
عربي
12 فيلماً، عربياً وأجنبياً، ستُعرض في المسابقة الوثائقية للدورة الثامنة (16 ـ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025) لمهرجان الجونة السينمائي. بعض تلك الأفلام مُثيرٌ لاهتمام مُشاهدين ومشاهدات، خاصة في عروضٍ متفرّقة في مهرجانات دولية، ولنقاش نقدي عربي مساحته أقلّ من تلك الخاصة بالتواصل الجماهيري الغربي. المسائل المستلة من وقائع العيش في كوكبٍ ينهار، بمستوياته كلّها، تُصبح نواة درامية ـ جمالية ـ فنية لنتاجاتٍ، يُفترض بها أنْ تحثّ على مزيدٍ من تأمّل ومعاينة.
فلسطين تحضر، كما في الدورتين السابقتين للمهرجان نفسه، الذي يخصّها ببرنامج "نافذة على فلسطين". الغلبة لغزة، التي يواجه أهلها وسكّانها حرب إبادة إسرائيلية مكتملة المعالم، يتمنّى كثيرون وكثيرات أنْ يكون الاتفاق الأخير (10 أكتوبر/تشرين الأول 2025) نهاية ثابتة وأكيدة لها. النسخة الثالثة للبرنامج هذا تتضمن سبعة أفلام منتقاة من اشتغالات "من المسافة صفر وأقرب" (العربي الجديد، 25 سبتمبر/أيلول 2025)، اللاحق على "من المسافة صفر" (العربي الجديد، 24 يوليو/تموز 2024)، المنجز قبل عامٍ، بمبادرة من الفلسطيني رشيد مشهراوي (العربي الجديد، 28 إبريل/نيسان 2025)، ابن مخيم الشاطئ في القطاع (والداه، اللذان من يافا، يلجآن إلى المخيم هذا قبل ولادته عام 1962). العملان الجماعيان يتشكّلان من أفلامٍ قصيرة، يُنجزها شباب وشابات من غزة، يروون فيها مقتطفات من يومياتهم المشحونة بعنفٍ وقتلٍ، لن يحولا دون جهدٍ لهم في إيجاد منافذ عيش وخروج من ذاك الجحيم. أفلام "نافذة على فلسطين" تتضمّن التالي: "ألوان تحت السماء" لريما محمود، و"أحلام فرح وزهرة" لمصطفى النبيه، و"غزة إلى الأوسكار" لعلاء دمو، و"حسن" لمحمد الشريف، و"حكايات غير مكتملة" لنضال دمو، و"أحلام صغيرة جداً" لاعتماد وشاح، و"الأمنية" لأوس البنا (العربي الجديد، 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025).
أمّا مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، فتضمّ (فلسطينياً) "ضعي روحَكِ على كفِّكِ وامشي"، للإيرانية زْبيدة فارسي (العربي الجديد، 11 يوليو/تموز 2025، و5 سبتمبر/أيلول 2025)، المعروض للمرة الأولى دولياً في برنامج ACID، في الدورة 78 (13 ـ 24 مايو/أيار 2025) لمهرجان "كانّ": سرد حميمي للحياة تحت الحصار في غزة، عبر مكالمات فيديو بين المخرجة المُقيمة في فرنسا، والمُصوّرة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي تُقتل في 16 إبريل/نيسان 2025، بعد يومٍ واحد من اختيار الفيلم في "كانّ"، بسبب قصف إسرائيلي مُتعمّد لمنزلها.
في المسابقة نفسها، هناك أيضاً جديد الإيطالي جيانفرانكو روسي، "تحت السحاب"، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة الرئيسية للدورة 82 (27 أغسطس/آب ـ 6 سبتمبر/أيلول 2025) لمهرجان فينيسيا: رصد للزلازل المتكرّرة والفوّهات البركانية في الحقول الفليغرية، بين جبل فيزوف وخليج نابولي. إضافة إلى: "50 متر" للمصرية يمنى خطاب: علاقة ابنة بوالدها، بطرح أسئلة وجودية. و"دائماً" للأميركي دامينغ تشين، الفائز بجائزة DOX في الدورة 22 (19 ـ 30 مارس/آذار 2025) لمهرجان كوبنهاغن الدولي للأفلام الوثائقية: رحلة مُراهق في ريف الصين، تنعكس بطياتها شاعرية العزلة التي مرّ بها في طفولته. و"الأفضل أنْ أُجنّ في البرّية" للسلوفاكي ميرو ريمو، الفائز بالجائزة الكبرى ـ الكرة البلورية (25 ألف دولار أميركي تُمنح للمخرج والمنتجين) للدورة 59 (4 ـ 12 يوليو/تموز 2025) لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي: توءمان يلتقيان مجدّداً في البرية، حيث يواجهان ماضياً وراهناً وعلاقات وحكايات وحالات (العربي الجديد، 16 يوليو/تموز 2025).
هناك أيضاً "كيف تبني مكتبة" (إنتاج مشترك بين كينيا والولايات المتحدة الأميركية) لمايا ليكو وكريستوفر كينغ: امرأتان تتركان عمليهما لإحياء مكتبة متهالكة في نيروبي، وتحويلها إلى مركز تكنولوجي بمساعدة فنانين ومثقفين. و"كابول، بين الصلوات" للهولندي الأفغاني أبوزار أميني: رؤية حيوية للحياة تحت حكم طالبان، عبر أخوين يعيشان صراعات شخصية في واقع مشحون. و"الحياة بعد سهام" للمصري نمير عبد المسيح: عن أزمة الإبداع وموت الوالدة عبر نبش ذاكرة العائلة وتاريخها (العربي الجديد، 18 أغسطس/آب 2025). و"أورويل: 2 + 2 = 5" للهايتي راؤول بِك: "أطروحة سينمائية جريئة"، تمزج معالجة أرشيفية لرواية 1984 وصُور معاصرة، وتتعاطى مع ظاهرة التضليل الإعلامي، وتُعيد إحياء تحذيرات أورويل. و"حكايات الأرض الجريحة" (إنتاج لبناني) للعراقي الفرنسي عباس فاضل، الحائز جائزة أفضل إخراج في الدورة 78 (6 ـ 16 أغسطس/آب 2025) لمهرجان لوكارنو السينمائي: سجل بصري لجنوب لبنان ما بعد الحرب، يكشف عن أرضٍ محطّمة، ومجتمع لا ينكسر.
أخيراً، هناك "المراقبون"، للبلجيكية ذات الأصل المغربي كريمة سعيدي، الذي يستكشف كيف تستمر أرواح المهاجرين العرب والأفارقة، المدفونين ببروكسل، في التواصل مع الأحياء، والتأثير فيهم. و"يا ريح احْكِ لي"، للصربي ستيفان دجورجافيتش، الذي (المخرج) يُعيد النظر في عائلته، بعد وفاة والدته المريضة، وذلك بنظرة أكثر شمولية وحساسية.
