كأس العالم روسيا 2018. ولم يتوقف نجاح العاجي، إيميرس فاي، عند حدود التتويج بكأس أمم أفريقيا، بل واصل كتابة التاريخ بقيادته منتخب بلاده إلى التأهل لمونديال 2026 بعد نهاية تصفيات القارة السمراء، ليخلّد اسمه ضمن أفضل المدربين في تاريخ “الأفيال”. وعلى النهج ذاته، تألق السنغالي باب ثياو، الذي أحسن خلافة مواطنه أليو سيسيه، إذ واصل مسيرة النجاح وقاد منتخب بلاده إلى المونديال بعد التجربة المميزة التي عاشها مع منتخب المحليين حين توّج بلقب “الشان” في الجزائر على حساب "الخضر". أما الغاني أوتو أدو، فقد أعاد "النجوم السوداء" إلى الواجهة بعد قيادة غانا للتأهل إلى كأس العالم، رغم فشلها في بلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة في المغرب. ومن جهته، كتب بيدرو بريتو “بوبيستا” قصة مجدٍ استثنائية مع الرأس الأخضر، إذ ورغم امتلاكه الجنسية البرتغالية إلى جانب جنسيته الأصلية، فإنه يُعدّ من رموز المدربين الأفارقة الذين صنعوا الفخر لبلادهم، بعدما قاد “القرش الأزرق” إلى أول تأهل في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم، مانحا شعبه حلماً طال انتظاره. ويأتي هذا النجاح الأفريقي امتداداً طبيعياً لمسيرة الجيل الذهبي من المدربين المحليين، الذين جمعوا بين الانتماء الوطني والتكوين الأوروبي العالي، مستفيدين من خبراتهم السابقة لاعبين أو مساعدين تحت قيادة نخبةٍ من أعظم المدربين في العالم.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية