
عربي
أكدت حركة حماس في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار أن "جذوة الطوفان لن تخبو ودماء القادة الشهداء تعزز طريق المقاومة للأجيال، وعهد الثبات على نهجهم والوفاء لتضحياتهم ومسيرتهم حتى تحرير الأرض والمقدسات"، وكان السنوار استشهد في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024. وأضافت حماس، اليوم الخميس، في بيان: "يمر عام كامل على تلك الملحمة البطولية التي شاهدها العالم، كان بطلها قائد معركة طوفان الأقصى، القائد الشهيد يحيى السنوار".
وقالت حماس إنه مع مضي عام على استشهاد السنوار "أنجز شعبنا بصبره وصموده ورباطه، ومقاومتنا بقوتها وبسالتها، إنجازاً وطنياً واتفاقاً أفشل كل مخططات الاحتلال في عدوانه ضد أرضنا وشعبنا؛ يقضي بوقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع والتهجير والتطهير العرقي، ويحقّق صفقة تبادل للأسرى عنوانها طوفان الأحرار، يتنسم خلالها 1968 أسيراً فلسطينياً الحرية وتكسر فيها غطرسة السجان الصهيوني". وأكدت الحركة أن "استشهاد الأخ القائد يحيى السنوار، ومن قبله كل قادة ورموز الحركة الذين سبقوه على درب ذات الشوكة ومسيرة النضال من أجل التحرير والعودة، لن يزيد الحركة وشعبنا ومقاومتنا إلا قوة وصلابة وإصراراً على التمسك بمنهجهم، والمضي على دربهم، والوفاء لدمائهم وتضحياتهم".
وأكدت الحركة استمرار المقاومة حتى إقامة دولة فلسطين، وقالت إن "جذوة طوفان الأقصى ستبقى متقدةً تنبض بروح التمسك بالحقوق والثوابت والوحدة الوطنية، ولن يخبو لهيبها في نفوسِ أبناء شعبنا العظيم مهما بلغت التضحيات، ومهما علت قوة الاحتلال وإجرامه. وإننا على عهد القادة الشهداء، فلن تسقط الراية، وستبقى خفاقة عالية، يتوارث حملها والدفاع عنها كل أبناء شعبنا، حتى التحرير الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس"، مضيفة "في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادك يا أبا إبراهيم، نم قرير العين، فقد أديت الأمانة، وجاهدت حقاً في سبيل تنكيس راية العدو، وتكسير شوكته، وإذلال قادته، وزلزلة أركان كيانه المزعوم. وإنْ غاب جثمانك الطاهر عن أرض غزة، فإن روحك التي تحلق في السماء تملأ أرجاء الكون بأن دماء الشهداء تكتب مجداً تليداً لفلسطين والأمة، وقد فشل العدو في تحقيق أهدافه العدوانية على أرض غزة العزة، وأرغم صاغراً على وقف إطلاق النار، ولم يحصل على أسراه إلا وفق إرادة المقاومة وشروطها".
ويعتبر السنوار مهندس عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة في 7 أكتوبر 2023، وهو من مواليد عام 1962 في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وأطلق سراحه في صفقة الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011 بعد 23 عاماً أمضاها في سجون الاحتلال. وخلال سنوات وجوده في السجن (من 1988 وحتى 2011)، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية عدة مرات، وكان مفاوضاً عنيداً للحصول على متطلبات الأسرى واحتياجاتهم بعد الإضرابات الشهيرة. وتلفت تجربته في السجن كثيراً متتبعي سيرته، حيث كان وحدوياً أيضاً وتجمعه صور كثيرة مع قيادات في الحركة الأسيرة، بينهم القيادي البارز في فتح مروان البرغوثي، إلى جانب ذلك كان "مهووساً بالبعد الأمني وضرورة عدم حصول اختراق إسرائيلي لنقاشات الأسرى الداخلية".
وانتخب السنوار مرتين في فبراير/شباط 2017 ومايو/أيار 2021 لرئاسة حركة حماس في قطاع غزة، قبل أن ينتخب رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً للراحل إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في طهران نهاية يوليو/تموز 2024. وكان يعرف عن الرجل صلابته وعناده وبساطته على الصعيد الشخصي، وأنه يميل في شخصيته وتكوينه إلى الشخصية العسكرية وليس السياسية.
