الرياضة الفلسطينية تتنفس.. نادٍ صامد ودورة مدرّبين رسميّة
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
استعادت الرياضة الفلسطينية جزءاً من نشاطاتها أخيراً، بالتزامن مع دخول اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزّة حيّز التنفيذ. وتصدّر نادي خدمات النصيرات المشهد بإقامته يوماً رياضياً شاملاً، كرّم فيه نجوم كرة القدم الفلسطينية المتوّجين ببرونزية الدورة العربية عام 1999، بعدما فقدوا زميلهم معين المغربي في أثناء حرب الإبادة.  وتمكّن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من عقد أول دورة تدريبية تحت إشراف الاتحاد الدولي فيفا، والاتحاد القاريّ لكرة القدم، في المستوى الثالث (C)، منذ السابع من شهر أكتوبر/ تشرين أول 2023، بعد سنوات من انتظامه في مسيرة تطوير مدرّبي كرة القدم في فلسطين، إذ وصل عددهم إلى أكثر من 1000 مدرب. من جانبه، لم يتوقّف نادي خدمات النصيرات عن ممارسة نشاطاته الرياضية، والمجتمعية خلال حرب الإبادة التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، فنظّم عدداً كبيراً من البطولات الكروية في صالته الرياضية المغلقة، وساهم بتقديم المساعدات للنازحين، والأسر المحتاجة، بالإضافة إلى تأسيسه أكاديمية كروية متخصّصة في شهر يونيو/حزيران الماضي ضمّت 280 لاعباً.  وأكد نائب رئيس نادي خدمات النصيرات، حسام أبو دلال، في حوار خصّ به "العربي الجديد"، على أن ناديه تولّى مسؤولية أكبر من المتوقّع خلال الحرب، مضيفاً: "دمرت حرب الإبادة ملاعبَ، وصالات رياضية، ومقرّات أندية، وقتلت المئات من اللاعبين، بالإضافة إلى تدميرها مقدّرات المؤسسات الرسمية كاتحاد كرة القدم، واللجنة الأولمبية الفلسطينية، فكان علينا أن نتولّى مسؤولية ما، فاستخدمنا الرياضة وسيلة للتخفيف عن الأطفال، والعائلات، وكعنصر جاذب أو مسؤول أيضاً عن تقديم المساعدات والطرود الغذائية للنازحين أو الأسر المحتاجة. ببساطة، خدمات النصيرات لعب دور الأكسجين خلال الحرب، وتنفّس من خلاله الكثيرون".  وفي ما يتعلّق بفعاليته الأخيرة التي نظّمها، أمس، احتفاءً بالأيام الأولى لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أكد أبو دلال: "أقمنا أمس يوماً رياضياً شاملاً، نظّمنا خلاله بطولة للأطفال من الذكور، والإناث، واستعدنا فيه يوماً من أيام الرياضة والفلسطينية واختتمناها بإقامة مباراة وديّة ضمّت نجوم منتخب فلسطين في الدورة العربية عام 1999، الذين فقدوا زميلهم معين المغربي أثناء الحرب، ونزحوا خلال الحرب، واستحقّوا كل تكريم في كل وقت. شارك في المباراة النجم محمد السويركي، والنجم جمال الحولي، والنجم هيثم حجّاج، إلى جانب عدد آخر من النجوم البارزين الذي مثّلوا الفريق أو منافسه قدامى خدمات النصيرات، وكان الأمر أشبه باستعادة للذكريات، وتثبيتاً للذاكرة الصوريّة التي حاول الاحتلال أن يمسحها من خلال استهدافه الممنهج للرياضة الفلسطينية".  واختتم أبو دلال حديثه مع "العربي الجديد" بتأكيد رغبة نادي خدمات النصيرات في أن يكون رائداً في حملة عودة الرياضة الفلسطينية، مضيفاً: "خلال الحرب لم نتوقّف، فكيف نفعل ذلك بعد نهايتها؟ سنقيم البطولات الكروية بشكل مستمرّ خلال الأيام القادمة، ونأمل أن نستفيد من أي مشروع يستهدف إعادة ترميم المنشآت أو الملاعب في فلسطين، ونأمل كذلك أن يصدق قول رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الذي عبّر عن رغبته في إعادة إعمار المنشآت الرياضية الفلسطينية".  ويُصنّف نادي خدمات النصيرات ضمن أندية دوري الدرجة الأولى في قطاع غزّة، ويُعد أحد أكثر أنديتها شعبية، إذ لعب لسنوات كثيرة في دوري الدرجة الممتازة، ويحمل لقب الغواصات الصفراء، ويتخذ من ملعب الشهيد محمد الدرّة، الذي تحوّل إلى مركز إيواء للاجئين، أرضاً له، وودّع مؤخراً لاعبَي فريق كرة القدم السابقيْن لديه، وائل أبو دحروج، ومحمد السطري، شهيدين.  وعلى الرغم من استشهاد أكثر من 949 رياضياً فلسطينياً في أثناء حرب الإبادة، وتدمير الاحتلال أكثر من 289 منشأة رياضية، استعادت عدد من أكاديميات كرة القدم، والألعاب الرياضية الفلسطينية المختلفة نشاطَها في الأشهر الأخيرة للحرب، وكثّفت ذلك في الأيام الأولى لقرار وقف إطلاق النار، فاختتم الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة بطولته التنشيطية التي شملت أندية الضفة الغربيّة وحملت اسم "دورة غزّة الصامدة"، بتتويج نادي أرثذوكسي بيت ساحور باللقب على حساب أرثذوكسي بيت جالا، وأطلق بطولة فلسطين للشباب (تحت 16 عاماً) لفرق الرجال، والسيدات مطلع الشهر الجاري، فيما نظّم الاتحاد الفلسطيني لكرة الطائرة عدداً من البطولات التنشيطية، ويستعدّ لتنظيم بطولة "أخت الرجال" التي تخصّ سيدات كرة الطائرة في فلسطين. من جانبه، أعلن الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام واللياقة البدنية إقامة بطولة فلسطين نهاية الشهر الجاري. وعلى الطرف الآخر، لم يصدر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قراراً أخيراً حول عودة نشاط الدوريات المحلية لديه، بعد إشارته إلى احتمالية عودة البطولات الكروية، بداية من الدوري التصنيفي (الدرجة الرابعة) في يوليو/تموز الماضي، بوصفها تجربة أولى للحكم على إمكانية عودة الدوريات في المستويات العليا.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية