نجاح تجربة "ستارشيب" يعيد الأمل في مشروع "ناسا" القمري
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
في مشهدٍ مذهلٍ أضاء سماء ولاية تكساس الأميركية خلال ساعة الغروب يوم الاثنين، حلّق الصاروخ الضخم "ستارشيب" (Starship) التابع لشركة سبايس إكس بنجاح، قبل أن يهبط في المحيط، في خطوةٍ تهدف إلى إسكات المشكّكين بقدرة شركة إيلون ماسك على تنفيذ مشاريع وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" القمرية في الوقت المحدّد. وفي رحلته التجريبية الحادية عشرة، انطلق الصاروخ العملاق من منشآت الإطلاق التابعة لـ"سبايس إكس" في جنوب تكساس عند الساعة 6:25 مساءً بالتوقيت المحلي (23:25 بتوقيت غرينيتش)، وفقاً للبثّ المباشر الذي أظهر تصفيقاً حارّاً من فرق المهندسين. المرحلة الأولى من الصاروخ، المعروفة باسم "سوبر هيفي" (Super Heavy)، هبطت في مياه خليج المكسيك كما كان مخطّطاً، فيما واصلت المرحلة العليا، المعروفة باسم "ستارشيب"، التحليق في الفضاء وإجراء الاختبارات المقرّرة، متّبعةً مساراً مشابهاً للرحلة الناجحة السابقة في أغسطس/ آب الماضي. وقد احترق الصاروخ عند دخوله الغلاف الجوي فوق المحيط الهندي بعد نحو ساعةٍ من الإقلاع، بعدما أطلق أقماراً صناعية وهمية كما فعل في مهمّته السابقة، من دون أن تكون هناك أيّ خطّة لاستعادته. Starship's eleventh flight test reached every objective, providing valuable data as we prepare the next generation of Starship and Super Heavy → https://t.co/YmvmGZTV8o pic.twitter.com/gO0i8XFWIH — SpaceX (@SpaceX) October 14, 2025 وتعتزم وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، استخدام "ستارشيب" العملاق، وهو أكبر وأقوى صاروخ في العالم، ضمن مساعيها لإعادة روّاد الفضاء إلى سطح القمر، كما يُعتبر هذا الصاروخ محورياً في رؤية ماسك الطموحة لإيصال البشر إلى كوكب المريخ. وأوضح الملياردير ومؤسّس "سبايس إكس" في البثّ المباشر قبل الإطلاق أنّه يفضّل هذه المرّة متابعة الإقلاع من الخارج لا من داخل غرفة التحكّم، مبيّناً أنّ التجربة تكون حينها "أكثر حيوية وإثارة". ومن المتوقّع أن تكون رحلة الاثنين آخر اختبارٍ للنموذج الحالي من "ستارشيب"، إذ أعلنت الشركة أنّ الرحلة المقبلة ستشهد الظهور الأوّل للنسخة الجديدة "الإصدار 3" (Version 3). يمكن للشركة الأميركية أن تعتبر الرحلتين الأخيرتين نجاحاً مهماً، بعد سلسلةٍ من الانفجارات المروّعة التي أثارت شكوكاً حول ما إذا كان "ستارشيب" سيتمكّن فعلاً من تحقيق الوعود الكبيرة المعلّقة عليه، لا سيّما في الإطار الزمني الذي تأمله الأوساط السياسية والعلمية. يأتي ذلك في وقتٍ تعمل فيه وكالة ناسا ضمن برنامج "أرتيميس" (Artemis) لإعادة البشر إلى القمر، بينما تمضي الصين في تنفيذ برنامجٍ منافسٍ يهدف إلى إرسال أوّل بعثةٍ مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 على أبعد تقدير. وشهدت الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطاً متزايدة على وكالة ناسا لتسريع وتيرة العمل، إذ يُعتبر "ستارشيب" عنصراً رئيسياً في تلك الجهود. وتملك شركة ماسك عقداً اتحادياً بمليارات الدولارات لتطوير نسخةٍ معدّلة من "ستارشيب" لاستخدامها مركبة للهبوط على سطح القمر. السباق الفضائي الثاني تُخطَّط مهمة "أرتيميس 3" (Artemis III) المأهولة لإطلاقها في منتصف عام 2027، غير أنّ لجنة السلامة التابعة لـ"ناسا" حذّرت من احتمال تأخّرها "عدة سنوات"، وفقاً لموقع سبايس بوليسي أونلاين. وفي شهادةٍ أمام لجنةٍ في مجلس الشيوخ، أكّد المدير السابق لـ"ناسا" جيم برايدنستاين أنّه "ما لم يتغيّر شيء جذري، فمن غير المرجّح أن تتمكّن الولايات المتحدة من التفوّق على الجدول الزمني الصيني". في المقابل، شدّد المدير المكلّف الحالي لـ"ناسا"، شون دافي، على أنّ الولايات المتحدة ستفوز في "السباق الفضائي الثاني"، موضحاً للصحافيين الشهر الماضي أنّ "أميركا قادت العالم في الفضاء في الماضي، وستواصل قيادته في المستقبل"، رافضاً الفكرة القائلة إنّ الصين قد تسبقها. كانت اختبارات سابقة لـ"ستارشيب" قد انتهت بانفجاراتٍ في المرحلة العليا، بينها مرتان فوق البحر الكاريبي ومرةٌ واحدة بعد بلوغ الفضاء، كما شهد شهر يونيو/ حزيران انفجار المرحلة العليا أثناء اختبارٍ أرضي. وحدّد ماسك تطوير درعٍ حراريٍّ مداريٍّ قابلٍ لإعادة الاستخدام كأصعب تحدٍّ تواجهه الشركة، مشيراً إلى أنّ ترميم درع المكوك الفضائي كان يتطلّب تسعة أشهرٍ بين الرحلات. أما التحدّي الآخر فيكمن في إثبات قدرة "ستارشيب" على إعادة التزوّد بالوقود في المدار باستخدام وقودٍ فائق البرودة، وهي خطوةٌ أساسية، لكنها غير مُجرَّبة بعد، لتنفيذ المهام العميقة في الفضاء. وقد أكّدت لجنة السلامة الجوية التابعة لـ"ناسا" وجود "مخاطر" مرتبطة بضمان نجاح عملية النقل الحيوية هذه، إذ أشار العضو بول هيل إلى أنّ الجدول الزمني الحالي "يواجه تحدّياتٍ كبيرة".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية