
عربي
يخوض مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثون لتغير المناخ (كوب 30)، الذي ينطلق في البرازيل بعد أقل من شهر، تحدياً ضخماً، يتمثّل في توحيد دول العالم حول مواصلة العمل لمكافحة أزمة المناخ رغم الصعوبات والعقبات، وفي مقدّمتها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ.
ولم يتمكّن الاتحاد الأوروبي المنقسم من التوصل في الموعد المحدد إلى اتفاق بشأن التزاماته المناخية لعام 2035، فيما اكتفت الصين بأهداف الحدّ الأدنى، ومن غير المتوقع أن ترسل الولايات المتحدة وفداً. إلاّ أن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أفاد بأنه حاول إقناع دونالد ترامب، وقال له في اتصال هاتفي "من المهم أن تأتي إلى البرازيل لأنك ستكون في قلب الأمازون، لترى كيف تبدو هذه الأمازون التي يعشقها العالم".
وأصر الرئيس البرازيلي على أن تكون مدينة بيليم الساحلية في منطقة الأمازون مكاناً لعقد المؤتمر بين 10 و21 نوفمبر/ تشرين الثاني، ويطمح إلى جمع العشرات من رؤساء الدول والحكومات، بينما لم يؤكد المشاركة حتى الآن سوى عدد قليل من القادة.
وسيتولّى الأمير وليام تمثيل ملك بريطانيا تشارلز، فيما امتنع الرئيس النمساوي عن المشاركة بسبب أسعار الفنادق. ويُهدّد ارتفاع الأسعار مشاركة المنظمات غير الحكومية والدول الفقيرة، وأشارت دول، من بينها غامبيا والرأس الأخضر واليابان، أنها ستُقلص على الأرجح وفودها.
وكان لولا الذي أبطأ وتيرة إزالة الغابات في بلاده ولكنه يؤيد التنقيب عن النفط قبالة الأمازون، وعَد بما وصفه بمؤتمر "كوب الحقيقة". بينما رأت المديرة العامة لـ"كوب 30" آنا توني أن "مؤتمرات الأطراف ليست أحداثا معزولة، بل تعكس التوترات الجيوسياسية".
وأكدت رئيسة مجموعة الدول الجزرية الصغيرة إيلانا سيد أن ملخصا للخطط المناخية العالمية الجديدة يُتوقَع صدوره قبل مؤتمر الأطراف مباشرة، "سيكشف على الأرجح غياب الطموح في شأن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري"، وأضافت الدبلوماسية المتحدرة من جمهورية بالاو في المحيط الهادئ "نحن واضحون تماما في أن مؤتمر الأطراف الثلاثين يجب أن يُسفر عن رد على هذا".
ويُعقد المؤتمر فيما التطلعات عالية، بعدما شهد العالم العامين الأكثر حراً على الإطلاق، وانتشار موجات حرّ وعواصف تتسبب بسقوط ضحايا. وستحرص الرئاسة البرازيلية على أن تُظهر أن الدول لا تزال تؤمن بالنهج متعدد الأطراف لمكافحة تغير المناخ.
إلاّ أن أي ردّ يجب أن يُقَرَّ بإجماع نحو 200 دولة، كما هي الحال في كل مؤتمرات الأطراف.
(فرانس برس)

أخبار ذات صلة.

هزات عنيفة تلاحق اتفاق غزة
الشرق الأوسط
منذ 17 دقيقة