وقفة احتجاجية في جامعة دمشق بعد محاولة اغتيال عميد كلية الآداب
عربي
منذ 4 أيام
مشاركة
لليوم الثاني على التوالي، نظّم أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق، صباح اليوم، وقفة احتجاجية في حرم الجامعة، تنديداً بمحاولة اغتيال طاولت عميد الكلية، الدكتور علي اللحام، يوم الأحد، داخل مكتبه، بعد أن اقتحم مسلحون الحرم الجامعي وألقوا قنبلة يدوية لم تنفجر، ولاذوا بعدها بالفرار. وشهدت الوقفة حضور عدد من الأساتذة ورؤساء الأقسام، الذين رفعوا شعارات ترفض العنف داخل المؤسسات التعليمية، وتطالب بحماية الكوادر الأكاديمية، والحفاظ على حرمة الجامعة مكاناً للعلم والحوار، وليس ساحة لتصفية الخلافات أو الضغط الشخصي. وبحسب مصادر مطلعة تحدّثت إلى "العربي الجديد"، فإن ثلاثة مسلحين اقتحموا حرم كلية الآداب ظهر الأحد، وهم يحملون أسلحة رشاشة وقنابل يدوية، وتوجهوا مباشرة إلى مكتب عميد الكلية. وألقى أحدهم قنبلة يدوية داخل المكتب، لكنها لم تنفجر، ما حال دون وقوع إصابات. وقال الدكتور مهند اليوسف، أحد أعضاء الهيئة التدريسية المشاركين في الوقفة، لـ"العربي الجديد": "ما حصل صادم. لم نكن نتوقع أن يصل العنف إلى هذا الحد داخل الحرم الجامعي. نطالب بتشديد الإجراءات الأمنية بشكل دائم، وبألا تكون ردّة فعل فقط على ما حصل". كما طالب المشاركون في الوقفة الجهات الأمنية والإدارية بوضع خطة حماية متكاملة لضمان سلامة العاملين والطلاب، والحفاظ على البيئة الأكاديمية من كل مظاهر التهديد أو العنف. وأكدت وزارة الداخلية السورية، في بيان لها، أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على جميع المتورطين في الهجوم، وذلك بالتعاون مع أمن جامعة دمشق، دون أن تُعلن عن تفاصيل إضافية حول هوية المهاجمين أو دوافعهم. وقال رئيس جامعة دمشق، الدكتور مصطفى صائم الدهر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن ما حدث "انتهاك خطير لحرمة الجامعة ولمكانة الكادر الأكاديمي"، مشدداً على أن الجامعة "لن تتهاون في اتخاذ أقصى الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه في هذا الاعتداء"، وأضاف: "أي مساس بأعضاء الهيئة التدريسية يُعتبر انتهاكاً مباشراً لقدسية المسيرة التعليمية، ومؤسسات التعليم العالي لن تكون ساحة للعنف أو تسوية الحسابات الشخصية". بدوره، وصف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور مروان الحلبي، الهجوم بأنه "تصرف لا يمتّ بصلة إلى القيم الأكاديمية والإنسانية"، مؤكداً في تصريح نقلته قناة الوزارة على "تليغرام"، أنه يتابع شخصياً مجريات التحقيق، وأنه "لن يُسمح بأي شكل من الأشكال بالمساس بحرمة الجامعات أو أمن كوادرها". تضارب الروايات حول دوافع الاعتداء على عميد كلية الآداب وبالرغم من توقيف المشتبه بهم، فلا تزال دوافع الهجوم غامضة. وبينما تحدثت مصادر جامعية عن احتمال ارتباط الاعتداء بخلاف أكاديمي حول أطروحة ماجستير، نقلت منصات التواصل الاجتماعي رواية تفيد بأن الهجوم جاء بعد خلاف شخصي بين أحد الطلاب وأحد أعضاء الهيئة التدريسية، بسبب تدني العلامات، مشيرة إلى علاقة تربط الطالب بأحد المهاجمين. محاولة اغتيال مدرس في جامعة "حلب الحرة" في مدينة خان شيخون، بريف إدلب الجنوبي، نجا الدكتور مسلم اليوسف، المدرس في جامعة "حلب الحرة"، فجر اليوم الثلاثاء، من محاولة اغتيال بواسطة قنابل يدوية أُلقيت على مكان إقامته. وقال اليوسف في منشور على صفحته في "فيسبوك" إنه غادر الموقع قبل دقائق من الاستهداف، مرجّحاً أن يكون السبب دعوى قضائية كان قد رفعها ضد من اعتدوا على أرض زراعية يملكها.  وتأتي محاولتا اغتيال اللحام واليوسف، بعد سلسلة حوادث مشابهة طاولت أكاديميين في جامعات سورية مختلفة خلال الأشهر الماضية. ففي الثاني من سبتمبر/أيلول الماضي، قُتل الدكتور باسل زينو، الأستاذ بكلية الطب في جامعة حلب، أمام عيادته وسط المدينة، في حادثة أثارت ضجة كبيرة. كما اغتيل الدكتور سهيل جنزير، عميد كلية الهندسة المدنية في الجامعة ذاتها، بإطلاق نار مباشر مطلع يونيو/حزيران. وتشير هذه الحوادث المتكررة إلى تصاعد العنف ضد الكوادر التعليمية في البلاد، في ظل الانتشار الواسع للسلاح والانفلات الأمني الذي تراكم خلال سنوات الحرب السورية، ما يثير قلق المجتمع الأكاديمي حول سلامة البيئة الجامعية. وعلى الرغم من تأكيدات الجهات الرسمية على تعزيز الأمن داخل الجامعات، فإن مراقبين يرون أن هذه الحوادث تدل على وجود ثغرات أمنية خطيرة، وتستدعي مقاربة وطنية شاملة لمعالجة أسباب التوتر والعنف في الوسط التعليمي. ويُعدّ حرم جامعة دمشق، الذي تأسس عام 1923، من أبرز رموز التعليم العالي في سورية والمنطقة، ولم يشهد حادثة مشابهة منذ عقود، ما يضاعف من حساسية الحدث ويدفع نحو دعوات جدية لحماية "حرمة الجامعة"، كما وصفها المحتجون اليوم.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية