
عربي
يواصل النجم المغربي الشاب، ياسين جسيم (19 عاماً)، خطف الأضواء في بطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً، المقامة في تشيلي، بعد عروض مبهرة، قادت منتخب بلاده إلى نصف النهائي، إذ سيواجه منتخب فرنسا، اليوم الأربعاء، في مباراة تحمل طابعاً خاصاً بالنسبة للاعب وُلد في مدينة سالون دو بروفانس الفرنسية، وترعرع في مدارسها الكروية، قبل أن يختار الدفاع عن ألوان "أسود الأطلس". وخطف جسيم الأنظار خلال مونديال الشباب بأدائه اللافت، بعد تقديمه ثلاث تمريرات حاسمة وإحرازه هدفين، وهو جعله أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في البطولة، كما رفع أسهمه داخل ناديه الفرنسي دنكيرك.
وأفادت مجلة ليكيب الفرنسية، أمس الثلاثاء، بأنّ عدداً من الأندية الكبرى في أوروبا وضعت اللاعب الشاب على رادارها، بينها أندية تشارك في المسابقات القارية هذا الموسم، إضافة إلى نادي ستراسبورغ الفرنسي، الذي أرسل كشافين لمتابعته بطلب من مجموعة "بلو كو" المالكة للنادي. كما أبدت أندية من النصف الأول في جدول ترتيب الدوري الفرنسي اهتماماً جدياً بخدمات الجناح المغربي.
وتألّق جسيم هذا الموسم في "الليغ 2"، رغم تراجع أداء فريقه الجماعي، إذ ساهم في تسعة أهداف، بين صناعة وتسجيل منذ انطلاق الموسم، كما خطف الأنظار قبل أشهر في نصف نهائي كأس فرنسا أمام باريس سان جيرمان، حين أرهق مواطنه أشرف حكيمي بمهاراته وسرعته على الجناح الأيمن. ورغم العروض، التي انهالت عليه الصيف الماضي من أندية فرنسية وأوروبية، فضّل البقاء في الشمال الفرنسي لصقل تجربته أكثر قبل الانتقال إلى مرحلة أعلى. إلا أنّ تألقه في مونديال الشباب أعاد إشعال سباق التعاقد معه، مع ارتفاع قيمته السوقية إلى نحو أربعة ملايين يورو، بحسب موقع ترانسفير ماركت.
وتُعرف بطولاتُ الشباب، سواء العالمية أو القارية، بكونها منصات خصبة لاكتشاف المواهب الصاعدة، إذ تشهد حضور عدد كبير من الكشافين الباحثين عن اصطياد الطاقات الواعدة وخطفها مبكراً قبل انفجارها ودخولها دائرة أندية الصف الأول. وتعتمد العديد من الأندية الأوروبية على هذا الأسلوب بوصفه جزءاً من استراتيجيتها في البناء الرياضي، من خلال استقطاب المواهب الشابة وتطويرها فنياً، ثم بيعها لاحقاً بمبالغ ضخمة. ويُعدّ نادي ستراسبورغ الفرنسي مثالاً بارزاً على هذا النموذج، باعتباره من أكثر الأندية، التي تُغذّي نادي تشلسي الإنكليزي بالمواهب.
وسيشكّل انتقال الجوهرة المغربية إلى ستراسبورغ خطوة ذكية في مساره الاحترافي، تمهيداً للتدرج لاحقاً نحو الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ يمنحه هذا الخيار فرصة النمو التدريجي في بيئة تنافسية، من دون ضغط النجومية الفورية، عوضاً عن الانتقال المباشر إلى نادٍ كبير، حيث قد يجد نفسه محاطاً بعدد هائل من النجوم، ما يحدّ من فرصه في الظهور والتطور.
