
إن مشاهد الحرب البشعة والإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني البطل في قطاع غزة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة البشرية، ويجب عدم السماح للاحتلال بتكرارها مجدداً.
إنَّ مجرم الحرب نتنياهو وحكومته الإرهابية رغم فشلهم في تحقيق أهدافهم من الحرب بتهجير أبناء القطاع و إفراغه من أصحابه وإعادة احتلاله والسيطرة عليه إلا أنهم لم يعلنوا تخليهم عنها، لذا فإن الدول العربية والإسلامية و الدول الحرة المساندة للحق الفلسطيني و جميع أحرار العالم مطالبون بمواصلة جهودهم الواعية والدؤوبة لضمان عدم عودة الحرب وتحقيق السلام الدائم للغزيين وتمكينهم من العيش الحر بعيد عن بلطجة وتدخل دولة الاحتلال في شؤون غزة، مع العمل على مواصلة الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتفكيك كافة المستوطنات في الضفة الغربية وضمان حق العودة للفلسطينيين.
وفي هذا المقام علينا كعرب ومسلمين أن نُقِرَّ بأن غزة قد قامت بما عليها بإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي و صَحَّحَت المفاهيم المغلوطة التي نجحت الصهيونية في الترويج لها على مدى عقود من الزمن و أَوْجَدَت حراكًا جماهيريًا إنسانيًا غير مسبوق مساندًا للحق الفلسطيني وبالتالي فعلينا كأبناء للأمة الإسلامية وبقية أحرار العالم تحمل المسؤولية لتحويل قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها إنهاءُ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة كاملةَ السيادة، إلى واقع ملموس في مدى زمني لا يتجاوز عامين إلى ثلاثة أعوام بإذن الله، وعدم السماح لحكومة الاحتلال الإرهابية بعرقلة خطة السلام أو حرفها عن مضامينها الأساسية المتمثلة في إيقاف دائم للحرب و الانسحاب الكامل من قطاع غزة و رفع الحصار عن القطاع و إعادة الإعمار مع البدء الجاد في إجراءات إقامة الدولة الفلسطينية.
في هذا السياق، يجب علينا كقوى مساندة للحق الفلسطيني وفي طليعتها الدول العربية والإسلامية والدول الحرة ما يلي:
- مساندة موقف الجانب الفلسطيني الرافض لفرض أي وصاية أو إدارة أجنبية للقطاع.
- مساعدة الفلسطينيين للاتفاق على إدارة مستقلة لقطاع غزة تمثل أبناء فلسطين وأبناء غزة ولا تخضع لهيمنة المقاومة أو لهيمنة إسرائيل أو أي طرف أجنبي.
- سد الذرائع أمام الكيان الغاصب المتعلقة بسلاح المقاومة من خلال نشر قوة سلام إسلامية دولية على حدود غزة وأخذ الضمانات اللازمة من المقاومة أنها لن تبادر بمهاجمة الكيان المحتل طالما التزم بالسلام و أنها ستسلم سلاحها بالكامل للدولة الفلسطينية كاملة السيادة عند قيامها بإذن الله.
- مباشرة القيام بخطوات ميدانية عملية لتأمين متطلبات أبناء غزة العائدين إلى مناطقهم من خدمات أساسية وبُنًى تحتية والتهيئة بالتالي لمتطلبات إعادة الإعمار الكامل وذلك من خلال توزيع هذه المهمة على خمس جهات كل جهة تتولى المهمة في إحدى محافظات غزة الخمس وهذه الجهات هي:
. السعودية
. تركيا
. قطر
. مصر بالاشتراك مع الجزائر والكويت
. إندونيسيا بالاشتراك مع ماليزيا وباكستان
بالإضافة إلى إنشاء هيئة مشتركة من هذه الدول والجهات الخمس لتلقي وإدارة أي مساهمات مالية أو غذائية أو إغاثية من بقية الدول العربية والإسلامية وبقية دول العالم والهيئات والمؤسسات الدولية، وبحيث تقوم كل جهة من الجهات الخمس على حسابها بالإضافة إلى حصة من الهيئة المشتركة بالقيام كُلٌّ في المحافظة المحددة له وبشكل متزامن بالتنسيق مع السلطات المحلية ومؤسسات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة العاملة في القطاع بما يلي:
- إدخال وتوزيع المواد الإغاثية من طعام وماء ودواء ووقود ومستلزمات أساسية.
- المساعدة في رفع مخلفات الحرب وأنقاض الخراب الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية.
- توفير الخيام والمنازل المؤقتة لإيواء من فقدوا مساكنهم بشكل لائق لحين إعادة الإعمار.
- التكفل بالترميم العاجل لمنشآت القطاع الصحي في المحافظة بما يضمن إعادة تشغيلها ولو جزئيًا.
- التكفل بالترميم اللازم للمدارس والجامعات بما يضمن عودة العملية التعليمية ولو بالحد الأدنى.
- ترميم وإعادة بناء ما أمكن من المساجد ودور العبادة المهدمة والمتضررة.
- إعادة رصف الطرق الرئيسية.
- القيام بالترميم العاجل للبنية التحتية للمياه والكهرباء.
- توفير المتطلبات الأساسية لضمان قيام السلطات المحلية بمهامها الخدمية والإدارية والأمنية ولو بالحد الأدنى.
- حصر شامل ودقيق للأضرار في المباني والمنشآت والأرواح والبنى التحتية كخطوة لا بد منها على طريق إعادة إعمار ما خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية.
وبحيث تنجز الجهات الخمس مهامها خلال فترة لا تتجاوز ٦ – ١٢ شهرا يتم خلالها الترتيب لمؤتمر دولي لإعادة اعمار القطاع بناءً على التقديرات الواقعية التي لا يجب أن تغفل حقوق الضحايا ماديًا ومعنويًا.
وأعتقد أنَّ من المهم الإشارة إلى أنَّ كلفة إعادة اعمار القطاع أيًّا كانت يجب أن تتوزع بين جهات خمس أيضًا:
. إسرائيل باعتبارها المعتدي والمتسبب في الدمار والخراب
. الولايات المتحدة كشريك اساسي لإسرائيل فيما حصل
. شركاء إسرائيل الأساسيين في الحرب في أوروبا ( بريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا )
. الدول العربية والإسلامية
. بقية دول العالم والمؤسسات والهيئات الدولية الراغبة في المساهمة.
من جهتنا كبرلمانيين ومؤسسات مجتمع مدني وشخصيات عامة، فإننا سنبذل قصارى جهدنا كي نرى هذه الجهود واقعًا على الأرض وسنساند كل جهد في الاتجاه، وهو أقل ما يمكن تقديمه للشعب الفلسطيني الصابر المرابط على أرض أجداده.
The post الحرب في غزة لا يجب أن تعود appeared first on يمن مونيتور.