إسرائيل تستعد لمعضلة دخول الإعلام الأجنبي إلى غزة
عربي
منذ 3 أيام
مشاركة
منعت دولة الاحتلال الإسرائيلي على مدار عامين من حرب الإبادة على غزة دخول وسائل الإعلام الأجنبية إلى القطاع في محاولة للتعتيم على فظاعة جرائمها، ومن أجل التحكم في الرواية في ظل المعركة على الوعي، لكنها باتت تدرك أنها قد لا تتمكن من الاستمرار في إخفاء الجرائم ومنع الصحافيين من دخول القطاع، وتجد نفسها في معضلة، تستوجب منها اتخاذ خطوات للتعامل معها. وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن وزارتي الخارجية والقضاء، وممثلين عن جهات مختلفة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، عقدت أمس الأربعاء اجتماعاً لمناقشة سياسة إسرائيل بشأن دخول الصحافيين إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. ويأتي ذلك في ظل تزايد مطالب وسائل الإعلام الأجنبية بهذا الخصوص، ومع إدراك إسرائيل أنها ستواجه صعوبة في الاستمرار في منع تغطية الوضع في القطاع من قبل صحافيين أجانب. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع أن وزارة الخارجية تؤيّد السماح بدخول الصحافيين، ويبدو أن إسرائيل تنوي بالفعل السماح بذلك. ويرى المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن دخول القوات الدولية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى فتح معبر رفح، سيجعل من الصعب على إسرائيل منع دخول الصحافيين الأجانب إلى القطاع، وستتيح لمصادر بنقل مواد إعلامية من غزة. كما تدرك الجهات الرسمية الإسرائيلية أن التغطية الإعلامية المرتقبة من قطاع غزة لن تُحسّن من مكانة إسرائيل الدولية، وقد تؤدي إلى تصاعد المواقف المعادية للإسرائيليين حول العالم. وبناءً على ذلك، أوصت الجهات المعنية التي شاركت في النقاش بالاستعداد للمرحلة التي سيدخل فيها ممثلو الإعلام الأجنبي إلى القطاع. ومن بين التوصيات التي طُرحت في الجلسة، عرض مواد تُعزّز موقف إسرائيل في ما يتعلق بحجم الدمار وعدد القتلى في القطاع. على سبيل المثال، ترى المنظومة الأمنية أنه إذا اطّلع الصحافيون الأجانب الذين سيدخلون غزة على حجم شبكة الأنفاق التي استخدمتها حماس، فقد يتمكّنون من تفهّم أسباب التدمير الكامل لأحياء مثل جباليا وتل السلطان. وتنتظر وزارة الخارجية موقف نتنياهو من هذا الموضوع من أجل اتخاذ قرار نهائي. يذكر أنه في حالات كثيرة، سمحت إسرائيل لصحافيين ومؤثرين أجانب، متماهين مع السردية الإسرائيلية، بالدخول إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكانوا دائماً برفقة ممثلين من وحدة المتحدث باسم الجيش وبتوجيه منها. وبرز ذلك، على سبيل المثال، في إدخالها صحافيين ومؤثرين، لصياغة رواية تنفي منع الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية وتجويع الغزيين. كما استثمرت إسرائيل ولا تزال موارد هائلة، منها في المجال الرقمي، في محاولة لفرض سرديتها. ونشر المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (حملة)، أمس الأربعاء، ورقة بعنوان "حرب بلا رصاص: كيف يُعيد التضليل المعلوماتي تشكيل واقع الشباب الفلسطينيّ في ظل الإبادة"، رصدت تحوّل التضليل المعلوماتيّ إلى إحدى أبرز أدوات الحرب الإسرائيلية على غزّة، ليس فقط لتبرير الإبادة، بل لإعادة تشكيل الوعي الجمعيّ الفلسطينيّ والعالميّ، خصوصاً لدى فئة الشباب.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية