
عربي
يواصل نجم منتخب أشبال المغرب، عثمان معما (20 عاماً)، إبهار متابعي بطولة كأس العالم للشباب، المقامة حالياً في تشيلي، والمستمرة حتى الأحد المقبل، بعد أدائه الباهر ولمساته الساحرة، التي جعلت منه أحد اكتشافات هذه البطولة العالمية، إذ أثبتت مباراة أميركا، أمس الأحد، في الدور ربع النهائي، أن النجم الموهوب ليس مجرد لاعب عابر، بل موهبة نادرة تشق طريقها بثبات نحو العالمية.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن عثمان معما، الموهوب بالفطرة، هو سليل عائلة رياضية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فوالده عمر معما كان لاعباً في صفوف نادي اتحاد الخميسات، خلال ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن يهاجر إلى فرنسا، بحثاً عن حياة أفضل. بينما كانت عمته، فاطمة معما، بطلة المغرب في العدو الريفي خلال الفترة نفسها.
وفي مدينة الخميسات المغربية، وسط المغرب، وتحديداً دوار القبليين، خرجت عائلة معما من رحم المعاناة، لترسم آفاقاً أرحب بعيداً عن مسقط الرأس، فاختارت مونبلييه الفرنسية للاستقرار فيها. وهناك رأى عثمان معما النور في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2005، ليحمل مشعل والده، الذي لم يسعفه الحظ لكي يصبح لاعباً كبيراً.
تفتقت موهبة هذا الفتى مع توالي السنوات، إلى أن اكتسب مهارات فنية عالية وذكاءً مختلفاً، وقدرة مذهلة على المراوغة وصناعة الفارق، وهو ما قاده إلى تحقيق أولى خطوات الحلم الكبير، بالتعاقد مع نادي واتفورد الإنكليزي، في انتظار تصعيده إلى الفريق الأول.
ولم يترك عثمان معما الفرصة تمر، دون أن يترك بصمته في مونديال تشيلي بقوته الذهنية، ولمساته الفنية الخارقة، ومراوغاته الذكية، وهو ما لفت الأنظار إليه، بعدما كان أحد صُنّاع ملحمة التأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم للشباب، عقب الفوز على منتخب أميركا بثلاثة أهداف لهدف. كما لم يتأخر ناديه واتفورد عن الإشادة بمؤهلاته الفنية العالية، واعتبر تتويجه بجائزة أفضل لاعب أمام منتخب أميركا، تقديراً لأدائه الرائع ومساهمته الفعالة في تأهل منتخب بلاده إلى نصف النهائي.
ولن يتوقف طموح عثمان معما عند هذا الحد بكل تأكيد، فهو يأمل أن يواصل كتابة تاريخ منتخب المغرب للشباب في مونديال تشيلي، عبر بلوغ المباراة النهائية، قبل المنافسة على اللقب العالمي، لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية والعربية.
