
عربي
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، منازل أسرى في الضفة الغربية من المتوقع الإفراج عنهم في صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال، مهددة بمنع أي مظاهر احتفالية أو تجمعات لاستقبال الأسرى بعد الإفراج عنهم، فيما تلقت عائلات أخرى اتصالات هاتفية بالمضمون ذاته، كما منعت عدداً من العائلات من السفر، بعد أن توجهت إلى معبر الكرامة للوصول إلى مصر لاستقبال أبنائهم المتوقع إبعادهم.
وفي قرية جينصافوط، شرق قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال منزل ذوي الأسير أنس مصطفى علان المحكوم عليه بـ4 مؤبدات والمعتقل منذ 20 عاماً، وحذرت من إقامة مظاهر احتفالية. وقال نعمان علان ابن شقيق الأسير لـ"العربي الجديد"، إن "6 جيبات عسكرية اقتحمت محيط المنزل، فيما اقتحم عدد من الجنود المنزل، وأبلغ الجنود العائلة بمنع الاحتفال أو التصوير أو رفع الأعلام". ويأتي هذا التهديد بعد أن اتصل علان بعائلته أمس السبت، من داخل أحد سجون الاحتلال، وأبلغ عائلته بأنه سيفرج عنه ضمن صفقة التبادل إلى قريته جينصافوط.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير عبد الله برهم المحكوم عليه بمؤبد مدى الحياة و7 سنوات والمعتقل منذ 18 عاماً، في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، لإيصال رسالة مماثلة، رغم اتصال برهم بأحد أشقائه أمس، وإبلاغه بمنع مخابرات الاحتلال الاحتفالات. وقال علي برهم شقيق الأسير عبد الله لـ"العربي الجديد، إن "قوات الاحتلال اقتحمت المنزل قرابة منتصف الليلة الماضية، وحذرت من إقامة احتفالات أو أية مظاهر أو تجمعات لاستقبال الأسير، أو حتى طباعة صور له".
ويستعد الأهالي لاستقبال أبنائهم في قصر رام الله الثقافي، وسط الضفة الغربية المحتلة، حيث تستعد مؤسسات الأسرى وباقي المؤسسات لاستقبالهم هناك، بعد الإفراج عنهم من معتقل "عوفر" المقام على أراضي غرب رام الله، بينما سيجري تجميع الأسرى المنوي إبعادهم في سجن النقب.
وقال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ثائر شريتح، لـ"العربي الجديد"، إن "أكثر من نصف عائلات الأسرى المنوي الإفراج عنهم في الضفة جرى تهديدها، فيما لا تزال الاتصالات مستمرة مع العوائل من قبل مخابرات الاحتلال". وتوقع شريتح أن تطاول التهديدات كل أهالي الأسرى المنوي الإفراج عنهم في الضفة.
وفي ما يتعلق بمنع السفر، أكد شريتح أن أكثر من 10 عائلات منعت من السفر عبر معبر الكرامة مع الأردن، وقد تذرع الاحتلال بأن السفر سيكون للعوائل بعد التنسيق المباشر من خلال التقدم بطلب السفر في مستوطنة بيت إيل، المقامة على أراضي الفلسطينيين، شمال مدينتي رام الله والبيرة (مقر الإدارة المدنية والارتباط الإسرائيلي)، لكنه استدرك بالقول إنه يعتقد بأن هذا التبرير هو محض أكاذيب. وقال شريتح: "باعتقادي أن الاحتلال يريد استخدام السياسة ذاتها التي جرى استخدامها مع الأسرى سابقاً"، في إشارة إلى الاستمرار بمنع عائلات عدد من الأسرى المفرج عنهم في صفقات سابقة من السفر.
وعلق شريتح على التهديدات ومنع السفر بالقول: "الاحتلال لجأ إلى العودة نحو تهديد عائلات الأسرى كما جرى في صفقات التبادل السابقة، وهذا التهديد يعني أنه يريد التغطية على انكساره وهزيمته بعدم قدرته على استعادة أسراه إلا من خلال عملية التبادل، وهو يحاول الهروب من الانكسار من خلال تهديد العائلات ومنع الأسر والأمهات والأشقاء والآباء من السفر لاستقبال أبنائهم". وأكد شريتح أن هذا التهديد لذوي الأسرى في الضفة وفي كل مكان يدلل على أن هذا الاحتلال يعيش حالة من التخبط والضياع، وغير قادر على استعادة توازنه على مدار الأشهر والسنوات القليلة الماضية.
