
عربي
جاء تأهل منتخب قطر إلى مونديال 2026 ليؤكد أن دوري النجوم لم يعد مجرد بطولة محلية، بل أصبح مشروعاً متكاملاً لتطوير كرة القدم في البلاد، ورفع مستوى اللاعب القطري. فمن خلال سياسة الاستقطاب الذكية، التي انتهجتها الأندية، تحوّل دوري نجوم قطر إلى بيئة احترافية، تجمع بين الخبرة العالمية والطموح المحلي.
وبرز في نادي السد الحضور النوعي للجزائري يوسف عطال، والمغربي رومان سايس، والبرازيلي روبيرتو فيرمينو، الذين شكّلوا مصدر إلهام للاعبين القطريين من حيث الانضباط والاحترافية. أما الدحيل، فقد رسّخ مكانته كواجهة أوروبية الطابع بضم أسماء لامعة، مثل الإيطالي ماركو فيراتي، والإسباني لويس ألبيرتو، والبولندي كريستوف بياتيك، رفقة الجزائري عادل بولبينة، ما ساهم في رفع النسق الفنّي للمنافسة.
وفي الغرافة، أضاف الجزائري ياسين إبراهيمي والإسباني خوسيلو نكهة فنية مميزة، بينما واصل العربي نهجه بتوليفة عربية متنوعة، ضمّت الفلسطيني علاء الدين حسن، والأردني يزن النعيمات، والكيني مايكل أولونغا. وانعكس هذا التنوع والثراء الفني بشكل مباشر وواضح على أداء "العنابي"، الذي استفاد من التجربة الاحترافية الغنية للاعبيه في دوري نجوم قطر.
ووجد اللاعب القطري نفسه محاطاً بنجوم من مدارس كروية متعددة، ما منحه فرصة الاحتكاك اليومي بثقافات تكتيكية مختلفة، ورفع من مستوى وعيه الكروي داخل وخارج الملعب، وأصبح أكثر هدوءاً تحت الضغط، وأكثر نضجاً في اتخاذ القرار، بفضل بيئة تنافسية تضعه إلى جانب أسماء شاركت في كبرى البطولات الأوروبية والعالمية.
ولم يكن التأهل إلى المونديال صدفة، بل نتيجة تراكم عمل متواصل بين الأندية والاتحاد. فاليوم، بات دوري نجوم قطر عنواناً للخبرة والاحتراف، ومنصة تصنع نجوماً محليين بثقة عالمية، قادرين على تمثيل "الأدعم" في أكبر المحافل الكروية، بروح تنافسية تليق بمشروع كروي وطني ناضج.
