
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
في تصعيد لافت للخطاب السياسي، أكد محمد البخيتي، القيادي في جماعة الحوثي وعضو مكتبها السياسي، أن “الخيار الثوري” أصبح هو المسار “الأفضل والأنسب” للحل في اليمن، مستبعداً بذلك إمكانية التوصل إلى تسوية عبر “الاتفاقات السياسية أو الحسم العسكري”.
وقال البخيتي في مقال نشره على صفحته الرسمية على منصة “أكس” أن “الخيار الثوري القائم على صحوة الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة للمشاركة في تحرير الوطن وانتزاع حقوقه واستعادة عمقه الجغرافي والديموغرافي في جزيرة العرب هو الخيار الأفضل والأنسب”.
يصف البخيتي خصوم الجماعة المحليين بأنهم “فقدوا القدرة على اتخاذ القرار” و “لم يعد لديهم مناطق سيطرة حقيقية” وبأنهم “يعيشون في عالم متخيل” و “يفتقرون إلى لغة المنطق”، مما يجعل التوصل إلى حل معهم “أمراً مستحيلاً”.
ويؤكد المقال أن الحوثيين لن يتفاوضوا مع الحكومة المعترف بها دولياً “لأنهم خسروا المعركة الداخلية، وحلفائهم (السعودية والإمارات) فشلوا في تحقيق أهداف المعركة الإقليمية والدولية”.
يرى البخيتي أن الصراع لم يعد داخلياً على السلطة بل “صراع إقليمي ودولي” يهدف إلى “إبقاء اليمن تحت الوصاية الخارجية” بقيادة الولايات المتحدة.
كما ربط البخيتي هذا التوجه بـ”ما كشفته معركة طوفان الأقصى من حقائق ومعادلات جديدة”، ويستخدم صمود الحوثيين في إسناد غزة كدليل على صحة مسارهم، وكبرهان على أن اليمن سيصبح “مؤهَّلًا للعب دور إقليمي ودولي فاعل”.
وزعم أن هذا الصراع حُسم داخليًا لصالح الحوثيين بعد عام 2014، وأن التدخل الخارجي هو ما عطل إرساء عملية سياسية مستقرة حينها.
على الرغم من السيطرة الفعلية على العاصمة صنعاء ومحافظات ذات كثافة سكانية شمالي اليمن، لا يزال الحوثيون يواجهون تحدي الاعتراف الدولي الواسع والشرعية التي لا تزال مقيدة بقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية، التي يرفضونها صراحة في المقال.
ولم يقدم البخيتي تفسيراً لحديثه حول “استعادة العمق الجغرافي والديموغرافي في جزيرة العرب” ويمكن أن يُفهم كإشارة واضحة إلى نية الجماعة في توسيع نفوذها أو عملياتها العسكرية إلى خارج حدود اليمن المعترف بها دوليًا، لا سيما نحو الأراضي السعودية.
ومنذ أسابيع -اشتد بعد خطة ترامب وإعلان حماس الموافقة جزئياً عليها- بدأ الحوثيون في تبني خطاب يعكس تحوّلًا من التركيز على الداخل اليمني إلى تبني سردية إقليمية، تربط الصراع المحلي بمواجهة “الوصاية الخارجية” التي يُتهم بها الغرب، خصوصًا الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.
وأدى الصراع الدامي، المستمر منذ عشر سنوات بين الحكومة المعترف بها دولياً، والحوثيون المتحالفون مع إيران، إلى تدمير الاقتصاد اليمني واضطرار 80% من السكان إلى الاعتماد على المساعدات، ودفع الملايين إلى براثن الجوع، وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة.
وتصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية، ليشن غارات جوية على مناطق سيطرة الحوثيين، وأطلق الحوثيون في المقابل صواريخ وطائرات مسيرة على المملكة العربية السعودية، ثم دولة الإمارات حتى هدنة ابريل/نيسان2022م كانت لمدة 6 أشهر ثم لم يتم تجديدها لكنا استمرت رغم الهشاشة في الخطوط الأمامية للقتال.
The post “لا تسوية ولا حسم”.. قيادي حوثي يفتح باب التصعيد الإقليمي “لاستعادة العمق الجغرافي في جزيرة العرب” appeared first on يمن مونيتور.