
عربي
أصدرت وزارة الصحة العامة في لبنان، اليوم الاثنين، قراراً يقضي بتوقيف "شركة ينابيع مياه تنورين" عن تعبئة المياه، وسحب منتجاتها من الأسواق، وذلك بسبب التلوث. وأثار القرار جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيّما أن أغلب اللبنانيين يعتمدون على المياه المعبّأة، لعدم ثقتهم بمياه الشرب التي تؤمنها وزارة الطاقة والمياه، التي يخشون تلوثها ويتفادون شربها حرصاً على صحتهم وصحة أولادهم.
وورد في قرار وزارة الصحة اللبنانية، أنه بناءً على تقرير الكشف الذي قام به فريق الترصّد الوبائي في الوزارة، وبناءً على نتائج العيّنات بتاريخ 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري التي أُخذت من الأسواق اللبنانية، وجاءت غير مطابقة للمواصفة القياسية اللبنانية لتلوثها ببكتيريا "بسودوموناس إيروجنوزا (Pseudomonas aeruginosa)"، يُقرّر توقف الشركة عن تعبئة مياه الشرب، لحين تبيان سبب التلوث ومعالجة المشكلة، والتأكد من الوزارة بأن العيّنات صارت مطابقة للمواصفات المطلوبة، وذلك لضرورة المصلحة العامة وحفاظاً على صحة المواطنين.
ما بقا في شي نضيف بهالبلد، بلد المي والينابيع صار ملوّث! 😡💧 #تنورين pic.twitter.com/vQjSQjXvv0
— RoRo🌺 (@Rawandiab125) October 13, 2025
ويُلزم القرار شركة مياه "تنورين" بسحب منتجاتها المعبّأة قبل تاريخ صدور القرار المذكور، من الأسواق في مهلة أقصاها ثلاثة أيام من تاريخ صدور القرار، ويُمنع عليها تزويد الأسواق بأي منتج جديد من مياه الشرب قبل الاستحصال على موافقة صريحة من وزير الصحة تحت طائلة اتخاذ الإجراءات الإدارية والقضائية بحقها. وقد وقّع القرار وزير الزراعة في لبنان، نزار هاني، بصفته وزيراً للصحة العامة بالوكالة، بسبب وجود الوزير الأصيل، ركان ناصر الدين، في زيارة رسمية خارج لبنان.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أوضحت المتخصّصة بالأمراض الداخلية والجرثومية والمعدية، غنوة الدقدوقي، أن بكتيريا "بسودوموناس إيروجنوزا (Pseudomonas aeruginosa) أو العصيات القيحية، هي بكتيريا سلبية الغرام، تستطيع التسبّب بأمراض منقولة عبر المياه، خصوصاً عند الأشخاص غير المحصنين لدى التعرّض لمياه السباحة مثلاً أو التعرّض لدورات المياه داخل المستشفيات، كما أنها تصيب الأشخاص الذين يعانون من نقص مناعي، أو المصابين بحروق، أو الذين يخضعون لعمليات جراحية، أو المصابين بداء التليّف الكيسي الرئوي. وكشفت أن هذه البكتيريا تتسبّب بالتهابات في الأذن والتهابات جلدية والتهابات رئوية، لكنها تستطيع أيضاً التسبّب بالتهابات شديدة وخطيرة في المجاري البولية والدم والجهاز الهضمي، ولا سيّما عند المرضى الذين يعانون من نقص مناعي ناتج عن أسباب متعدّدة.
وأشارت الدقدوقي، وهي رئيسة قسم الأمراض الداخلية والجرثومية والمعدية في مستشفى حمود الجامعي، واستشارية في الأمراض الجرثومية في مركز كليمنصو الطبي ومركز لبيب الطبي في لبنان، إلى أن هذه البكتيريا موجودة أكثر في أنابيب المياه الساخنة، كتلك الموجودة في أحواض السباحة. ولدى التعرّض لتلك المياه يؤدّي ذلك إلى التهابات جلدية والتهابات الأذن الخارجية. أما التعرض لتلك البكتيريا في المستشفيات، حيث تتلوث أنابيب المياه فيها، فيسبّب التهابات لدى الأشخاص المصابين بنقص مناعي معيّن أو الأشخاص الذين يخضعون للعلاج عبر التنفس الاصطناعي، أو الأشخاص المصابين بتليّف رئوي ويعالَجون عبر أدوية خاصة مباشرة في الجهاز التنفسي.
ولفتت الطبيبة المتخصّصة إلى أن الأعراض السريرية الناتجة عن الإصابة بالبكتيريا القيحية تختلف وفق موقع الالتهابات في جسم المضيف، وتتراوح بين آلام موضعية في الأذن أو الصدر أو البطن، وإفرازات قيحية من الأذن، وطفح جلدي، وغثيان، وتقيؤ وإسهال"، مؤكدةً أن "التخوّف الحقيقي من هذه البكتيريا هو تحولها إلى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وبالتالي تعريض المصابين بها لنسبة وفيات مرتفعة".
وفي سياق متصل، أعلنت "شركة ينابيع مياه تنورين" عقد مؤتمر صحافي حول القرار الصادر في مقرها، ظهر غد الثلاثاء. وأوضحت في بيانها أن المؤتمر "يأتي في إطار حرص الشركة على توضيح الحقائق، ووضع الرأي العام أمام المعلومات الدقيقة المتعلقة بجودة مياه تنورين ومطابقتها الكاملة للمواصفات والمعايير اللبنانية والدولية المعتمدة"، وأكدت "التزامها الثابت بالشفافية وبثقة المستهلك اللبناني، وباستمرارها في تقديم منتج يحمل اسم تنورين".

أخبار ذات صلة.

هزات عنيفة تلاحق اتفاق غزة
الشرق الأوسط
منذ 10 دقائق