مهرجان كتارا للرواية العربية... مبادرات افتتاحية لعقد جديد
عربي
منذ 3 أيام
مشاركة
بدخوله العقد الثاني قدم مهرجان كتارا للرواية العربية وعوداً ومبادرات جديدة في الدورة الحادية عشرة التي انطلقت مساء أمس الاثنين في ساحة الحكمة بالحي الثقافي كتارا في الدوحة، وتتواصل حتّى الأحد المقبل أنشطة ثقافية يومية من الندوات وحفلات توقيع الكتب، ومعرض الكتاب في دورته الثالثة، ومعرض شخصية العام الشاعر والروائي والدبلوماسي السعودي غازي القصيبي (1940 – 2010)، ومعرض "رحلة في الرواية السعودية من التأسيس إلى العالمية"، يتوسطها الحدث المنتظر سنوياً حين يعلن بعد غد الخميس عن الفائزين بجوائز كتارا للرواية في دورة 2025. خططت مؤسسة كتارا لأن تكون دورة عام 2025 مختلفة، وفاتحة مشاريع ومبادرات جديدة لعشر سنوات مقبلة، هذا ما يصرح به لـ"العربي الجديد" خالد السيد المشرف العام على الجائزة. ثمة أربع مبادرات ذكرها السيد وهي؛ الأولى إنشاء جائزة للرواية مخصّصة للشباب ولطلاب الجامعات، والثانية تحويل الروايات غير المنشورة الفائزة إلى أفلام ذكاء اصطناعي، الثالثة، كما يضيف، بادرة "الرواية تجمعنا" وعبرها يُختار روائي قطري مع مجموعة من الروائيين العرب في عمل مشترك، والرابعة وهي البودكاست على مدار العام، ويتضمن لقاءات مع الروائيين والنقاد وتغطيات للروايات الفائزة، وسوى ذلك من شؤون الرواية. وقال مدير الجائزة إنّ عدد من دخلوا المسابقات منذ 2014 حتى 2024 كان 17110، وعدد الفائزين 183، وعدد الإصدارات من الكتب باللغتَين العربية والإنكليزية والفرنسية 253 كتاباً. أما دورة هذا العام التي سجلت 1900 مشارك، فَنتج عنها، بحسبه، فوز 14 في فئات الجائزة الستّ، توزعوا على مساحة أوسع من العالم العربي، بما يجعلها الدورة الأكثر تنوعاً. شخصية العام انتقلت هذه المرة إلى الساحة الممتدة بين النافورة ومركز الفعاليات، إذ تأخذ السعودية حصتها من الفعاليات بوصفها ضيف الشرف. تستهل المشهد من الخارج، الصور الفوتوغرافية للقصيبي، المصممة على شكل مجسم ثلاثي الأوجه، تغطي سنوات عمره من الطفولة حتى شيخوخته، مع أصدقائه ورفاق العمل، ومع كتبه وقد ظهرت منها مقتبسات تمثل بعضاً من سبعين كتاباً في مجالات الأدب، والشعر، والفكر، والتنمية. يبدو معرض الكتاب فور معاينته أضخم بكثير من الدورتين السابقتين، مع وجود 103 من الناشرين وأصحاب المكتبات. وفي صدر المعرض أقيم حفل توقيع لبعض الكتب التي فازت في الدورة العاشرة 2024. تأخذ السعودية حصّتها من الفعاليات بوصفها ضيف الشرف وقع ضياء جبيلي رواية "ثورة الزنج"، وعلاء الجابر رواية "أرض البرتقال والزيتون"، وشيماء جمال الدين رواية "بيت ريما"، وقويدر ميموني رواية "إل كامينو دي لا مويرتي"، ومحمد تركي الدعفيس "مدينة يسكنها الجنون، وكلثم جبر الكواري رواية "فريج بن درهم" بترجمتها الإنكليزية.  وفي النقد وقّع بوشعيب الساوري كتابه "تخيل الهوية في الرواية العربية"، وبلقاسم عيساني "الفكر الروائي". الرواية السعودية أولى ندوات الدورة الحالية كانت لضيف الشرف بعنوان "الرواية السعودية... النشأة والتطور" تناولت مسيرة الرواية السعودية، مع التطرق لأبرز الروايات البارزة في كل محطة من محطاتها. شارك في الندوة كل من الناقد معجب العدواني، والكاتب محمد المزيني، وأستاذة الدراسات النقدية جميلة العبيدي، وقدم لها وأدار الحوار الشاعر والفنان الأردني محمد العامري. تناول معجب العدواني المسارات المهيمنة على الكتابة الروائية السعودية، ابتداءً من بواكيرها، ومنها الشعر وأثره، والاستناد إلى التاريخ وملامح سرده، وتفاعل السيرة الذاتية وتناميها. اقترحت ورقته ثلاثة مسارات للرواية السعودية؛ أولها المسار الشعري وهو الذي استمر منذ عام 1930، حتى فترة حديثة من التاريخ المعاصر في البلاد، والثاني المسار التاريخي وهو يواصل النمو، والثالث السيرة الذاتية وهذا له دور كبير في متن السرد الروائي. وحول ما يمكن تسميته بالسرد المُشعْرَن أشار إلى أن بواكير الرواية ثلاثينيات القرن الماضي كانت لثلاثة شعراء أحبوا أن يمارسوا كتابة نص روائي، وأولهم عبد القدوس الأنصاري في عمله "التوأمان". عند الوصول إلى التسعينيات بدأ وفق قوله تدفق اللغة المكثفة، وهو ما سمّي غالباً بالطاقة الشعرية التي امتزجت بالسرد باعتبار الأخير حيزاً أدبياً أوسع حرية. ولعلّ القصيبي الشخصية المحتفى بها هذا العام أبرز أمثلة تحول الشعراء إلى الرواية حين كتب في التسعينيات "شقة الحرية". المسار الثاني وهو التاريخ، يعاينه حين يلقي نظرة بانورامية فيجده متمثلاً في إطارين: الصيغة التاريخية المعتادة بما هي توثيقية أكثر من الإبداعية، بيد أن هناك إطاراً آخر، يتمثل في روايات بدأت تستعمل التخييل التاريخي، بمعنى أن يختار الكاتب والكاتبة حدثاً محدداً ثم يضيف إليه جانباً إبداعياً كبيراً، مثال ذلك رواية "جدة 915" الصادرة حديثاً لسعيد السريحي. يُعلن غداً عن الفائزين بجوائز كتارا للرواية في دورة 2025 المسار الثالث: السيرة الذاتية لافتاً إلى تجارب عديدة في مقدمتها رجاء عالم مع رواية "طريق الحرير" التي تمثل سيرة أنثوية رمزية لا تعترف بالحدود بين الذات والمكان واللغة. بدوره، استعرض محمد المزيني المسيرة التاريخية للرواية السعودية وتأثرها بمحيطها العربي. وفي ورقة طويلة كتبها عام 2013، وأعاد قراءتها في كتارا تناول ما يشبه الببليوغرافيا لتاريخ الرواية السعودية منذ "التوأمان" ما يمكن اعتبارها الرواية الأم، أو رواية حامد دمنهوري "ثمن التضحية" عام 1959، والتي اعتبرها آخرون أول رواية تبدّت فيها تقنيات الرواية بمفهومها الشامل، كما أورد. بالنسبة إلى خاتمة التحولات فيما نعيشه الآن فإنّ أغلب كتاب الرواية عنده هم شباب متطلعون يحاولون اللحاق بجيل سابق، كثير منهم مَن أبدع، وأخفق منهم البعض، مشيراً إلى أن هناك من تسرقهم غواية الشهرة والوصول للجموع، عبر تسهيلات من دور النشر الحديثة، ومواقع التواصل. أخيراً تحدثت أستاذة الدراسات النقدية جميلة العبيدي عن تمثلات الهوية الثقافية في رواية المرأة السعودية من خلال قراءة في تحول الوعي من الفردي إلى الجماعي. ورأت أن الحكاية مدخلٌ معرفي لقراءة الوعي الجمعي في جذوره الأولى، حيث تشكلت من هذا الوعي رؤية المرء والمرأة للعالم.  والروائية السعودية بالنسبة إليها لجأت إلى إعادة تعريف علاقتها باللغة والزمن والمجتمع، مشيرة في ورقتها إلى أن التحول الثقافي والاجتماعي في المملكة أنشأ جيلاً جديداً من الكاتبات تحول عندهنّ موقع الذات من الهامش إلى المركز.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية