شكاوى من اكتظاظ صفوف مدارس "أونروا" في لبنان
عربي
منذ 5 أيام
مشاركة
يشكو اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من اكتظاظ صفوف مدارس "أونروا" وحرمان أبنائهم من عملية تعليمية سليمة، واصفين أرقام الوكالة بأنها بعيدة عن معاناة المعلمين والطلاب الذين يجلس بعضهم على أطراف المقاعد. يعاني طلاب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من تداعيات تراجع التمويل المخصص لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إلى جانب الضغوط المعيشية جراء الأزمة المالية والاقتصادية في البلاد. ففي حين افتتحت "أونروا" مدارسها الأسبوع الفائت، باعتبارها الملاذ الوحيد لطلاب اللاجئين الفلسطينيين، برزت مع انطلاقة العام الدراسي إشكالية اكتظاظ الصفوف، حيث وصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى ما بين 45 و50 طالباً، وتخطى الخمسين في صفوف أخرى، وسط انعدام أبسط مقومات البيئة التعليمية، بحسب قول أولياء الأمور وناشطين تربويين، أكدوا لـ"العربي الجديد" أن الأرقام والنسب التي كشفتها وكالة أونروا غير واقعية، ولا تُظهر حجم الاكتظاظ، وهي بعيدة كل البُعد عن المعاناة التي يقاسيها الطلاب والمعلمون داخل المخيمات الفلسطينية. وكانت "أونروا" أفادت في بيانها بأن "الأيام الأولى من العام الدراسي تشهد كما كل عام، بعض التغيرات في أعداد الطلاب، مع اتخاذ العائلات قراراتها النهائية بخصوص المدارس التي سيلتحق بها أبناؤها". ووفقاً للوكالة، تظهر الأرقام الأولية لأعداد الطلاب في الصفوف على مستوى لبنان أن 7.69% من الصفوف تضم أقل من 25 طالباً في الصف الواحد، و60.26% من الصفوف تضم بين 26 و39 طالباً، و30.37% بين 40 و44 طالباً، و1.68% بين 45 و47 طالباً في الصف الواحد. وأوضحت "أونروا" أنها تبذل أقصى جهودها على الرغم من التحديات المالية، لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المتاحة وضمان تمكن الطلاب، بمن فيهم طلاب لبنان، من مواصلة التعليم في أفضل ظروف ممكنة. وأكدت التزامها تقديم خدماتها على الرغم من محدودية الموارد، حيث من المتوقع أن تسهم الإصلاحات التربوية الإضافية في تعزيز النتاجات التعلمية من خلال زيادة الدعم والإشراف على عمليات التعليم في كل مدرسة. وأعلنت أنها ستبدأ في إعادة تأهيل مدرسة "مرج بن عامر" في مخيم عين الحلوة (جنوب) في وقت لاحق من هذا العام، وأنها تواصل السعي لتأمين الموارد لبناء مدرسة جديدة في مدينة صور (جنوب). يؤكد اللاجئ الفلسطيني في مخيم البداوي (شمال) أبو أحمد مرعي، وهو أب لتلميذين، أن الوضع في مدارس "أونروا" لم يعد يُحتمل، ويضيف لـ"العربي الجديد": "يضم صف ابني، وهو في الخامس الأساسي، أكثر من 45 طالباً، يجلس بعضهم على أطراف المقاعد، والبعض الآخر محروم من الطاولات. تبذل المعلمة جهدها، لكنها عاجزة عن متابعة هذا العدد الكبير، فكيف يمكن لطالب أن يتعلم وسط هذا الضجيج والازدحام؟". ويتابع: "لا نطلب المستحيل، إنما ننشد فقط تأمين صفوف مريحة بعدد طلاب معقول، كي يشعر أبناؤنا أن المدرسة مكان للتعلم لا للعقاب". ويدعو مرعي وكالة أونروا إلى مقاربة الواقع عوض الاكتفاء بالأرقام، قائلاً: "أولادنا هم مستقبلنا، وفي حال خسروا حقهم بالتعلم، فلن يبقى لنا ولهم أي شيء". ويشدد على أن اكتظاظ الصفوف يؤدي إلى تدهور جودة التعليم، وارتفاع احتمال انتشار الأمراض بين الطلاب، كما يؤثر على أداء المعلمين ولا يسمح لهم بالشرح والتفاعل". ويكشف أحد أساتذة مدارس أونروا في مخيم البداوي، طلب عدم ذكر اسمه، أن "الصفوف مكتظة للغاية، ويصل العدد أحياناً إلى أكثر من 50 طالباً في الصف الواحد، ما يعرقل متابعة كل طالب، ويؤثر على جودة التعليم وإمكانية تقديم تعليم فعال يناسب جميع الطلاب". ويقول لـ"العربي الجديد": "أحاول الموازنة بين الشرح ومتابعة الطلاب، لكن الضغط هائل والموارد محدودة. مع العلم أن الاكتظاظ لا يضرّ الطلاب فحسب، إنما يرهق المعلمين نفسياً ومهنياً، حيث نشعر بالعجز أمام هذا الواقع. وفي حال استمر الوضع الراهن، سنشهد كارثة تعليمية حقيقية تؤثر على جيل كامل". وعقدت القوى الطلابية والشبابية في مخيم البداوي اجتماعاً أكدت فيه أنها لن تسمح بحرمان طلاب اللاجئين الفلسطينيين من حقهم في التعليم الكريم، بسبب سياسات التقشف أو سوء الإدارة، مؤكدةً أن الصفوف المكتظة تقتل العملية التعليمية وتحوّل المدرسة إلى مكان للعناء لا للتعلم. كما شكلت هذه القوى لجنة متابعة ستقوم بجولات ميدانية داخل المدارس لحصر أعداد الطلاب في الصفوف بشكل دقيق، تمهيداً لرفع تقرير مفصل إلى إدارة "أونروا" والجهات المعنية. ودعت إلى التحرك العاجل لفتح صفوف إضافية وتعيين معلمين جُدد، مؤكدة استمرار التحركات السلمية حتى تحقيق المطالب. وبينما يشير الحد الأقصى المعروف تربوياً إلى 32 طالباً في الصف الواحد، تتكشف أزمة مدارس "أونروا"، حيث يكتظ بعضها بالطلاب، مثل مدرسة جباليا للبنات في مخيم البرج الشمالي (جنوب)، والتي يراوح فيها العدد بين 41 و47 طالبة في الصف الواحد، ومدرسة فلسطين في المخيم ذاته، بعدد يراوح بين 35 و40 طالباً في الصف الواحد، كذلك مدرسة الصرفند (جنوب) والتي تُعتبر الأكثر اكتظاظاً، حيث يراوح العدد بين 40 و46 طالباً في الصف الواحد.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية