"أدرس في الجزائر"... برنامج لاستقطاب الطلاب والكفاءات الدولية
عربي
منذ 6 أيام
مشاركة
في سياق الجهود الآيلة إلى استقطاب طلاب دوليين وكفاءات، أُعلن أخيراً عن برنامج "أدرس في الجزائر". ويأتي ذلك في محاولة لتعزيز التعليم العالي والابتكار، وتطوير الجامعات وربطها بالاقتصاد المحلي وكذلك الإقليمي. أطلقت الحكومة الجزائرية برنامجاً جديداً لاستقطاب الطلاب الأجانب من مختلف الدول للدراسة في الجامعات الجزائرية، ضمن خطةٍ تهدف إلى جذب نخب طلابية عربية وآسيوية وأفريقية. ويستند البرنامج إلى رؤية سياسية تهدف للاستفادة من هذه الكفاءات، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والعلوم الدقيقة، لدعم اقتصاد المعرفة الذي تركز عليه الجزائر في السنوات الأخيرة. بدأ العام الجامعي الجديد في الجزائر، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وأطلقت وزارة التعليم العالي منصة رقمية جديدة مخصصة للطلاب الدوليين الراغبين بالدراسة في الجزائر، لتسهيل استيفاء الترتيبات اللازمة للتسجيل في مختلف البرامج والتخصصات الدراسية على نفقتهم الخاصة. توفّر المنصة مجموعةً واسعةً من البرامج الجامعية عالية المستوى في تخصصات متنوعة، لجميع مراحل الدراسة ابتداءً من الإجازة وصولاً إلى الدكتوراه، بتكلفة مالية مناسبة ومنافسة لباقي الجامعات. كما توضّح المنصة بالتفصيل طبيعة الدورات التكوينية التي تقدمها الجامعات ومختلف مؤسسات التعليم العالي المشاركة في البرنامج. وعمّمت وزارة التعليم العالي الجزائرية هذا البرنامج عبر جميع السفارات والبعثات الدبلوماسية في الخارج، حيث نشرت هذه التمثيليات معلوماته عبر وسائلها الإعلامية والافتراضية، بهدف ترقية مكانة الجزائر العلمية وتعزيز رؤية الجامعات الجزائرية دولياً، ودعوة الطللاب الدوليين الراغبين في بدء أو مواصلة دراستهم الجامعية في الجزائر. حتى نهاية العام الماضي، كان ستة آلاف طالب جامعي أجنبي يدرسون في الجامعات الجزائرية، أغلبهم من الدول الأفريقية، حيث توفر لهم الجزائر منحاً ممولةً في إطار التعاون العلمي بين الدول وتبادل البعثات التعليمية. وتخصص الجزائر سنوياً ألفي منحة دراسية في التعليم العالي و500 منحة في التكوين المهني للطلاب الأفارقة، دعماً لتكوين كوادرهم. أما البرنامج الجديد "أدرس في الجزائر"، فسيتيح لجميع الطلاب الأجانب الراغبين بالدراسة على نفقتهم الخاصة فرصة الالتحاق بالجامعات الجزائرية. ضمن هذا البرنامج الحكومي، تسعى الجزائر إلى استقبال أعداد أكبر من الطلاب الأجانب، لا سيما من الدول الأفريقية، في إطار خطط تحت وسم "أدرس في الجزائر". ووفق هذه الخطة، تهدف البلاد إلى أن تصبح الدولة الأولى في استقطاب الطلاب الأجانب على مستوى المنطقة المغاربية بحلول عام 2029. ويهدف البرنامج إلى استقطاب الكفاءات العربية وبعض دول آسيا والقارة الأفريقية للدراسة في الجامعات الجزائرية لأغراض سياسية واقتصادية وتقنية. كما أن تكوين هذه النخب الطلابية في الجزائر سيسمح بأن يكونوا جسراً مهماً للتواصل الثقافي والسياسي مع بلدانهم، ونقل صورة إيجابية عن الجزائر. ويتيح توافد الطلاب الأجانب الفرصة لترقية سمعة ومستوى الجامعات الجزائرية، التي بدأت تتحسن تدريجياً على سلم الترتيب الإقليمي. وبحسب تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري، كمال بداري، خلال إطلاق المنصة شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، فإن "الجامعة الجزائرية باتت تحتل مرتبة مشرفة بشقيها التعليمي والبحثي، وهو ما يعزز التحاق آلاف الطلاب الأجانب بها خلال الموسم الجامعي الجاري، نتيجة لوسم "أدرس بالجزائر"، بهدف جعلها وجهة مفضلة للطلاب من مختلف الدول، لا سيما الأفريقية، العربية والآسيوية"، كما تم إدراج عدد من المؤسسات الجامعية التي توفرت فيها المقاييس البيداغوجية والخدماتية المطلوبة ضمن خطة استقبال الطلاب الدوليين". تركز الغايات الأساسية للبرنامج على مسعى جزائري لافت يهدف إلى ربط الجامعات بالاقتصاد وتعزيز تطوير المؤسسات الناشئة. ويستهدف البرنامج استقطاب الكفاءات والمشاريع الطلابية، لا سيما في التخصصات التكنولوجية والتقنية التي يمكن تحويلها إلى مشاريع تقدم قيمة مضافة للاقتصاد المحلي. ويأتي ذلك في سياق إعلان الجزائر قبل أسبوعين عن إطلاق صندوق مالي استثماري لتمويل المؤسسات الناشئة، مخصص لدعم المشاريع الابتكارية للطلاب والمبتكرين من القارة الأفريقية، وتعزيز الابتكار، لترسيخ مكانة الجزائر قطباً إقليمياً لريادة الأعمال ومركز للمؤسسات الناشئة، ومقصداً للمبادرات التكنولوجية والابتكارية في أفريقيا. ويخطط البرنامج لاحتضان خمسة آلاف طالب أو مبتكر أجنبي خلال الخمس سنوات المقبلة، يمكنهم الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ ابتكاراتهم التكنولوجية. منذ عامين، افتتحت البلاد مدرسة للرياضيات العالية والذكاء الاصطناعي والنانو والأمن السيبراني، وتتطلب مستويات علمية عالية للالتحاق بها. وتسعى الجزائر من خلال هذه المدرسة وسلسلة المعاهد التقنية والتكنولوجية المنتشرة في مختلف الولايات إلى استقطاب نخب طلابية أجنبية، مع توفير عدد كبير من المقاعد البيداغوجية للطلاب الأجانب. يؤكد الباحث والأكاديمي حسين زواغي لـ "العربي الجديد"، أن برنامج "أدرس في الجزائر" يجمع بين التوجه السياسي والاقتصادي للدولة نحو العمق الأفريقي والعربي، إضافة إلى إعادة ربط العلاقات مع مجموعة من الدول الآسيوية لاستقطاب طلابها وتوسيع قاعدة التبادل العلمي. ومن جهة أخرى، يسهم البرنامج في ضخ دماء جديدة وإضفاء بعد دولي على الجامعات الجزائرية، خاصة مع تطور التعليم بالإنكليزية في عدد من المعاهد، وهو ما كان يشكل عائقاً أمام الدراسة في الجزائر في السابق بالنسبة لطلاب الدول غير الناطقة بالفرنسية بسبب هيمنة اللغة الفرنسية في الجامعات.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية