الشرع إلى موسكو الأربعاء: لقاء مع بوتين ومطالبة بتسليم الأسد
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
يبدأ الرئيس السوري أحمد الشرع، غداً الأربعاء، زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في أول زيارة له إلى روسيا منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي 2024. ونقلت وكالة رويترز عن مصدر رسمي سوري، قوله إن الشرع سيُطالب غداً خلال زيارته إلى موسكو، بتسليم بشار الأسد لمحاكمته بتهمة ارتكاب جرائم ضد السوريين، وسيجري محادثات حول استمرار وجود القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، والقاعدة الجوية الروسية في حميميم. وقال المصدر الحكومي إن الزيارة المقررة الأربعاء "يشارك بها الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية ومسؤولون عسكريون واقتصاديون". وأضاف المصدر أنه من المقرر أن يلتقي الشرع "بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، كما سيبحث الطرفان "ملفات اقتصادية تتعلق بالاستثمار، وأيضاً وضع القواعد الروسية في سورية، بالإضافة إلى موضوع إعادة تسليح الجيش الجديد". وأكّد مصدر في الخارجية السورية الزيارة ولقاء الشرع ببوتين، والمواضيع المقرر بحثها. وتأتي الزيارة بعد أيام من تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال فيها إن السلطات السورية الجديدة أبدت اهتمامها بالإبقاء على قاعدتين عسكريتين روسيتين على الأراضي السورية. وأوضح لافروف، في حديث لقناة "روسيا اليوم" يوم الاثنين الفائت، أن موسكو تجري حالياً مناقشات مع القيادة السورية حول الاحتفاظ بقاعدتين بحرية وجوية توفران لروسيا موطئ قدم استراتيجياً في المنطقة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الشائعات التي تحدثت عن تعرض الرئيس المخلوع بشار الأسد لمحاولة تسميم في موسكو "عارية عن الصحة". وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، قد أجريا في 31 يوليو/ تموز الماضي أول زيارة رسمية لهما إلى موسكو بعد سقوط نظام الأسد، حيث التقيا نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وأندريه بيلوسوف. وقال الشيباني في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف آنذاك، إن سورية تتطلع إلى "تعاون وتنسيق كامل مع روسيا لدعم مسار العدالة الانتقالية فيها، بما يضمن إعادة الاعتبار للضحايا"، مؤكداً أن العلاقات السورية - الروسية تمر بـ"منعطف حاسم وتاريخي"، وأن التعاون بين البلدين يقوم على أساس الاحترام المتبادل. وأضاف أن الحوار مع روسيا يمثل "خطوة استراتيجية تدعم مستقبل سورية". وشدد الشيباني كذلك على أن "الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تغذي العنف وتزعزع الاستقرار، ويجب وقفها"، موضحاً أن "تدخلات إسرائيل تعقّد المشهد السوري، وهناك جهات لا تريد لسورية أن تكون آمنة". وكان وفد عسكري سوري رفيع المستوى قد زار العاصمة موسكو في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، في إطار تعزيز التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين. وذكرت وزارة الدفاع الروسية حينها أن نائب وزير الدفاع الروسي، يونس بك يفكيروف، استقبل الوفد السوري برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، وبحث الجانبان سبل تطوير التعاون العسكري والأمني بين موسكو ودمشق. وتأتي زيارة الشرع إلى موسكو في ظل مرحلة سياسية دقيقة تمر بها سورية، بعد سقوط نظام الأسد، حيث تسعى القيادة الجديدة إلى إعادة رسم علاقاتها الإقليمية والدولية على أسس مختلفة عن المرحلة السابقة، مع الإبقاء على التوازن في علاقاتها مع الحلفاء التقليديين، وعلى رأسهم روسيا. ويرى مراقبون أن زيارة الشرع تمثل محاولة لترسيخ الشراكة مع موسكو، ضمن إطار جديد يركز على ملفات العدالة الانتقالية وإعادة الإعمار، في مقابل استمرار التعاون العسكري والأمني الذي كان أحد أبرز سمات العلاقات بين البلدين خلال العقد الماضي. كما تعكس الزيارة رغبة دمشق في طمأنة موسكو بشأن مصالحها الاستراتيجية في سورية، ولا سيما ما يتعلق بالوجود العسكري الروسي في طرطوس وحميميم، وسط تحولات إقليمية ودولية تعيد رسم موازين القوى في المنطقة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية