
عربي
تتوقع قيادة "الاتحاد المسيحي" الألماني رفع القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل قريباً بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني الذي تعرض لحرب إسرائيلية واسعة النطاق على مدار أكثر من عامين خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودماراً شاملاً وأزمة إنسانية منذ بدئها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويأتي ذلك بعدما أعلن لارس كلينغبايل، نائب المستشار الألماني فريدريش ميرز، الأحد، أن حكومته سترفع القيود المفروضة على توريد الأسلحة إلى إسرائيل في تصريحات أدلى بها للهيئة العامة للبث الإذاعي الألمانية "إيه آر دي".
وينتمي الاتحاد المسيحي إلى التيار المحافظ، ويتكون من حزب المستشار ميرز، "المسيحي الديمقراطي"، وشقيقه الأصغر "الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري". وقال المدير البرلماني لكتلة الاتحاد المسيحي، شتيفن بيلغر، إنه إذا استمرّ مسار عملية السلام على النحو الحالي، فإن من المتوقع العودة إلى الممارسات المعتادة في تصدير الأسلحة، لكنه لفت إلى ضرورة مناقشة هذه الخطوة مع "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" الذي يشارك الاتحاد المسيحي في الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
وأبدى رئيس المجموعة البرلمانية التابعة للحزب المسيحي البافاري، ألكسندر هوفمان، موقفاً أوضح في هذه القضية، حيث قال: "يجب أن تُرفع قيود التسليم"، وطالب وزارة الخارجية أيضاً بتعديل إرشادات السفر إلى إسرائيل. وأردف: "يجب أن يحصل كل ذلك دون إبطاء". يذكر أن وزارة الخارجية الألمانية تنصح حالياً بعدم السفر إلى إسرائيل عموماً، بل وتُصدر تحذيرات سفر رسمية لبعض المناطق هناك.
وكان ميرز قد أمر في 8 أغسطس/آب الماضي بوقف إصدار تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل مؤقتاً، إذا كان يمكن استخدامها في الحرب على غزة، وذلك في رد فعل على تصاعد حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع المحاصر، ما اعتُبر تحولاً في سياسة ألمانيا تجاه إسرائيل. وحتى ذلك الوقت، كانت الحكومة الألمانية قد كثّفت تدريجياً انتقاداتها لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنها امتنعت عن فرض أي عقوبات. وبعد الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس على خطوات أولية في عملية سلام، صرّح ميرز بأنه سيتعين إعادة النظر في قرار الحظر الجزئي.
وألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، ولطالما كانت من أشد الداعمين لإسرائيل. ويقول منتقدو نهج ميرز، ومنهم شركاء الحزب الديمقراطي الاجتماعي في الائتلاف الحكومي، إن إرث المحرقة لا يمكن أن يكون ذريعة لتجاهل الجرائم الإسرائيلية، بل على العكس، يجب أن ينطبق على غزة الآن شعار "لن يتكرر ذلك أبداً" الذي ساد بعد المحرقة.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
