
عربي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سينظر في السماح لإسرائيل باستئناف العمليات العسكرية في غزة إذا رفضت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" الالتزام بشروط اتفاق وقف إطلاق النار، وذلك حسب تصريحات خاصة نقلتها عنه شبكة "سي أن أن"، مضيفًا أن "القوات الإسرائيلية يمكن أن تعود إلى الشوارع بمجرد أن أنطق الكلمة". وذكر ترامب في مكالمة هاتفية مع الشبكة أن "ما يحدث مع حماس سيتم تصحيحه بسرعة".
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تتهم فيه إسرائيل حركة حماس بعدم الالتزام باتفاق تسليم المحتجزين (الأحياء وجثث الموتى) كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وقد قامت إسرائيل بتقليص عدد شحنات المساعدات الإنسانية التي كان من المقرر السماح بدخولها. ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مصدر مطلع أنه من المتوقع إعادة ما بين 4 و5 جثث أخرى هذا المساء، إلى جانب الجثث الأربع التي جرى تسليمها بالأمس.
وأشار ترامب إلى أهمية إنقاذ المحتجزين الأحياء، وقال: "كان تحرير هؤلاء الرهائن العشرين أمرًا مهمًّا للغاية"، مضيفًا أن حركة حماس "تتدخل حاليًّا وتقضي على العصابات العنيفة". وعندما سُئل عما إذا كانت حركة حماس قد أعدمت فلسطينيين أبرياء، قال: "أبحث في الأمر. سنكتشف ذلك. قد تكون عصابات".
وتنص خطة الرئيس ترامب، المكونة من 20 نقطة، على أنه بمجرد إعادة المحتجزين "يُمنح العفو لأعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي ونزع السلاح، مع توفير ممر آمن لأعضاء الحركة الذين يرغبون في مغادرة غزة إلى دولة أخرى". وفي حال رفض حماس نزع سلاحها، قال ترامب: "أفكر في الأمر"، مضيفًا: "إسرائيل ستعود إلى الشوارع فور أن أنطق الكلمة. لو استطاعت إسرائيل الدخول والقضاء عليهم لفعلت"، مشيرًا إلى أنه اضطر إلى "كبح جماحهم"، وأنه "دخل في خلاف حاد" مع بنيامين نتنياهو.
وأبدى ترامب تفاؤله بشأن خطة السلام في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل الدعم من قبل دول المنطقة، وقال عن وقف إطلاق النار: "هناك 59 دولة جزء من هذا. لم نرَ شيئًا كهذا من قبل. كل شيء جيد الآن. يريدون أن يكونوا جزءًا من اتفاقات التطبيع. الآن إيران لم تعد مشكلة". كما ذكر ترامب أنه يواصل العمل على إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية.
من جانبه، قال قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، إنه يطالب حركة "حماس" بـ"التوقف الفوري" عما وصفه بـ"العنف وإطلاق النار على المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة حماس أو تلك التي تؤمّنها قوات الجيش الإسرائيلي خلف الخط الأصفر"، على حد قوله.
وأضاف كوبر، في بيان له، أن هناك "فرصة تاريخية من أجل السلام"، وأن على حماس "اغتنامها من أجل الانسحاب الكامل"، مشددًا على ضرورة "الالتزام بخطة السلام ذات العشرين نقطة التي طرحها الرئيس دونالد ترامب، ونزع سلاحها دون تأخير". وأوضح: "لقد نقلنا مخاوفنا إلى الوسطاء الذين وافقوا على العمل معنا لتنفيذ السلام وحماية المدنيين في غزة، ونبقى متفائلين للغاية بمستقبل السلام في المنطقة".
ويتناقض تصريح قائد القيادة المركزية الأميركية مع تصريح سابق لترامب، كان قد ذكر فيه أنه منح الحركة تفويضًا مؤقتًا لإدارة الأمن الداخلي والقضاء على ما وصفه بـ"العصابات المسلحة" والسيطرة على المشكلات في القطاع، وهو ما أعاد تأكيده بالأمس عندما سُئل من قبل الصحافيين في البيت الأبيض عن رأيه في ما إذا كانت حماس تعيد تسليح نفسها كقوة شرطة، فقال: "إنهم يريدون وقف المشكلات وقد منحناهم موافقة مؤقتة. لقد قضوا على عصابتين سيئتين للغاية وقتلوا عددًا من أفرادهما، وهذا لا يزعجني كثيرًا. إنهما عصابتان سيئتان للغاية".
