
عربي
أعلن الجيش في مدغشقر الاستيلاء على السلطة بعد أسابيع من الاحتجاجات ضد الرئيس الهارب أندري راجولينا. وقال الكولونيل مايكل راندريانييرينا، قائد وحدة القوات الخاصة (كابسـات)، أمس الثلاثاء، أمام القصر الرئاسي في العاصمة أنتاناناريفو إنّ الدستور تم تعليقه، وتم تشكيل مجلس رئاسي يضم أعضاء من الجيش والدرك الوطني. وأضاف، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "لقد استولينا على السلطة". وكان البرلمان قد بدأ في وقت سابق إجراءات عزل ضد راجولينا.
وأفاد شهود عيان بأنّ شوارع العاصمة شهدت هتافات وإطلاق صفارات وأبواق سيارات احتفالاً بالحدث، بينما قاد الجنود مركباتهم العسكرية نحو القصر الرئاسي، وخرج العديد من المواطنين، خصوصا الشباب، حاملين الأعلام، والتقط بعضهم الصور الذاتية. ورغم أن القوات كانت مسلحة، ظهر الكولونيل راندريانييرينا بزيه العسكري مرتدياً سترة واقية من الرصاص، لكنه لم يحمل سلاحاً أثناء قراءة بيان الاستيلاء على السلطة.
Madagascar's military said it has seized power and dissolved all institutions except the National Assembly after President Andry Rajoelina fled amid youth-led protests https://t.co/rtCdgFIxjt pic.twitter.com/cp92HhjcRw
— Reuters (@Reuters) October 14, 2025
ونقلت المحكمة الدستورية، مساء أمس الثلاثاء، منصب الرئيس إلى راندريانييرينا، مشيرة إلى "شغور المنصب"، وفقاً لتقارير إعلامية محلية، مع مطالبتها في الوقت نفسه بتنظيم انتخابات جديدة. لكن مكتب الرئيس أصدر بياناً مساء الثلاثاء أكد فيه أن راجولينا لا يزال في منصبه.
الجنود ينضمون إلى المتظاهرين في مدغشقر
وكانت الوحدة العسكرية قد أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي أنها تولت السيطرة على القوات البرية والجوية والبحرية للبلاد. وانضم عدد كبير من الجنود إلى المتظاهرين، وغالبيتهم من الشباب، الذين يطالبون منذ أسابيع بتحسين ظروف المعيشة. واعتبر مكتب الرئيس الخطوة "محاولة انقلاب". وأوضح القادة العسكريون أن الحكومة المدنية ستبقى بتشكيلها الحالي، وأنه سيتم إنشاء "محكمة عليا للإصلاحات"، يعقبها استفتاء خلال عامين. وقال الرئيس المؤقت: "سنعين رئيس وزراء يشكل حكومة مدنية على وجه السرعة".
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلق المنظمة الدولية إزاء أي تغيير غير دستوري في السلطة، مشيراً إلى أن غوتيريس دعا جميع الأطراف في مدغشقر إلى العمل معاً لإيجاد حل سلمي. ولا يزال مكان وجود راجولينا غير معروف بعدما انضمت وحدة عسكرية نخبوية إلى احتجاجات مناهضة للحكومة ودعت إلى تنحيه في محاولة انقلاب. وقال الرئيس (51 عاماً)، في خطاب بثه على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الاثنين، إنه غادر البلاد إلى "مكان آمن" خوفاً على حياته. ولم يذكر أين هو.
Madagascar's President Andry Rajoelina has been flown out of the country in a French military plane, after an elite army unit defected to join thousands of protesters demonstrating against corruption and poverty https://t.co/pt4nyuBlp7 pic.twitter.com/lv2KPVzYc1
— Reuters (@Reuters) October 13, 2025
وتعرّضت مدغشقر لهزات بسبب أسابيع من المظاهرات التي قادها محتجو "جيل زد". واندلعت الاحتجاجات التي يقودها الشباب لأول مرة الشهر الماضي بسبب انقطاع الكهرباء والمياه، ولكنها تصاعدت لتشمل حالة من عدم الرضا الأوسع عن الحكومة وقيادة راجولينا. وأثار المحتجون مجموعة من القضايا، بما في ذلك الفقر وتكاليف المعيشة، والوصول إلى التعليم العالي، والفساد المزعوم من قبل المسؤولين الحكوميين وعائلاتهم وشركائهم.
يشار إلى أن مدغشقر، وهي مستعمرة فرنسية سابقة لها تاريخ من الانقلابات المدعومة من الجيش منذ الاستقلال في عام 1960، تمر بأسوأ أزمة سياسية منذ عام 2009، عندما وصل راجولينا نفسه إلى السلطة لأول مرة زعيماً لحكومة انتقالية في أعقاب انقلاب. وفي تلك الانتفاضة، قاد راجولينا احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة أدت إلى فقدان الرئيس آنذاك مارك رافالومانانا السلطة وذهابه إلى المنفى.
(أسوشييتد برس)
