
عربي
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الحركة ملتزمة بالجدول الزمني المتفق عليه ضمن اتفاق شرم الشيخ في ما يتعلق بتسليم المحتجزين الإسرائيليين، مضيفاً أن الأسرى الأحياء سيجرى تسليمهم وفقاً للمتفق عليه يوم غدٍ الاثنين. يأتي ذلك فيما أكدت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية أنه سيُفرج عن الأسرى االفلسطينيين فور وصول جميع المحتجزين في غزة إلى إسرائيل. بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم، إن تل أبيب مستعدة لاستقبال المحتجزين المقرر الإفراج عنهم غداً.
من جانبه، قال مكتب إعلام الأسرى الفلسطيني إن عقبات معقدة ما زالت تحول دون الإعلان الرسمي عن قوائم الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل التي تشمل أسرى غزة والنساء والأطفال. وأضاف أن "الجهود تبذل على مدار الساعة لتجاوز هذه العقبات واستكمال الإجراءات المطلوبة، وسيُعلَن عن الأسماء وكافة التفاصيل المتعلقة بالصفقة فور انتهاء المباحثات واعتماد القوائم النهائية".
وفي ما يتعلق بجثامين الأسرى، أوضح بدران أنّ هناك تفهماً لصعوبة الالتزام بالمهلة المحدّدة لتسليمهم لأسباب لوجستية ترتبط بقلة الإمكانات وصعوبة تحديد أماكن بعضهم. وبشأن قوائم الأسرى الفلسطينيين، أضاف القيادي في حماس أن الحركة سلمت قوائم تتضمن نحو ألفَي اسم، منهم 1700 من غزة، إضافة إلى أسماء قيادات بارزة مثل مروان البرغوثي وأحمد سعدات، موضحاً أن المفاوضات "شهدت رفضاً إسرائيلياً للإفراج عن عدد كبير من الرموز الوطنية"، مشيراً إلى أن عشرات الأسماء جرى استبعادها من القائمة، لكن الفصائل لا تزال تسعى لتأمين أكبر عدد ممكن من الأسرى.
وشدّد بدران على أن حماس معنية في الوقت الراهن بإتمام الاتفاق وانتهاء الاحتلال، موضحاً أن الحركة تعمل على إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة تدير نفسها وهو ما يعدُّ حقاً فلسطينياً. وحول التمسك الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة، قال بدران: "سلاح المقاومة يجرى تضخيمه كما لو كانت تملك دبابات أو طائرات"، لافتاً إلى أنّ السلاح الموجود لدى الفلسطينيين هو للدفاع عن أنفسهم، وأنّ هذا السلاح موجود طالما استمرّ الاحتلال. وأوضح أنه جرى ترحيل ملف السّلاح للنقاش الداخلي الفلسطيني، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن موقف الكل الفلسطيني من السلاح معروف مسبقاً.
كما كشف مصدر فلسطيني مشارك في المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى أن هناك أزمة بسبب رفض إسرائيل إطلاق سراح القائمة المسماه الستة الكبار، في ظل تمسك فصائل المقاومة الفلسطينية بمطالبها وتنتظر رداً نهائيا من الوسطاء بشأن الموقف الإسرائيلي. وقال المصدر لـ"العربي الجديد" إن الساعات الراهنة تشهد تدخلا مكثفا وضغوطا من جانب الوسطاء لنزع فتيل الأزمة حتى لا تؤثر على مسار الاتفاق والجداول الزمنية المتفق عليها. وحول إمكانية أن يؤدي تمسك إسرائيل برفضها إلى تغييرات أو تأخير لإطلاق سراح الأسرى، أوضح المصدر ذاته أن هناك مشاورات مكثفة بين قادة الفصائل للوصول إلى قرار نهائي بشأن الأسماء المختلف عليها، ويتعلق الأمر بكل من القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات، والقياديين في حماس عبد الله البرغوثي، وعباس السيد وإبراهيم حامد وحسن سلامة.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أنه "سيجرى إطلاق سراح الرهائن من غزة في أي لحظة الآن". وقبل ذلك، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، عن مصدرين، اليوم الأحد، أنه يجرى تشكيل قوة مهام مشتركة متعدّدة الجنسيات لتحديد مكان جثث المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين لا يُعرف مكانهم. وقال المصدر للصحيفة إنّ هذه القوة ستضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر، وهي الدول الضامنة لاتفاقَ وقف إطلاق النار في غزة.
ووفق "وول ستريت جورنال"، أبلغت حماس إسرائيل بأن لديها 20 محتجزاً إسرائيلياً على قيد الحياة وأنها مستعدة للبدء بإطلاق سراحهم، وأضافت الصحيفة أنّ الحركة أبلغت الوسطاء وإسرائيل بأنها لا تعرف مكان بعض المحتجزين المتوفين، وأنها ستواجه صعوبة في الوفاء بمهلة الـ72 ساعة التي حددتها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسليمهم. وذكر مسؤول إسرائيلي، لـ"وول ستريت جورنال"، أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لاستقبال المحتجزين مساء الأحد، رغم أنه لا يزال يتوقع أن يجرى التسليم على الأرجح الاثنين.
وبحسب الصحيفة، "تعتقد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن الحركة لا تعرف مكان جميع الجثث، وقد أقرّت إسرائيل بأن انتشال الجثث سيستغرق على الأرجح وقتاً أطول". ونقلت الصحيفة عن مصدرين أنه يجرى تشكيل قوة مهام مشتركة متعددة الجنسيات لتحديد مكان جثث المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة الذين لا يُعرف مكانهم. وأضافا أن هذه القوة ستضم تركيا والولايات المتحدة وقطر ومصر. وقالت صحيفة معاريف العبرية، اليوم الأحد، إنّ قوّة قوامها 200 جندي أميركي وصلت إلى قاعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة لخيش، وتضم عناصر في الهندسة والأمن والاستخبارات. ووفق الصحيفة، ستتلقّى القوة إحداثيات حول مواقع الجثث لتشرع مع قوات من مصر وقطر في أعمال البحث الهادفة للعثور على الجثث.
