الغابات المطيرة في أستراليا تطلق ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه
عربي
منذ 3 أيام
مشاركة
أفادت دراسة أخيرة، نُشرت في مجلة "نيتشر" العلمية، بأنّ الغابات المطيرة في أستراليا هي الأولى في العالم التي تنبعث منها كميات من ثاني أكسيد الكربون تفوق ما تمتصّه، وربطت هذه الظاهرة "المقلقة جداً" بتغيّر المناخ. وتُعَدّ الغابات المطيرة في العادة مصارف أساسية للكربون، إذ إنّها تمتصّ كميات هائلة من غازات الدفيئة، أي تلك التي تسبّب الاحتباس الحراري. وتتوقّع دراسات أن تؤدّي زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى تحفيز نموّ الغابات من خلال تزويد الأشجار بمزيد من "الوقود الضروري" لعملية التمثيل الضوئي. لكنّ أبحاثاً جديدة أظهرت أنّ درجات الحرارة القصوى فاقمت موت هذه الغابات، إذ صارت الغابات المطيرة في شمال أستراليا مصدراً صافياً لانبعاثات الكربون. Trees are dying earlier due to ongoing global heating. This new study shows woody biomass across 20 study sites is a carbon source because trees are dying and decaying faster than they can be replaced. This is a sign Australian wet rainforests as a whole ecosystem are in decline,… pic.twitter.com/wfHt2uBL0S — Ben Pennings (@BenPennings) October 15, 2025 وقال المعدّ الرئيسي للدراسة باتريك ماير لوكالة فرانس برس إنّ "هذا أوّل تحليل يُبيّن أنّ هذه الظاهرة تحدث في الغابات الطبيعية غير المضطربة وتستمرّ لسنوات عدّة"، واصفاً النتائج بأنّها "مقلقة جداً". وأجرى الباحثون الذين نُشرت دراستهم، أمس الأربعاء، تحليلاً لسجلّات تتبّع نموّ الغابات المطيرة الاستوائية في ولاية كوينزلاند شمال شرقي أستراليا على مدى نحو 50 عاماً. فتبيّن لهم أنّ تحلُّل الأشجار الميتة نحو عام 2000 أدّى إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أكثر ممّا امتصته وخزّنته الجذوع والفروع النامية. وأظهرت النماذج المناخية، المستند إليها في الدراسة الأخيرة، أنّ السبب الرئيسي هو درجات الحرارة القصوى المرتبطة بتغيّر المناخ وتأثيراته على الرطوبة الجوية والجفاف. من جهتها، كان للأعاصير، التي من المتوقّع أن تزداد شدّتها مع تفاقم تغيّر المناخ، تأثيرها كذلك. ولفتت الدراسة، التي أتت تحت عنوان "الكتلة الحيوية فوق الأرضية في الغابات الاستوائية الأسترالية تحوّلت الآن إلى مصدر صافٍ للكربون"، إلى أنّ الغابات الاستوائية المطرية الأخرى قد تشهد التغيير نفسه، لكنّ معدّيها يشدّدون على الحاجة إلى مزيد من البيانات والأبحاث. وتتطابق هذه النتائج مع الأبحاث التي أُجريت في منطقة الأمازون والتي أظهرت أنّ الموت التدريجي للأشجار يُضعف قدرة الغابة على تخزين الكربون، بحسب ما يشير الباحث في المعهد الوطني الفرنسي لبحوث التنمية والمعدّ الثاني للدراسة دافيد بومان. يُذكر أنّ انبعاثات الكربون كانت قد تضاعفت في غابات الأمازون، في عامَي 2019 و2020، العامان الأوّلان من ولاية الرئيس البرازيلي اليميني السابق جايير بولسونارو، في وقت كانت فيه إزالة الغابات في أعلى مستوياتها، بحسب ما بيّنت دراسة علميّة أعدّها فريق من وكالة الفضاء البرازيلية ونُشرت في مجلة "نيتشر" في عام 2023. وقد بيّن الفريق أنّ الأمازون، أكبر غابة مطيرة في العالم، تُعَدّ أساسية للحدّ من الاحترار المناخي، لكنّها بدأت تطلق كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر من تلك التي تمتصّها، لتقترب من "نقطة اللاعودة" التي سوف تسبّب تحوّلها إلى سهول سافانا خالية من الأشجار. (فرانس برس، العربي الجديد)

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية