
عربي
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة التزام إسرائيل بوعودها تجاه وقف إطلاق النار في غزة، الموقع في شرم الشيخ أمس الاثنين، إذ إن سجلّها في هذا الشأن سيئ للغاية. وأكد أردوغان، في تصريحات على متن طائرة عودته من شرم الشيخ، والتي عُمّمت لوسائل الإعلام اليوم الثلاثاء، أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه جوهره اتفاق لوقف إطلاق النار، وينص على عبور 600 شاحنة مساعدات على الأقل يومياً.
وأعرب أردوغان عن أمله في أن "تشكل القمة نقطة تحوّل جديدة على طريق السلام في الشرق الأوسط، وضرورة تطبيق الاتفاق الذي جرى التوصل إليه حرفياً، وأن تحافظ أميركا على ضغوطها على الحكومة الإسرائيلية خلال هذه المرحلة". وشدد على أن "تبادل الأسرى والمفقودين أمر مهم، ومن الخطأ اعتبار الاتفاق وثيقة تحلّ القضية الفلسطينية"، معتبراً أن "الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وموحدة جغرافياً على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكداً أن تركيا ستواصل العمل بعزم لتحقيق هذا الهدف.
وتطرق الرئيس التركي إلى الأوضاع في غزة، والحاجة لإعادة إعمارها، بالقول "غزة تحولت إلى كتلة هائلة من الأنقاض، يعود سكان غزة، لكن لا منازل ولا مستشفيات ولا مدارس، ومن الضروري أن نقدّم المساعدات بكثافة إلى قطاع غزة، بالتزامن مع بدء العمل على خطة إعادة الإعمار التي وافقت عليها الدول العربية والإسلامية، وقد وضعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية العديد من المشاريع، ويتطلّب تنفيذها السريع دعماً مالياً كبيراً، وأعتقد أن هذا الدعم سوف يقدم".
وأوضح أن تركيا والولايات المتحدة ودولاً أخرى ملتزمة بالحفاظ على وقف إطلاق النار هذا، وإسرائيل تعلم أن الثمن سيكون باهظاً إذا عادت إلى الإبادة الجماعية، إذ بقي العديد من الاتفاقيات السابقة حبراً على ورق، وإضافة إلى موقف إسرائيل المتردد بهذا الصدد، كان هناك غياب للعزيمة الكافية، أما الآن هناك إرادة أقوى وأكثر اتحاداً". ورداً على سؤال حول قوة المراقبة والمشاركة التركية فيها، أجاب أردوغان "تجرى حالياً تقييمات بشأن هيكل فريق العمل، هناك عمل حاسم يجب القيام به في غزة وهو مسألة البناء وإعادة إحياء القطاع، وسيلتقي وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن بنظرائهم، وسأكون على اتصال بالقادة، والتركيز على كيفية إدارة هذه المرحلة، وسنواصل محادثاتنا مع الولايات المتحدة على جميع المستويات، وهذه الدبلوماسية التي أسسناها مع الرئيس ترامب بالغة الأهمية".
وشدد أردوغان على أن ما حصل كشف لإسرائيل بوضوح أن "العدوان لن يجدي نفعاً، ورأت أن إرادة المقاومة لدى "حماس" لم تنكسر، إذ قدّم أهل غزة ما يقارب 70 ألف شهيد، لكنهم لم يستسلموا للاحتلال أو الإبادة الجماعية أو البربرية، وهذا يعني أن مجرد إلقاء القنابل من السماء وشنّ الهجمات لا طائل منه".
أردوغان لـ"قسد": لدعم وحدة سورية
وفي ما يخص الملف السوري، قال أردوغان إن حكومته تواصل الاتصالات المكثفة مع سورية في جميع المجالات وعلى جميع المستويات، كما أن بلاده عازمة على تعزيز التنسيق والتعاون الوثيقين لحماية مكاسب سورية والمنطقة. وأردف "لا مجال لترك الرئيس السوري أحمد الشرع وزملائه وحيدين، ونحث "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) باستمرار على عدم اللجوء إلى مسارات خاطئة، وعلى دعم وحدة سورية وسلامتها الإقليمية، ونأمل في أن تتخذ موقفاً يضمن سلامة أراضي سورية ووحدتها، ويؤدي تماسكها إلى مستقبل مزدهر".
وشدد أردوغان على أن "اندماج قوات سوريا الديمقراطية السريع مع الدولة السورية سيسرّع جهود التنمية في سورية، ونشيد بالحكومة السورية لمضيها قدماً في تفاهم يشمل جميع المكونات العرقية والدينية في البلاد، وهذا يصبّ في مصلحة كل من سورية وتركيا". وأكمل "من يسعى إلى جر سورية للصراع لا يتمنى الخير لا للأكراد ولا الدروز ولا العلويين، أكرر من يلجأ إلى أنقرة ودمشق سينتصر، بينما من يبحث عن حماية أخرى سيخسر".
